السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

محمد عفيفي: أردوغان يرتكب جريمة تاريخية بحق الدولة العثمانية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة القاهرة وأمين عام المجلس الأعلى للثقافة الأسبق: إن هناك عددا من الملاحظات حول تعامل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع التاريخ العثماني، فأردوغان يرى أنه وريث الدولة العثمانية، وهذا الكلام غير صحيح، لأن الدولة العثمانية أكبر من اختزالها فى تركيا الحالية، والدولة العثمانية كانت كيان سياسى وثقافى يضم منظومة شرق البحر المتوسط بأكملها، وشاركت بها كل الشعوب، وكون أردوغان يختزل التاريخ العثمانى فى الجانب التركى فقط؛ فهذا الأمر يمثل عدم فهم للتاريخ، أو توظيف سياسى للتاريخ، والسلطان العثمانى كان يرفض أن يُقال السلطان التركي، والأكثر من ذلك أنه طوال فترة الحكم العثمانى وحتى النصف الثانى من القرن التاسع عشر، كانت كلمة تركى تُعد مسبّة أو نوعا من أنواع التحقير والتصغير، وكانت الدولة العثمانية والسلاطين يفضلون كلمة عثماني؛ لأنها تعنى الانتماء إلى كيان أوسع، ولكن كلمة تركى لم تكن لتظهر بمعناها الحالى إلا فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر مع تطورات قومية داخل الدولة العثمانية مع عملية «التتريك».
وأضاف أمين عام المجلس الأعلى للثقافة الأسبق، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": كان السلاطين العثمانيون يعتبرون السلطان العثمانى الذى لا يعلم اللغة العربية غير مثقف وغير متحضر، لذلك كون أردوغان يختزل تاريخ الدولة العثمانية فى نفسه أو فى أسطنبول أو فى العنصر التركى فهذه جريمة تاريخية، ونحن لا نهاجم تاريخ الدولة العثمانية، فالعرب هم من شارك فى الدولة العثمانية ولهم فى تاريخ الدولة العثمانية، وليس من حق أردوغان أن يحتكر هذا التاريخ لنفسه، لأن العثمانيين قالوا إنهم نتاج أو تطور للتاريخ الإسلامى الكبير، وعلى مستوى اللغة لم يقولوا اللغة التركية، ولم يكن لديهم القدرة ليقولوا اللغة التركية، ولكن كانوا يقولون اللغة العثمانية؛ لأن أغلب كلمات اللغة العثمانية كانت عربية وفارسية ثم تركية، وما حدث فى فترات لاحقة فى أواخر الدولة العثمانية وفى فترة كمال أتاتورك أن تم بعث كلمات تركية قديمة لتحل محل الكلمات العربية، ولكن خلال فترات طويلة جدا كانوا يقولون اللغة العثمانية ولم يكن بمقدور أحد أن يقول اللغة التركية.
وواصل أستاذ التاريخ المعاصر: اللغة العثمانية كان أكثرها كلمات عربية، وحتى الشعراء العثمانيين لم يكونوا يقولون على أنفسهم أنهم أتراك، وكانوا يتفاخرون بكم الكلمات العربية والفارسية فى أشعارهم، لذلك فكرة أن يحتكر أردوغان هذا الإرث منفردًا هى فكرة مرفوضة، وحتى على مستوى الأكلات الشهيرة فهى أكلات البحر المتوسط بالكامل، لذلك هناك خلاف بين تركيا واليونان حول الأكلات، وهنا نرى أن أردوغان يوظف التاريخ لأغراض سياسية بحتة، ويحتكر التاريخ العثمانى فى شخصه، بينما العرب هم من لعب الدور الأكبر هذا التاريخ.