الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

الصيد الجائر يهدد تماسيح بحيرة ناصر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم تقديس القدماء المصريين للتماسيح، فإن أعدادها تناقصت بشكل حاد، بسبب الصيد الجائر، مما هدد بانقراض التماسيح تمامًا فى مصر، حسبما تؤكد جميع المؤشرات والدراسات أن انخفاض أعداد التماسيح فى بحيرة ناصر إلى النصف، مقارنة بالأعداد التى كانت موجودة خلال الأعوام الماضية، بسبب الصيد الجائر، فكيف يتعافى التمساح النيلى، ويجد فرصته للتكاثر والتجمع مرة أخرى؟
البداية هى الحفاظ على التماسيح النيلية من الصيد الجائر، حسبما يقول المهندس محمد عزت بوحدة التماسيح النيلية التابعة لجهاز شئون البيئة بأسوان، لافتا إلى وجود صيد جائر للتماسيح من بحيرة ناصر، موضحا أن صيد التماسيح مخالف لقانون البيئة رقم ٤ لسنة ١٩٩٤، ومن ثم تتم مطاردة المخالفين والقبض عليهم وتحرير محاضر لهم، مشيرا إلى وجود صيادين يقومون بتسميم الأماكن التى توجد بها التماسيح، أو إطلاق الرصاص عليها، لافتا إلى أن صيد التماسيح ليس له موسم معين، وعادة ما يقوم الصيادون بسلخ جلد التمساح لبيعه.
ويتفق المهندس عمرو عبدالهادى بجهاز شئون البيئة بأسوان مع ماسبق، قائلا: «وزارة البيئة بالتعاون مع الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية، تعد دراسة عن تماسيح بحيرة ناصر، تستهدف إنشاء مزارع للتماسيح بشكل قانوني، وكيفية تصديرها للخارج للاستفادة من جلودها، وهو مشروع يأتى ضمن خطة الوزارة للاستفادة من الموارد الطبيعية».
ويلفت عبدالهادى إلى وجود اتفاقيات دولية لتنظيم الاتجار بالحياة البرية، مشيرا إلى نجاح الوزارة منذ سنوات، فى إدراج التماسيح النيلية فى الملحق الثانى للاتفاقية بعد ما كانت فى الملحق الأول الذى يحظر صيدها، فيما يقر الملحق الثانى استثمار صيد التماسيح خارج بيئتها الطبيعية، عن طريق مشروعات استثمارية تحت رقابة الدولة، وإنشاء مزارع لتربية التماسيح.
ويؤكد «أحمد. ع -٤٤ عاما -صياد» وجود مناطق كثيرة فى بحيرة ناصر تكثر بها وجود التماسيح، منها مناطق «كروسكو، وادى العرب، السنجاري» فيما هناك مناطق أخرى تقل بها نسبة التماسيح الموجودة فيها، لافتا إلى أن الصيادين عادة ينتظرون خروج التماسيح من الماء فى وقت العصر لتستظل بالصخور من حرارة الشمس، ويتم رمى سنارة فى الماء على مقربة منها بها سمكة، فيما يتم ربط «جركن» كبير فى السنارة، وحينما يبدأ التمساح فى التهام السمكة، تمسك السنارة فى الفك، حيث يبدأ التمساح فى الشد والجذب وينزل تحت الماء فيرفعه «الجركن» مرة أخرى لأعلى المياه، ويستمر الحال هكذا لفترة ساعتين إلى ٣ ساعات حتى ينهكه التعب بعدها يتم سحبه للبر، وربط الفك، وتكتيف اليدين والأرجل وربطهما جيدا، فيما يضرب بعض الصيادين التمساح على رأسه ليموت فيقوم بسلخه بعد ذلك.
صياد آخر رفض ذكر اسمه، يؤكد وجود مافيا لصيد التماسيح يأتون إلى البحيرة من محافظات متعددة، حيث يستغلون فترة غلق البحيرة بماكينة كهرباء لصيد السمك بطرق غير مشروعة، أو إطلاق الأعيرة النارية على التماسيح وصيدها، حيث يتم البحث عن التمساح بكشافات كبيرة ضوؤها قوي، فتلمع أعين التمساح فى الظلام، ويتسبب الضوء القوى فى عشاء ليلى للتمساح، مما يسهل عملية صيده، ليتم سلخه وتمليح الجلود وتجهيزها للبيع لتجار معروفين فى أسوان وبدورهم يقومون ببيعه لتجار متخصصين فى ذلك بالقاهرة، لافتا إلى أن وجود ماكينات الكهرباء فى البحيرة يضر الثروة السمكية حتى الذريعة تباد، فيما يقوم بعضهم بصيد التمساح عن طريق إطلاق أعيرة نارية على الأرجل الأمامية للتمساح، مشيرا إلى أن الذى يصطاد التمساح يكون لديه دراية بطريقة السلخ، وتبدأ من رأس التمساح من الظهر حتى منطقة معينة فى ذيله، ليتم تشفيته، ويخرج اللحم مع العظم مع الرأس، أما الجلد فيتم تمليحه وفرشه بالملح، ويترك فى الشمس لمدة يوم، بعدها يترك فى الظل، وبعد أن يجف تماما، يتم تجميعه لبيعه للتجار.