الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"جرح الأنوثة".. 200 مليون فتاة تعرضن للختان حول العالم.. "الصحة": الظاهرة تشهد تراجعًا كبيرًا في مصر.. وخبراء: تشويه للأعضاء التناسلية وتسبب أمراضًا نفسية.. والعملية وراء 80% من حالات الطلاق

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعد الشريعة الإسلامية من أكثر الأديان التي حفظت للمرأة حقها، وسعت إلى صونها، فالقرآن والسنة يحضان على معاملة المرأة بعدل ورفق وعطف، خاصة وأن الله عظم منزلتها فجعل مكانة لها في الجنة لأنها الأم وصانعة الأجيال، لكن مازالت عادات رجعية تسيطر على المجتمعات في الدول النامية، بممارسة عمليات "ختان الإناث" التي توأد أنوثة الفتيات صحيًا ونفسيًا واجتماعيًا، وحتى على مستقبل الأجيال القادمة. 
ووفقًا لدراسة تحليلة لمنظمة اليونيسيف، أكدت ضرورة انخفاص معدل ختان الإناث خلال الأجيال القادمة نظرًا إلى ارتفاع النسبة حاليًا، كما قدرت أعلى نسبة للبنات اللاتي تعرضن للختان في العالم عام 2016 بــ200 مليون فتاة، وجاء على رأس الدول التى تتعرض فيها الفتيات للختان؛ مصر وإندونيسيا وإثيوبيا، بالإضافة إلى تأكيد المنظمة بأن 44 مليون فتاة منهن لم تتجاوز أعمارهن الـ16 عاما.
وقد عرفت منظمة الصحة العالمية "عملية ختان الاناث" بأنها عملية تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية دون وجود سبب طبي لذلك، ويمارس تشويه الأعضاء التناسلية الأنوثة باعتباره أحد الطقوس والخرافات في أكثر من 27 دولة بأفريقيا، فمن أكبر 10 دول في العالم بمعدل الختان للفتيات اللاتي لن تجاوز أعمارهن 15 عاما هي " بوركينا فاسو 72%، إريتريا 83%، مصر78%، السودان87%، مالي90%، سيرالون90%، جيبوتي 93%، غينيا97%، إندونيسيا97%، والصومال أعلى معدلات في العالم بـ98% " 
مؤخرا، أعلنت وزارة الصحة والسكان، ممثلة فى المجلس القومى للسكان عن تراجع حقيقي في نسب انتشار ختان الإناث حيث تراجعت من 74% وسط الفئة العمرية من 15- 17 سنة عام 2008 إلى 61% عام 2014.
وأوضح الدكتور طارق توفيق، نائب وزير الصحة والسكان في تصريحات أن الدولة تسعى بشتى الطرق لمناهضة هذة الظاهرة، حيث قدمت الحكومة المصرية عام 2008 وعام 2016 مقترحين تشريعيين لتجريم ممارسة ختان الإناث وقدمتهما إلى البرلمان، مشيرا الى ان القانون الأول صدر عام 2008 واعتبر ختان الإناث جنحة، ثم تم تغليظ العقوبة عام 2016 ليصبح جناية يعاقب مرتكبها بالسجن من 5 إلى 7 سنوات وإذا نتج عنها عاهة مستديمة أو وفاة الضحية يعاقب المخالف بالسجن المشدد، وبذلك اصبح ختان الإناث ولأول مرة في تاريخ المجتمع المصري جريمة يعاقب مرتكبها بدلا من كونها عرف أو عادة اجتماعية. 
وفي السياق ذاته، قالت الدكتورة هبة أحمد، أخصائي الصحة النفسية والعلاقات الاسرية، إن الختان يتسبب فى القضاء على الاحساس عند المرأة وينتج الـ" برود جنسي " والدراسات سجلت أن 80% من حالات الطلاق يكون السبب الاساسى فيها هى البرود الجنسى عند المرأة المختتنة لأن السيدات لا يصلن إلى مرحلة النشوة الجنسية وادى الى ارتفاع نسب الطلاق. 
لافتة إلى أنه بخلاف الأعراض النفسية التى تتعرض لها الفتاة، ومشاكل تؤثر على اجهزة الجسم الحيوية وهناك مشاكل تظهر فى فترات متباعدة، كما أن عملية الختان نفسها وماتتعرض له الطفلة من عنف قد يؤدى الى صدمة عصبية تؤثر فيها مدى الحياة حيث لاتنسى ذلك اليوم، لأن الفتيات اللاتي تعرضن لعملية الختان مثلها كالاعتدادات االجنسية والاغتصاب تماما.
فيما أكدت الدكتورة منى محمود، أستاذ علم النفس، أن لختان الاناث اثار نفسية تتراكم وتتزايد مع الفتاة في جميع مراحل عمرها، مشيرة إلى أن ذلك في افضل الأحوال إذا لم تتوفي الفتاة من العملية، فقد تتعرض الى الاكتئاب والقلق، والخوف من مخالطة المجتمع وتفضل العزلة نتيجة لما تعرضت له من ايذاء نفسي وجسدي وانثوي، يتسبب في تدمير حياتها بمعنى الكلمة، وتشعر وكأنها دمية، وينقلب الأمر بأمراض عصبية تؤثر على معاملتها مع العائلة أو المحيطين.