الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

فلاش باك.. خطبة الوداع

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أتممت وأكملت ورضيت، ثلاثة مفردات تخبر عن النهاية، وتنذر بالرحيل وتبوح بخواطر في نفس رسول الله «صلى الله عليه وسلم»، وهي النفس التي قصدت قبل ثلاثة وعشرين عامًا غار حراء، مبتعدة عن أناس يتكئون على أسباب واهية في عبادة غير الله، ومتأكد من وجود قادر بديع وراء ذلك الكون.
ولما وصل إلى الثالثة والستين من عمره، داهمته نفس الخواطر التي تحدثه بقرب إتمام رسالته وبأن عمره يدنو من النهاية، حتى إنه حين بعث معاذًا إلى اليمن في السنة العاشرة من الهجرة قال له - فيما قال «يا معاذ، إنك عسى أن تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك أن تمر بمسجدي هذا وقبري» فبكى معاذ خاشعًا من فراق رسول الله».
وفي مثل هذا اليوم التاسع من مارس ٦٣٢م، ألقى الرسول «صلى الله عليه وسلم» خطبة الوداع والتي قال فيها: «أيها الناس، اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدًا».
«إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضاع من دمائنا دم ربيعة بن الحارث، وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضاع من ربانا ربا عباس بن عبدالمطلب، فإنه موضوع كله».
«فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحد تكرهونه، فإذا فعلن ذلك فاضربوهن ضربًا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف».
«وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب الله».
«أيها الناس إنه لا نبي بعدي، ولا أمة بعدكم، ألا فاعبدوا ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، طيبة بها أنفسكم، وتحجون بيت ربكم، وأطيعوا أولات أمركم، تدخلوا جنة ربكم».
وبعد فراغ النبي من إلقاء الخطبة نزل عليه قول الله تعالى: «اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينًا».
كانت كل أفعال وأحاديث سيد الخلق «صلى الله عليه وسلم»، تنبئ بدنو أجله، وبعد عام وفي السنة الحادية عشرة من الهجرة انتقل إلى الرفيق الأعلى.