السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الافغاني.. صانع النهضة في مصر

جمال الدين الأفغاني
جمال الدين الأفغاني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل غدًا ذكرى وفاة جمال الدين الأفغاني، أحد الأعلام البارزين في النهضة المصرية المولود في عام 1839م بأفغانستان، وتلقى علوم الدين والفلسفة والمنطق والتاريخ فنضج فكره واتسعت مداركه.
ويميل الأفغاني إلى الرحلات فسافر إلى الهند والآساتنة ومصر الى أن مكث بمصر وتعلم من خلال سفره العلوم الحديثة على الطريقة الأوربية كما تعلم اللغة الإنجليزية.
جاء الافغاني إلى مصر لاول مرة عام 1871م ولم يقصد الإقامة بها وانما جاء لمصر ليسافر إلى بلاد الحجاز وعند زيارته للازهر الشريف، توجه اليه طلبة أهل العلم ليتلقوا على يده بعض العلوم الرياضية والفلسفية والكلامية وقرا لهم "شرح الإظهار" في البيت الذي نزل بها وهو خان الخليلي.
توجه الافغاني بعد رحلته الى الحجاز الى بلاد الآستانة فلقى هناك ترحيبا كبير وحفاوة ورغبت الحكومة وقتها أن تستفيد من علمه فجعلته عضوًا في مجلس المعارف فعمل على إصلاح التعليم والنهوض به بتطوير مناهجه الا أن لم يلق تاييدا من زملاءه.
وكُلف بإلقاء خطابًا بدار الفنون للحث على الصناعات وعندما القى الخطاب، وسط حضور حاشد من ذوى العلم والمكانة بالآستانةن فنال إعجاب الجميع اف أن خلاف وقع بينه وبين شيخ الإسلام أدي به الى الرحيل من ألآستانة متوجها الى مصر حتى تهدا الإضطرابات.
عندما عاد الافغاني إلى مصر بعد رحيله من الآستانة، لم يكن يود للإقامة بها وإنما للاستمتاع بمشاهدة مناظرها واستطلاع أحوالها إلا أن رياض باشا وزير الخديوي اسماعيل باشا وقتها رغبه في الإقامة فعرضت عليه الحكومة العمل في مقابل راتبًا شهريًا قدره ألف قرشًا فقرأ الأفغاني على أهل العلم الكتب العالية في فنون الكلام وعلوم الفلك والتصوف وأصول الفقه وكانت مدرسته هي بيته فبث روح الحكمة والفلسفة في نفوس تلاميذه كما وجه اذهانهم الى الأدب والخطابة وكتابة المقالات الادبية والسياسية والاجتماعية فظهرت على يده نهضة العلوم والافكار ولم تقتصر حلقات دروسه ومجالسه على على طلبة العلم بل كان يحضرها كثير من الموظفين والأعيان كما كان وراء إصدار الصحف الناطقة باسم حركة التجديد والإصلاح مثل "مرآة الشرق" وعمل للديمقراطية السياسية، والتحرر من استبداد الحكم الفردي والنفوذ الأجنبي.
يقول عنه محمد عبده: "من الكلام فيما ينير العقل، أو يطهر العقيدة أو يذهب بالنفس إلى معالي الأمور، أو يستلفت الفكر إلى النظر في الشؤون العامة مما يمس مصلحة البلاد وسكانها".
جرت له أبحاث كثيرة مع الفيلسوف الفرنسي إرنست رينان ومدح رينان عبقريته وسعة علمه وقوة حجته.
بعد إخفاق الثورة العرابية واحتلا الإنجليز لمصر سمحوا له الذهاب الى اي بلد فأختار أوربا وكانت لندن هي اول مدينة يذهب اليها ولم يمكث بها الا اياما قليلا وتوجه بعدها الى باريس ونهاك اصدر جريدة "العروة الوثقى " وقد سميت باسم الجمعية التي أنشأتها، وهي جمعية تألفت لدعوة الأمم الإسلامية إلى الاتحاد والتضامن والأخذ بأسباب الحياة والنهضة، ومجاهدة الاستعمار، وتحرير مصر والسودان من الاحتلال، وكانت تضم جماعة من أقطاب العالم الإسلامي وكبرائه وهي التي عهدت إلى الأفغاني بإصدار الجريدة لتكون لسان حالها.
وكانت وفاته صباح الثلاثاء 9 مارس سنة 1897م، وما أن بلغ الحكومة العثمانية نعيه حتى أمرت بضبط أوراقه وكل ما كان باقيًا عنده، وأمرت بدفنه من غير رعاية أو احتفال في مقبرة المشايخ بالقرب من نشان طاش فدفن كما يدفن أقل الناس شأنا في تركيا وتحت مراقبة الدولة ونقل جثمانه من تركيا الى بلده أفغانستان في موكب غسلامى مهيب حيث دفن في كابل.