الأربعاء 29 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

سمارة سلطان تكتب.. متى تعود حتشبسوت إلى عرشها؟

سمارة سلطان
سمارة سلطان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى كثير من المواقف التى تعبر عن واقع سيئ، لم يجد البعض وسيلة لسب البعض الآخر، سواء تهكما أو شجارًا، إلا بجملة لها دلالات ضمنية، مثل القول، «بلدكم مفيهاش راجل»، أو «منطقة مفيهاش راجل»، تأتى هذه العبارة دائمًا فى سياق من شأنه التقليل أو الإهانة، بما يشير إلى أن عدم النخوة لا ينطبق الرجال، بما يجعلهم مندرجين ضمن النساء، وكأن النساء سبة. هذه المفاهيم التى تعبر عن ثقافة ذكورية، تصطدم بالتطور الهائل فى مسيرة المرأة المصرية ونضالاتها، فالمتغيرات التى حدثت أضافت للمرأة وجعلتها متساوية مع الرجل فى المهام الجسام، هى حاليًا تحتل أرفع المناصب، الوزيرة والمحافظ، مثل محافظة البحيرة بها سيدة هى المهندسة نادية عبده، مما يشير إلى أن أمام المرأة المصرية أن تتقلد أعلى السلطات التنفيذية وأنها قادرة للوصول إلى عرش حتشبسوت.
وعلى الرغم من أننا فى القرن الواحد والعشرين فى العام الثامن عشر منه، إلا أن وجود أى سيدة فى منصب قيادى يجعل البعض يتحسس من كونه سيكون مرؤوسًا لسيدة، كما أن هناك وظائف حتى الآن مناصبها القيادية حكر على الرجال وكأنه من الطبيعى أن تظل المرأة طيلة عمرها مرؤوسة للرجل.
فى مصر النساء حفرن فى صخور العادات والتقاليد حتى يحصلن على حقوقهن من تعليم وعمل ومساواة فى الأجور، وفى اقتحام وظائف ظلت لسنوات طويلة حكرا على الرجال دون سبب واضح.
المرأة المصرية هى أول طبيبة ومدرسة ومحامية ونائبة وطيارة عربية وأفريقية، سبقت قريناتها العربيات فى شتى المجالات وكانت مثالا يحتذى به فى العالم العربي، وكانت الحركة النسوية فى النصف الأول من القرن الماضى تنبأت بأنها خلال القرن الحالى ستكون قد وصلت لرئيسة جمهورية أو رئيسة وزراء، ولكن هناك من ينظر للمرأة المصرية بطريقة «الرضوة» خاصة فى قرى ونجوع مصر، بما يعنى ترضيتها بدلا من حصولها على الميراث الشرعى حتى لا يأخذ أرض وأموال العائلة الغرباء.
ولأن شهر مارس هو شهر المرأة، فاليوم هو للتبجيل ورفع القبعات للعاملات اللاتى خرجن فى الثامن من مارس عام ١٩٠٨ للاحتجاج على الظروف اللاإنسانية التى كن يجبرن على العمل تحتها، وحملن قطعًا من الخبز اليابس وباقات من الورود فى خطوة رمزية لها دلالتها واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار «خبز وورود». طالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع، ليحفرن بحروف من نور تاريخ اليوم كعلامة فى التاريخ للحركة النسوية.