السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

قوانين.. وإنجازات.. وتمكين... مصر تنتصر لـ"المرأة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعيش المرأة المصرية أزهى عصورها فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وخاصة بعد أن خصص العام الماضى 2017 لها، اهتماما بها، واعترافا بدورها فى المجتمع والأسرة المصرية. وتحتفل مصر هذه الأيام باليوم العالمى للمرأة، والذى يوافق الثامن من مارس فى كل عام، ويتزامن الاحتفال المصرى مع استعداد الحكومة لطرح 7 مشاريع قوانين، تدافع عن حقوق المرأة المصرية، وتزيد من المكاسب التى حصلت عليها الأعوام الماضية.
وبالإضافة للاهتمام التشريعى، تواصل الدولة مد المظلة الاجتماعية والتكافلية، لتأمين معيشة كريمة للنساء، وخاصة بالمناطق الريفية، من خلال برنامجى تكافل وكرامة، المقدمين من وزارة التضامن الاجتماعى. ويأتى ذلك الاهتمام الذى توليه الحكومة للمرأة، بعد أن حققت العديد من الإنجازات على المستوى العام، بتوليها لأعلى المناصب التنفيذية والخدمية، بداية من منصب الوزير، إلى المحافظ ورئيس المدينة والحى والعمودية. وتشارك نساء مصر أيضا فى المشاريع التنموية والنهضة الاقتصادية والاجتماعية الحالية، وفى مختلف المجالات من التعليم إلى الصحة إلى المرافق المختلفة، كما حققت العديد من اللاعبات بطولات كثيرة على المستوى العربى والأفريقى والعالمى. «البوابة» تحتفل مع سيدات مصر وفتياتها، بيومهن العالمي، وتعرض لإنجازاتهن بالمحافظات المختلفة، كما تقدم نماذج كفاح للعديد منهن فى مختلف المجالات، إضافة إلى عرض الخريطة التشريعية المقترحة لضمان حقوق المرأة، مع عرض لأبرز الشخصيات النسائية المصرية التى حققت السبق فى الوصول للمناصب القيادية والمهن المختلفة على مدار العقود السابقة.

«القومي» يستعد لـ«احتفالات المرأة المصرية» فى يومها العالمى
تزامنًا مع الاحتفالات الدولية بيوم المرأة، الموافق اليوم الخميس، تستعد المنظمة النسوية المحلية والعربية تنظيم العديد من الفعاليات احتفالًا بالإنجازات التى تحققت للمرأة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وفى هذا السياق، قالت السفيرة ميرفت التلاوي، رئيسة منظمة المرأة العربية، إن احتفالات يوم المرأة العربية ترسخ للتذكير بالحقوق المهدرة للمرأة على مستوى العالم، ولكنها ليست الحل الوحيد لتمكين المرأة من حقوقها.
ولفتت «التلاوي» فى تصريحات خاصة لـ«البوابة»، إلى أن هناك العديد من التدابير التى يجب اتخاذها بغرض تعزيز وضع المرأة على جميع المستويات، ومنها سن التشريعات الملزمة من الحكومات لصالح المرأة والعمل على تمكينها اقتصاديا من خلال تمليكها الأراضى والعقار الذى تسكن فيه من المشروعات التى تطرحها الحكومات وأن تتبع الحكومات سياسات ائتمانية تسهل حصول المرأة على القروض لإقامة المشروعات التى تساعدها فى التغلب على الفقر ومصاعب المعيشة وتربية أولادها بشكل لائق دون إحسان أو من وإنما بجهودها.
وأضافت «التلاوي» إن ما أشير إليه سلفًا سوف يساعد بشكل كبير لأنها يعد إسهامًا وإشراكًا للمرأة فى الاقتصاد الوطنى وعملية التنمية التى تقوم بها تلك الدول وكذلك مساواة المرأة بالرجل فى الأجور دون تمييز على أساس النوع وهذا موجود فى أكبر الدول الديمقراطية فى العالم.
من ناحيته، أعلن المجلس القومى للمرأة اكتفاءه بالاستعدادات التى يجريها بالتعاون مع رئاسة الجمهورية لتنظيم احتفالية كبرى فى ختام عام المرأة تحت عنوان «احتفالات المرأة المصرية»، ومن المقرر أن يصدر بيانًا للإعلان عن وضع المرأة، وما وصلت إليه من إنجازات خلال العام، احتفاءً باليوم العالمى للمرأة.
كما رحبت الدكتورة مايا مرسى رئيسة المجلس، بمبادرة وزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار الإنسانية، والتى أعلن خلالها استقبال جميع سيدات مصر والكشف عنهم من ٥ مارس مجانًا دعمًا واحتفالًا بيوم المرأة العالمي.


تأكيدًا على إيمان القيادة السياسية بالمرأة وضرورة دعمها للحصول على حقوقها، أعدت الحكومة ومجلس النواب، ٩ مشروعات قوانين خاصة بالمرأة للحفاظ على حقوقها ودعمها فى كافة المجالات المختلفة، ودمجها فى السياسة العامة للدولة، ومشاركتها المجتمعية.
ومن أبرز القوانين التى أقرها البرلمان خلال الفترة الماضية، قانون تنظيم المجلس القومى للمرأة، ومفوضية المساواة ومنع التمييز، وقانون الأسرة، والمواريث، ومناهضة العنف ضد المرأة، فيما ينتظر البرلمان مناقشة وإقرار بعض القوانين الخاصة بالمرأة والأسرة خاصة قانون الأحوال الشخصية، والطلاق وغيرها خلال الفترة المقبلة.

المجلس القومى للمرأة
وافقت الحكومة على إصدار قانون تنظيم المجلس القومى للمرأة بموجب المادة ٢١٤ من الدستور وتم رفعه لمجلس الدولة، وهو مجلس مستقل يتبع رئيس الجمهورية. وينص على أن يستمر العمل باللوائح والقرارات القائمة لحين صدور اللوائح الجديدة وفقًا لأحكام القانون.

مفوضية المساواة ومنع التمييز
طبقًا لنصوص المادتين ٥٣ و٢١٨ من الدستور، القانون منح كل الحقوق للمرأة التى نص عليها الدستور، فيما يتعلق بمساواتها بالرجل فى كافة الحقوق والواجبات، ومشروعات القوانين تأتى بما لا يتعارض مع ما نصت عليه الشريعة فى شأن المواريث وغيرها من الأمور الشرعية.
قانون الأسرة
بنص المادة ١٠ من الدستور التى تنص على كفالة الدولة فى حماية الأمومة والطفولة ورعاية النشء والشباب، ونص المادة ٤٠ من الدستور التى تنص على أن المواطنين أمام القانون سواء ومتساوون فى الحقوق والواجبات ولا تمييز بينهم. وكشفت أنها تستمد مرجعية مواد قانون الأسرة من مبادئ الشريعة الإسلامية، لأنها مصدر التشريع فى مصر، لافتة إلى استنادها كذلك إلى المواثيق الدولية والمعاهدات الدولية، والتى تعتبر جزءًا من البنية التشريعية للدولة.
العنف ضد المرأة
تشمل بنود مشروع القانون الموحد لمكافحة العنف ضد المرأة الجرائم الخاصة بخطف النساء والفتيات والأطفال واستغلالهم، ويشمل تعديل المواد (٢٨٨، ٢٨٩، ٢٩٠) من قانون العقوبات والخاصة بتجريم خطف الأطفال من الذكور والإناث وتجريم خطف الأنثى وتستبدل بالمواد الجديدة الواردة فى هذا الباب.
المواريث
القانون ينص على معاقبة كل من امتنع عمدا عن تسليم أحد الورثة نصيبه الشرعى بالحبس مدة لا تقل عن ٦ أشهر وغرامة لا تقل عن ٢٠ ألف جنيه ولا تجاوز١٠٠ ألف جنيه، كما يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ٣ أشهر وبغرامة لا تقل عن ١٠ آلاف جنيه ولا تتجاوز ٥٠ ألف جنيه كل من حجب سندًا يؤكد نصيبًا للوارث.
وطالبت بضرورة تخصيص دوائر تقاضى للحرمان من الميراث بهدف الإسراع فى صدور الأحكام وتخصيص إدارات شرطية متخصصة فى تنفيذ أحكام القضاء وتكثيف وسائل التوعية، مؤكدة أن مشروع القانون يتضمن كفالة الدولة حماية النساء ضحايا العنف بشتى أنواعه وإلزام أجهزة الدولة بالقيام بما يلزم من تدابير ووسائل لمساعدة الضحايا دون مقابل.
قانون الأحوال الشخصية
وتضمن مشروع القانون فى مجمله ما يقرب من ١٥٠ مادة، حيث حدد الباب الأول من القانون «مقدمات الزواج- الخطبة»، وعرف القانون فى المادة الأولى الخطبة بأنها من مقدمات الزواج وهى اتفاق على الزواج بين رجل وامرأة يحل كلاهما شرعًا للآخر، وأقرت المادة الـ«٢» لكل من طرفى الخطبة العدول عنها بدون تعويض، غير أنه إذا صدر عن أحد الطرفين سلوك سبب ضررا للآخر كان للمتضرر المطالبة بالتعويض، بينما المادة الـ«٣» أقرت لكل من طرفى الخطبة أن يسترد ما قدمه من هدايا ما لم يثبت أن العدول عن الخطبة كان بسببه وترد الهدايا عينًا أو بقيمتها حسب الأحوال، وفى المادة الـ«٤»: إذا عجل الخاطب الصداق أو جزءًا منه وحدث عدول عن الخطبة أو مات أحد الطرفين أثنائها فللخاطب أو لورثته استرداد ما سلم بعينه إن كان قائمًا وإلا فمثله أو قيمته يوم تسلمه.
مناهضة الزواج المبكر وقضايا النسب
كشفت الحكومة ممثلة فى وزارتى الصحة والعدل، عن إعدادهما مشروع قانون لتجريم زواج الأطفال ممن يقل عمرهم عن ١٨ عاما، ويعتبر زواج الفتاة أقل من ١٨ عاما بأنه عنف ضد المرأة، يشمل تجريمه كل من شارك فى الأمر، سواء كان مأذون من خلال التلاعب بالأوراق والتزوير أو أهل الفتاة أو كل من شارك فى توثيق هذا الزواج، جاء ذلك عقب حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن زواج القاصرات، ومن المقرر أن يناقش البرلمان هذا القانون خلال دور الانعقاد المقبل.
«كابتن» لطفية النادى
ولدت لطفية النادى عام ١٩٠٦، وكان والدها يعمل بالمطبعة الأميرية، وكان يرى أن الدراسة للبنت يجب ألا تتعدى بالمرحلة الابتدائية، بعكس الأم التى رأت أن تعليم الفتاة ضرورة حتى نهاية المطاف، لأن الأم هى مصنع الرجال.
والتحقت «لطفية» «بالأمريكان كولدج» وقرأت عن الطيران، وكانت مدرسة الطيران وقتها فى أوائل نشأتها عام ١٩٣٢، وكل الذى يلتحق بها من الرجال فقط، فكرت «لطفية» لماذا لا تلتحق بالدراسة فيها؟
ورفض والد «لطفية» أفكارها لتعلم الطيران، ولم تكن تملك نقودًا، وبإصرار وبحث عن البدائل لجأت إلى كمال علوي، مدير عام مصر للطيران آنذاك، وعندها فكّر بالأمر، وطلب منها أن تعمل فى مدرسة الطيران وبمرتب الوظيفة يمكنها سداد المصروفات.
وافقت «لطفية» على ذلك وعملت سكرتيرة بمدرسة الطيران، وكانت تحضر دروس الطيران مرتين أسبوعيًا دون علم والدها، وتعلمت الطيران مع زملاء لها على يد مدربين مصريين وإنجليز فى مطار ألماظة بمصر الجديدة، وكانت الشابة الوحيدة بينهم، وحظيت باحترامهم وتقديرهم، وكانت تعمل فى مطار ألماظة بغرض الحصول على المال لتمويل تعلمها الطيران.
وفى ديسمبر عام ١٩٣٣ حصلت على إجازة «طيار أ» مدرب وعمرها ٢٦ عاما، وكانت تحمل رقم ٣٤، أى لم يسبقها فى التخريج سوى ٣٣ طيار رجل، وكانت هى الأولى كطيارة مصرية عربية والثانية عالميا.
ونشرت الصحف هذا الخبر مع صور تم التقاطها لها مما أثار غضب والدها، وحتى تقوم بإرضاء والدها اصطحبته معها فى الطائرة وحلقت به فوق القاهرة والأهرامات عدة مرات، ولما رأى جرأتها وشجاعتها ما لبث أن أصبح أكبر المشجعين لها.


«الأفوكاتو» نعيمة الأيوبى
أول من ارتدت روب المحاماة.. صاحبة المركز الأول على دفعتها


نعيمة الأيوبى أول من ارتدى روب المحاماة، وأول امرأة قيدت بنقابة المحامين، فى مصر والعالم العربي، وهى ابنة المؤرخ إلياس الأيوبي، التحقت بمدرسة محرم بك الابتدائية، وبعد ذلك التحقت بمدرسة البنات الثانوية فى الحلمية الجديدة بالقاهرة.
كانت ضمن أول خمس فتيات التحقن بجامعة القاهرة عام ١٩٢٧، واعتبرن هن الدفعة الأولى للبنات التى تلتحق بجامعة القاهرة، واختارت الالتحاق بكلية الحقوق لتكون أول طالبة بهذه الكلية، وتفوقت على زملائها من الطلبة بعد أن حصدت المركز الأول على دفعتها وتخرجت عام ١٩٣٣.
وتقول «نعيمة» فى مقالها المنشور فى مجلة «الاثنين والدنيا» عام ١٩٤٥، عن تجربتها مع كلية الحقوق: «رأينا أن نلجأ إلى أستاذنا طه حسن بك، فما أن وقف على رغبتنا حتى وعد بتحقيقها، ونصح إلينا أن نلتزم الصمت ونتجنب إذاعة الخبر حتى لا تخوض فيه الصحف، فيتعذر عليه المسعى.. عملنا بنصيحة أستاذنا، وكانت مؤامرة ناجحة، إذ فوجئ الرأى العام بنبأ قبولنا فى الجامعة، ولكن بعد أن أصبح القبول نهائيًا مرت ٤ سنوات على الطالبات فى الجامعة»، وصفتها «الأيوبي» بقولها: «كان الجو الجامعى غريبًا علينا، وكنا غرباء فيه، كان الجميع يرقبون حركاتنا وسكوننا، وأينما اتجهنا أحاطت بنا الأنظار كأننا مخلوقات عجيبة تظهر على الأرض للمرة الأولى»، ولكن فى يوم الجمعة ١٦ يونيو ١٩٣٣، نشرت صحيفة (الأهرام) فى صدر صفحتها الأولى صورة الآنسة نعيمة الأيوبي.. أول طالبة مصرية نجحت فى امتحان ليسانس كلية الحقوق منذ إنشاء مدرستها.
أول سائقة سيارة
عباسية أحمد فرغلى.. حصلت على رخصة القيادة
1920

من أسرة صعيدية بأبوتيج التابعة لمحافظة أسيوط، وانتقلت إلى الإسكندرية، ودرست بمدرسة «الجيزويت» الفرنسية الابتدائية، والتحقت بجامعة فيكتوريا كوليج، لتسافر منها إلى إنجلترا وينتهى بها المطاف إلى الاستقرار مع شقيقها بفرنسا، ليعود حلم الحصول على رخصة قيادة أمام عينها من جديد فى مجتمع أكثر تحررًا، سمح لها أن تكون أول فتاة مصرية تحصل على رخصة قيادة، وذلك تحديدًا يوم الـ ٢٤ من شهر يوليو عام ١٩٢٠، أى منذ ٩٨ عامًا من الآن، لتعود إلى مصر وتمارس حقها الشرعى فى القيادة بحرية، وأصبحت لرخصتها قيمة أثرية كبيرة جعلتها تباع فى المزادات.
نبوية موسى «الأستاذة»
ولدت نبوية موسى محمد بدوية فى ١٧ ديسمبر ١٨٨٦ بقرية كفر الحكما بندر الزقازيق، محافظة الشرقية، كان والدها ضابطًا بالجيش المصرى برتبة يوزباشي، ولما بلغت نبوية الثالثة عشر من عمرها تطلعت لاستكمال تعليمها، غير أنها لم تجد أى مساندة من عائلتها عند اتخاذها هذا القرار، وجاء بعض من ردود كبار العائلة لنبوية صادمة ومنها: «عيب، مش أصول بنات العائلات، سفور وقلة حياء»، وقال لها عمها: «البنت للغزل مش للخط».
ذهبت نبوية سرًا إلى المدرسة متخفية فى ملابس خادمة، ثم تقمصت دور أم تسأل عن تعليم ابنتها فقالوا لها إنه يجب تقديم طلب موقع بختم ولى الأمر حيث سرقت ختم والدتها، وكما تقول فى كتابها «تاريخى بقلمي» لتقدم هى لنفسها بدلًا من ولية أمرها، وباعت سوارًا من الذهب حتى تحمل المدرسة على قبول طلبها الذى جعلته بمصروفات فحصلت فى النهاية على دبلوم المعلمات عام ١٩٠٨، بعد أن قضت سنتين تحت التمرين فى التدريس وثبتت فى وظيفتها كمعلمة.
كان عملها بالتدريس، بمثابة تدخل سافر على عمل الرجال من وجهة نظرهم؛ فقد اعتبروها هادمة البيوت وقاطعة أرزقاهم، وصاروا يتصيدون الأخطاء لها، وينتقدون أداءها، ويطالبون بفصلها.
وبالمخالفة لما يثار عن أنها كانت تؤازر الاحتلال الإنجليزي، فقد استغل هؤلاء المعلمون مقالاتها فى مطبوعة «مصر الفتاة» التى كانت تكتبها ضد الإنجليز تحت اسم مستعار، وأوصلوا نسخًا منها إلى ناظرة المدرسة التى تعمل بها، وعلى الرغم من أن ذلك أسس للخلاف بينهما، وكاد ليصل إلى حد فصلها نهائيًا من وزارة المعارف لأن القواعد تحظر على الموظفين الكتابة للصحف، لكن ثناء سعد زغلول باشا على كتاباتها ومقالاتها، كان سببًا فى تحول موقف الناظرة.
وكان مرتب المعلمة الحاصلة على دبلوم المعلمات السنية ستة جنيهات مصرية فى الوقت الذى يعين فيه خريج المعلمين العليا من الرجال بمرتب اثنى عشر جنيهًا، احتجت لدى المعارف فأجابتها بأن سبب التفرقة هو أن متخرجى المعلمين العليا حاصلون على شهادة البكالوريا «الثانوية العامة» فعقدت نبوية العزم على أن تحصل عليها واستعدت لها بمجهود ذاتى فلم يكن فى مصر آنذاك مدارس ثانوية للبنات، وتقدمت لهذا الامتحان وحصلت على شهادة البكالوريا عام ١٩٠٧ فكان لنجاحها ضجة كبرى، ثم حصلت على دبلوم المعلمات عام ١٩٠٨..
«النقيب» راوية عطية.. أول برلمانية
ولدت راوية عطية يوم ١٩ إبريل ١٩٢٦ فى محافظة الجيزة، وأبوها كان سكرتير عام حزب الوفد عن محافظة الغربية، ودخل السجن بسبب آرائه السياسية.
وأكملت «راوية» تعليمها على عكس أغلبية النساء المصريات فى الحقبة الزمنية التى عاصرتها، وحصلت على شهادات جامعية فى مجالات مختلفة وهي: الليسانس من كلية التربية جامعة القاهرة سنة ١٩٤٧، ودبلوم فى التربية وعلم النفس، وماجستير فى الصحافة.
فى سنة ١٩٥٦، كانت راوية عطية أول امرأة تعمل ضابطة فى الجيش المصري، وكان ذلك بعد العدوان الثلاثى على مصر، ودربت راوية ٤٠٠٠ امرأة على الإسعافات الأولية والتمريض لجرحى الحرب، ووصلت إلى رتبة نقيب، وفى حرب أكتوبر سنة ١٩٧٣، كانت راوية عطية رئيسة جمعية (أسر الشهداء والجنود) لذلك لقبت بـ«أم المقاتلين الشهداء».
وبعد صدور دستور مصر ١٩٥٦ فى عهد الرئيس المصرى الراحل جمال عبدالناصر، أصبح للنساء الحق لأول مرة فى مصر فى الإدلاء بأصواتهن، وأن يرشحن أنفسهن فى الانتخابات البرلمانية، ورشحت راوية عطية نفسها لعضوية مجلس الأمة فى الانتخابات التى وقعت سنة ١٩٥٧ عن محافظة القاهرة؛ حيث نجحت بالحصول على ١١٠٨٠٧ أصوات، ودخلت التاريخ باعتبارها أول امرأة فى مصر والدول العربية.


ميرفت التلاوى: الاحتفال وحده لا يكفى

طالبت التلاوى الحكومات بتتبع سياسات ائتمانية لتسهل حصول المرأة على القروض لإقامة المشروعات التى تساعدها فى التغلب على الفقر

انتقدت المنظمات النسائية أوضاع المرأة العربية، واعتبرت أن المجتمعات العربية حصرت دور المرأة فى الأدوار التقليدية مثل الإنجاب وتربية الأبناء والقيام بالأعباء المنزلية، حيث إنها أدوار مهمة بالطبع لكن حصر دور المرأة على هذه الأعمال يقلل من مهارتها وأدوارها فى المجتمع.
وقالت السفيرة ميرفت التلاوى، مدير عام منظمة المرأة العربية بجامعة الدول العربية، إن الاحتفال باليوم العالمى للمرأة يرسخ الحقوق المهدرة للمرأة على مستوى العالم.
وأضافت: «لا يجب أن يقتصر الأمر على الاحتفال فقط، وإنما لابد من القيام بالكثير من الأمور على المستوى العاجل وعلى المستوى البعيد مؤكدة أنه على المستوى القريب لابد من اتخاذ العديد من التدابير التى من شأنها تعزيز وضع المرأة على جميع المستويات».
وتابعت التلاوى فى تصريحات لــ «البوابة»، أن سن التشريعات الملزمة من الحكومات لصالح المرأة من خلال العمل على تمكينها اقتصاديًا من خلال تمليكها الأراضى والعقار الذى تسكن به من المشروعات التى تطرحها الحكومات.
وطالبت التلاوى الحكومات بتتبع سياسات ائتمانية لتسهل حصول المرأة على القروض لإقامة المشروعات التى تساعدها فى التغلب على الفقر ومصاعب المعيشة وتربية أولادها بشكل لائق دون إحسان وإنما بمجهودها مؤكدة أن ذلك يساعد الحكومات على مشاركة المرأة فى الاقتصاد الوطنى وعملية التنمية التى تقوم بها تلك الدول وكذلك مساواة المرأة بالرجل فى الأجور دون تمييز على أساس النوع، وهذا موجود فى أكبر الدول الديمقراطية فى العالم من خلال أن يحتسب العمل الذى تقوم به فى الإحصائيات الرسمية للدول، وأن يحتسب فى الدخل القومى للدولة وبمعنى آخر الاعتراف الرسمى بعمل المرأة، بالإضافة إلى توعية الرجل والمرأة بالأدوار الجديدة فى ظل ما يشهده العالم من صراعات ونزاعات مسلحة أدت إلى خلق أدوار جديدة للمرأة لمواجهة هذه الصراعات ومواجهة الإرهاب جنبًا إلى جنب مع الرجل.
وقالت التلاوي، إن المجتمعات وخاصة العربية حصرت دور المرأة فى الأدوار التقليدية مثل الإنجاب وتربية الأبناء والقيام بالأعباء المنزلية، حيث إنها أدوار مهمة بالطبع، لكن حصر دور المرأة على هذه الأعمال يقلل منه ومهارتها وأدوارها فى المجتمع.
وشددت التلاوى، على ضرورة تغيير الثقافة المجتمعية التى تنظر للمرأة بنظرة دونية أو غير مناسبة لكونها إنسانا، مثلها مثل النصف الآخر من المجتمع وهو الرجل بالطبع، وهذا يحتاج إلى مجهودات طويلة من الدول ومن قادة الرأى والمثقفين والإعلاميين والخبراء.
حكمت أبوزيد.. معالى الوزيرة
أطلق عليها الرئيس المصرى السابق جمال عبدالناصر «قلب الثورة الرحيم»، ولدت فى قرية «نزالى جانوب» بالقوصية محافظة أسيوط عام ١٩١٦.
فى عام ١٩٤٠ التحقت «حكمت» بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول «جامعة القاهرة» حاليًا، وكان عميد الكلية وقتها الدكتور طه حسين، الذى تنبأ لها بمكانة رفيعة فى المستقبل لملاحظته قدرتها العالية فى المناقشة الواعية.
ولم تكتف أبو زيد بالحصول على المؤهل الجامعي، بل حصلت على درجة الماجستير من جامعة سانت آندروز باسكتلندا عام ١٩٥٠، ثم درجة الدكتوراه فى علم النفس من جامعة لندن بإنجلترا عام ١٩٥٥. وفى العام نفسه، عملت أبو زيد أستاذًا بكلية البنات جامعة عين شمس.
اختارها عبدالناصر وزيرة للشئون الاجتماعية فى العام ١٩٦٢، ومن أهم مشروعاتها مشروع الأسر المنتجة، استمرت فى الوزارة ثلاث سنوات، بعدها أقامت بليبيا خلال الفترة من ١٩٧٢ إلى ١٩٩٢، وعملت أستاذة بجامعة الفاتح وحصلت على نوط الفاتح العظيم.


«الطبيبة» هيلانة سيداروس
تخرجت فى مدرسة لندن لتفتتح أول عيادة نسائية 1930
من مواليد طنطا عام ١٩٠٤، بعد دراستها الابتدائية التحقت بالقسم الداخلى بمدرسة السنية للبنات بالقاهرة وبعدها بكلية إعداد المعلمات وفى نهاية السنة الثانية تم إرسالها فى بعثة إلى لندن ١٩٢٢ للتخصص فى الرياضيات.
وتعد هى وزينب كامل حسن من أوائل الدارسات بإنجلترا، والتحقت بمدرسة لندن الطبية لتدرس الطب مع خمس مصريات أخريات، وأصبحت طبيبة مؤهلة عام ١٩٣٠ وعادت إلى مصر لتعمل فى مستشفى «كتشنر»، ولتصبح أول طبيبة مصرية وافتتحت عيادة خاصة بها، وقامت بالتوليد وإجراء العمليات الجراحية بالمستشفى القبطي، استمرت فى عملها حتى جاوزت السبعين فاستقالت وتفرغت لكتابة قصص مترجمة للأطفال.


من بحرى إلى قبلي.. «ستات» مصر يواصلن النجاح
تشهد محافظات الجمهورية، العديد من قصص النجاح لسيدات وفتيات مصر، حيث تخطين الصعاب، وواجهن التقاليد والعادات الذكورية، خاصة فى محافظات الصعيد وسيناء، ليساهمن فى تنمية المجتمع، وتنفيذ المشروعات الاقتصادية والاجتماعية، من خلال توليهن العديد من المناصب القيادية والتنفيذية، إضافة إلى مساهمتهن فى مجالات التعليم والصحة والتكافل الاجتماعي.
وكافحت المرأة المصرية أيضا فى العديد من المهن والأعمال التى ظن الكثير اقتصارها على الرجال، فعملن بمهنة الحدادة، ووصلن لوظيفة المأذونية، ومنهن من حصلن على بطولة العالم فى مصارعة الذراعين «الريست»، ومنهن من يواجهن الفساد ويفرضن القانون من خلال المناصب التنفيذية التى يتولينها.
«البوابة» تكرم سيدات مصر وفتياتها، وتعرض فى هذا الملف بطولاتها وقصص نجاحها، بمحافظات الجمهورية، وكفاحها للتغلب على العوائق المجتمعية والتقاليد المجتمعية البالية، والتى ما زالت تنظر للنساء باعتبارهن متاعا أو مجرد ظل للرجال ممنوع عليه الخروج من المنزل.
بورسعيد.. «المرأة الحديدية» تقود التطوير الحضري
حديقة «الوفاء» بـ«العرب» على اسم رئيسة الحى تقديرًا لنجاحها

تقلدت المرأة البورسعيدية عدة مناصب قيادية بالمحافظة، حيث وصلت المهندسة عزة الزغبى أو كما تلقب بـ«المرأة الحديدية»، لمنصب رئيس حى الشرق، كأول امرأة بالمدينة الساحلية تتقلد هذا المنصب، والتى تم ترقيتها مؤخرًا لتتولى منصب مساعد محافظ بورسعيد لشئون الأحياء والتطوير الحضرى والكهرباء، وذلك بعد تحقيقها نجاحًا كبيرًا أدى إلى فتح الباب لتولى هانم الشربيني، منصب رئيس مجلس مدينة بورفؤاد، ووفاء يعقوب، منصب رئيس حى العرب.
وحول ذلك تقول الزغبي، إنها بدأت عملها مهندسة كهرباء فى وزارة الكهرباء بمدينة بورفؤاد، ثم انتقلت إلى المشروعات فعملت فى كهرباء المبانى والشوارع، ثم تم ترقيتها إلى مدير إدارة الكهرباء ببورفؤاد وذلك لمدة 13 عاما، ونظرا لاهتمامها بالعمل الميداني، وتواجدها المستمر فى الشارع اختارها رئيس مجلس مدينة بورفؤاد، كمساعد لرئيس المدينة، ومن خلال متابعة المحافظ لعملها ونشاطها الميدانى تم اختيارها كأول رئيسة حى فى محافظة بورسعيد وهو حى الشرق، وذلك فى إبريل من عام 2017، لتحقق نجاحا شهد به جميع أهالى بورسعيد أدى إلى اختيارها كمساعد لمحافظ بورسعيد، مؤكدة أن نجاحها فى الحياة العملية لم يؤثر على أداء واجباتها فى المنزل.
وأعقب نجاح «الزغبي» قصة نجاح أخرى كانت بطلتها وفاء يعقوب، رئيسة حى العرب، والتى أطلق المحافظ اسمها على إحدى الحدائق الواقعة بنطاق الحي، تقديرا لجهودها الكبيرة رغم قصر المدة الزمنية التى تولت فيها رئاسة الحي.
أما آخر امرأة فى بورسعيد فحصلت على لقب المرأة المثالية، فكانت رانيا محمود حسين مدير عام أحد مصانع الملابس الجاهزة، والتى تدرجت فى الوظائف بقسم المشتريات بمصنع «ميتكو» حتى أصبحت مدير عام المصنع، ولها نشاط اجتماعى فى رعاية الأسر المحتاجة ببورسعيد كعضو مجلس إدارة جمعية «الريحان»، واستطاعت أن تحقق تطورا غير مسبوق لحسن إدارتها للمصنع ليصل إنتاجه إلى 1300 جاكت و1500 بنطلون يوميًا، وتصدر تلك الكميات بالكامل إلى الخارج.


جنوب سيناء.. «بنت البادية» فضية سالم
أول فتاة بدوية تدخل الجامعة.. محامية وبرلمانية سابقة

فضية سالم عبيدالله سالم الملقبة بــ«بنت البادية» من قبيلة المزينة، أكبر قبائل جنوب سيناء، محامية بالاستئناف العالى ومجلس الدولة وأمينة المرأة بالمحافظة فى جمعية من أجل مصر.
وعن مشوار كفاحها تقول بنت البادية: «أنا فتاة بدوية، من قبائل البدو الصامدين بمدينة نويبع، الذين لم يهاجروا أثناء فترة الاحتلال، وعاشوا محرومين ومنعزلين عن المدينة والحضارة سنوات طويلة بسبب هذا الاحتلال، وزاد على ذلك تهميش وتجاهل النظام السابق لنا وإهمال سيناء بدون تنمية أو رعاية، لذلك كان خروج الفتاة والمرأة البدوية للتعليم والعمل صعبا للغاية، ولكن كان لا بد من العزيمة لنتخطى نتيجة إهمال سيناء والاحتلال الغاشم والذى ابتعد بنا كثيرا عن المدينة والحضارة والاندماج فيهما لفترات طويلة من الزمن».
وعن تحديات التعليم أوضحت «فضية»، أنها حصلت على الشهادة الإعدادية، وأيضا الثانوية العامة (منازل) بعد أن تركت المدرسة لعدة سنوات من الصف الثالث الإعدادى بسبب رفض أخواتها الشباب لعدم وجود مدارس قريبة بالمنطقة.
وتقول «فضية»: «أعتبر أول فتاة بدوية تدخل الجامعة وكان هذا حلمي، وواجهت رفضا فى البداية وصعوبات كثيرة، ومع التصميم والإرادة التحقت بالجامعة وحصلت على ليسانس حقوق، وبالفعل تحقق حلمى وأصبحت أعمل بالمحاماة لخدمة أهلى ومجتمعي، وأصبحت قدوة للفتاة البدوية ونموذجا للقبائل والعشائر البدوية بجنوب سيناء».
وعن خبراتها السياسية: قالت «فضية» إنها فازت بعضوية مجلس الشعب عن محافظة جنوب سيناء عام 2012، وأصبحت عضو مجلس الشورى معينا عن محافظة جنوب سيناء عام 2013 وعضو مجلس محلى المحافظة، والأولى فى الانتخابات المحلية بأغلبية الأصوات عام 2008، والمرأة الوحيدة المنتخبة فى المجلس المحلى فى المحافظة، أما فى مجال المرأة فهى عضو المجلس القومى للمرأة فرع جنوب سيناء وعضو مؤسس لشبكة البرلمانيات العربيات.
دمياط.. نماذج مشرفة بالعمل التنفيذى والخدمى
«عزة بصل» رفضت الرشوة.. و«شيماء العش» تعمل على «تكافل وكرامة».. و«منى المانش» تساند الشباب



تتصدر عزة محمود بصل، رئيسة قرية البستان، التابعة لمركز دمياط النماذج المشرفة فى المحافظة، والتى تصدت لواقعة فساد، ورفضت تلقى رشوة مالية قدرها 15 ألف جنيه من تاجر أثاث فى مقابل توصيل المرافق بالمخالفة لمبنى يملكه، وتعرضت للتهديدات وتم تحطيم زجاج سيارتها، كما قامت بنقل فنى وموظف فى الإدارة الهندسية بسبب تواطئهما مع تاجر الأثاث الراشي.
أما شيماء العش، مسئولة الاتصال السياسى بمديرية التضامن الاجتماعى بدمياط، إحدى النماذج البارزة، فى العمل التنفيذى بمحافظة دمياط، حيث إن عمرها لم يتجاوز 30 عاما، وأصبحت مسئولة الاتصال السياسى بالمديرية وتقوم على رأس فريق عمل تكافل وكرامة بالمحافظة، كما أن لها نشاطا ملحوظا فى البحث الميدانى والإنقاذ السريع.
كما تعد إحدى النماذج البارزة فى العمل التنفيذى بمحافظة دمياط، الدكتورة منى المانش مديرة العلاقات العامة فى مديرية التربية والتعليم بدمياط، والتى كانت إحدى قيادات جامعة دمياط، حيث تشتهر بكونها إحدى الموظفات الدؤوبات التى تعمل بجد واجتهاد وتقوم بتفعيل المبادرات الشبابية وتنسق مع الكيانات لتفعيل المبادرات التى تطلقها مديرية التربية والتعليم بدمياط.
البحر الأحمر.. بنات القبائل فى الصدارة
«نورا كامل» تعيد وجبات المدارس.. و«نجلاء شطا» تواجه السيول



رغم ما تتميز به محافظة البحر الأحمر من طبيعة خاصة كونها إحدى المحافظات القبلية، إلا أنه خلال السنوات تمكن عدد من السيدات من إحداث طفرة فى مواقعهن بمختلف المجالات، ويأتى فى مقدمتهن نورا كامل فاضل وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، والتى تستمر فى منصبها للعام الدراسى الثالث على التوالى، عقب تغييرات متوالية لعدد من الرجال شغلوا المنصب فى السنوات الأخيرة بسبب تكرار حوادث الاغتصاب والتحرش.
ويحسب إلى «نورا» الطفرة الهائلة التى شهدها قطاع التعليم، حيث حصلت المحافظة على المركز الأول فى مسابقة أوائل الطلبة على مستوى الجمهورية، كما حصلت إحدى الطالبات بإدارة الغردقة التعليمية على المركز الثانى على مستوى الجمهورية فى أوائل الثانوية العامة، بالإضافة لافتتاح عدد من بنوك الطعام لتقديم الوجبات الساخنة لطلاب المرحلة الابتدائية فى المدارس التى تقع بالمناطق الأشد احتياجًا، للحد من ظاهرة التسرب من التعليم.
أما الدكتورة نجلاء حماد شطا وكيل وزارة الصحة، فنجحت فى قيادة قطاع الصحة بالرغم من مشاكله التى لا تنتهى، حيث تولت المسئولية خلال كارثة السيول التى ضربت مدينة رأس غارب خلال شهر أكتوبر 2016، بعد أن قام اللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر بإقالة وكيل الصحة السابق والذى تولى المهمة قبل السيول بأيام قليلة بسبب تقاعسه.
ونجحت «شطا» فى كسب ثقة أهل رأس غارب، حيث استمرت طيلة شهر متواجده معهم حيث استقبلت عددا كبيرا من القوافل الطبية من مختلف الجامعات والمحافظات، بالإضافة إلى نجاحها فى افتتاح مستشفى القصير الجديد، حيث ظل لمدة 15 عامًا، منذ عام 2002 عبارة عن مبنى مهجور، تأجل افتتاحه أكثر من مرة لأسباب كثيرة، رغم الانتهاء من أعمال الإنشاءات بالمستشفى، بتكلفة إجمالية 100 مليون جنيه، كما تم افتتاح مستشفى الشلاتين المركزى بعد تطويره ليخدم مدن الجنوب بتكلفة 100 مليون جنيه أيضًا.


القليوبية.. «الدؤوبة» والجريئة» تقودان المحليات
«عزيزة السيد» تفرض القانون وتواجه المخالفات.. و«نجوى العشيري»: مساندة أسرتى سر نجاحى



تمتلئ محافظة القليوبية بعدد كبير من النماذج المشرفة للمرأة والتى أيضًا تستحوذ على عدد كبير من المناصب القيادية ذات التأثير فعال داخل المحافظة.
والبداية مع نجوى العشيرى التى تولت عددا كبيرا من المناصب القيادية بالمحافظة، أبرزها رئاسة مدن كفر شكر، وقليوب، والخانكة، وبنها، لتمثل نموذجا ناجحا للمرأة الدؤوبة.
وقالت «العشيري»: «عملى يضطرنى لقضاء وقت طويل خارج المنزل، وربما أضطر أحيانا للتأخر لساعات متأخرة فى حالة الطوارئ مثلا، ولكن أسرتى وأبنائي، يتفهمون طبيعة ذلك العمل، وأسرتى دائمة التشجيع لى ولهذا السبب استمر نجاحى».
أما عزيزة السيد رئيس مدينة قليوب، والتى تلقب بالمرأة «الجريئة» التى لا تهاب شيئا، فقد فرضت نفسها على الجميع فى أى منصب قيادى تولته، فقامت «عزيزة» بفرض سيطرة القانون على الجميع دون أن تهاب أو تخاف من شىء، مشيرة إلى أن عملها كرئيس مجلس مدينة حاليا لم يؤثر إطلاقا على منزلها وأسرتها وإنها لم تقصر إطلاقا فى واجباتها المنزلية.
وشنت «عزيزة» العديد من الحملات بعد أن تولت منصبها كرئيس مجلس مدينة قليوب وتمكنت من السيطرة على مئات المخالفات منها إزالة العقارات المخالفة، ومحاربة التنقيب عن الآثار، وإزالة الكافيتريات المخالفة، فضلا عن المتابعة لعدد من المشاريع بالمدينة.


الإسكندرية.. الست بـ 100 راجل
«البلدوزر» جيهان.. بطلة العالم فى «الريست».. ومها «أسطى حدادة»


تتمتع بطول يصل إلى المترين، وتظهر عليها علامات القوة، ولذلك تختلف عن باقى السيدات، ومثلت مصر فى العديد من المحافل الدولية، ولقبت بالبلدوزر فى إحدى البطولات العالمية بالبرازيل عام 2012 والتى نجحت فى الحصول فيها على الميدالية الذهبية، وهى جيهان مصطفى، بطلة العالم فى مصارعة الذراعين «الريست»، والحاصلة على 4 كئوس و22 ميدالية ذهبية.
وتقول «جيهان»، لـ «البوابة»: «طفولتى كانت غير طبيعية بالمقارنة بزميلاتى فى الدراسة، لتمتعى خلال تلك الفترة بقوى خارقة فى الجسد، حيث كنت أحمل المدرسين وزميلاتي».
وأضافت: «ممارسة مصارعة الذراعين «الريست» جاءت معى بالصدفة، حيث إننى كنت رأيت عددا من الشباب على كورنيش الإسكندرية يمارسونها فقمت بتحديهم وفزت عليهم جميعا، مما أصاب الحضور بالدهشة من فوز سيدة على الرجال».
وأضافت أنه رغم تمثيلى لمصر دوليا إلا أن هناك تقصيرا من قبل الاتحاد والمشرفين على اللعبة، حيث إننى لم أتلق منهم جنيها واحدا خلال 15 بطولة حصلت عليها، ولم أحصل على تكريم منهم أو جوائز.
واختتمت كلامها قائله: «رغم كل الصعاب التى واجهتني، سوف أرفع علم بلدى وأحصل على المزيد من البطولات والإنجارات وأقوم بتمثيل اسم مصر فى جميع المحافل الدولية».
أما النموذج المشرف الثانى فى محافظة الإسكندرية، فلسيدة تعمل «حدادة» بمنطقة المنتزه ثان وهى مها صبري، حيث تزوجت منذ أكثر من 17 سنة من ابن عمتها الذى يعمل فى نفس المجال.
ونجحت «مها صبري» فى التنسيق بين واجباتها كأم لثلاثة أطفال وهم مصطفى وكريم وعبدالرحمن تتراوح أعمارهم ما بين 12 إلى 15 سنة، وجميعهم فى مدارس ويتعلمون حرفة الحدادة، وبين عملها فى ورشة حدادة.
وقالت: «إن زوجى وقف بجانبى كثيرا، وذلك لإيمانه الشديد بعملى فى مجال الحدادة وتحمل معى سخرية أهالى المنطقة بسبب عملى إلا أننى تخطيت كل الصعاب نظرا لحبى وعشقى لتعليم المهن اليدوية والحرفية».



وفاء قطب أصغر «مأذونة»
تواجه الشكل النمطى المروج من السينما

بعد 6 سنوات من الانتظار، جاء قرار مساعد وزير العدل لشئون المحاكم رقم 7448 بتعيين وفاء قطب، 29 سنة، كأول وأصغر فتاة فى منصب مأذون بمحكمة الإسماعيلية الكلية لشئون الأسرة.
وفاء قطب الحاصلة على ليسانس الحقوق من جامعة الزقازيق عام 2006، والتى استكملت دراساتها العليا لتحصل على درجة الماجستير فى القانون العام عام 2008 ثم يتم تعيينها كأصغر مأذونة فى مصر وأول مأذونة بمدن القناة.
وجاءتها الفكرة مع تعيين أول مأذونة وهى أمل سليمان فى عام 2008، والتى صاحب تعيينها ضجة إعلامية كبيرة كونها أول سيدة تمتهن هذه الوظيفة، وكان العرف السائد فى هذا الوقت هو قصر هذه المهنة على الرجال فقط، رغم أن القانون لا يشترط جنسا معينا،وتقول: «تقدمت بأوراقى بعد فتح باب الترشح لمهنة مأذون فى 2009 بعد وفاة الشيخ إبراهيم المصرى مأذون قسم غربى حى أول بالإسماعيلية، وهو ما ترتب عليه أن أصبحت المأذونية خالية، وكنت ضمن 32 متقدما».
وتقول «وفاء»: «لم أواجه أى صعوبات فى مهنتى منذ أن تم تعيينى فى 2015 وحتى اليوم، فمهمة المأذون توثيق أوراق الزواج والطلاق، ولكن معتقداتنا الخاطئة هى التى وضعته فى قالب ديني، رغم أنه مثل أى موظف فى الدولة يخضع لتفتيش وزارة العدل وليس لنا رواتب ثابتة، كذلك ليست لنا معاشات أو تأمين صحي، كما أن المأذون يقوم بتجهيز مكتبه على حسابه الخاص، كذلك هو ملزم بدفع الضرائب، وهذا هو الفرق بين الموظف الحكومى والمأذون.
وأوضحت أنها تعلمت كثيرا من مهنتها، خاصة من حالات الطلاق التى تسعى جاهدة لإتمام الصلح بين الزوجين، وتصفه قائلة: «الموضوع مرهق جدًا لكن فى النهاية سعادتى تكون كبيرة لو قدرت أن أمنع الطلاق إلا أن هناك حالات لا تستجيب وفى النهاية لم تؤثر الحالات السلبية التى أتعامل معها على حياتى الشخصية».
وترفض وفاء مقارنتها بالمسلسل الكوميدى «نونة المأذونة» وترى أنه لا يتعدى كونه مسلسلا ناتجا عن خيال المؤلف ولا يمت للواقع بصلة.


قنا.. «الستات» يقدن الصعايدة
هدى مغربى تترأس «قوص».. وفاطمة إبراهيم «كبيرة» نقادة

أصبح للمرأة الصعيدية شأن كبير فى جميع المجالات، وذلك ما أدى إلى الاعتماد الكبير عليها فى تنفيذ المشاريع وتحقيق التنمية.
وتمكنت السيدات خلال الفترة الماضية من تقلد مناصب قيادية بالمحافظة، فالدكتورة هدى مغربي، أول سيدة فى محافظة قنا تصل لمنصب رئيس مركز ومدينة قوص، والتى تعد من أصعب مراكز محافظة قنا من حيث الطبيعه والظروف المعيشية للمواطنين بها.
أما المهندسة فاطمة إبراهيم، فوصلت لرئيس مركز ومدينة نقادة، والتى تعمل على المشاركة فى جميع الحملات التى تقام بالمركز وذلك للتأكد من قيام الموظفين بأدوارهم بشكل صحيح.
ومن جانبها، قالت الدكتورة هدى السعدي، رئيس المجلس القومى للمرأة بقنا إن محافظة قنا شهدت خلال الفترة الماضية تطورا كبيرا فى الثقافة العامة للمواطنين، فأصبحت المرأة أكثر تطورا وإنتاجا، بالإضافة إلى رغبتها فى بناء ذاتها بشكل تفخر به.
هويدا وفاطمة وشيماء: قهرنا العادات.. والإصرار سر النجاح
هناك العديد من الشخصيات النسائية الناجحة بمحافظة أسيوط، وأولهن المهندسة هويدا الشافعي، والتى شغلت منصب أول رئيس حى غرب بأسيوط، وعقب تقديمها العديد من الإنجازات تم ندبها لرئاسة مركز القوصية، لتصبح أول سيدة تتقلد هذا المنصب بعد أن عملت لمدة 9 أعوام كاملة نائبة لرئيس حى شرق أسيوط، عاصرت فيه حوالى 7 رؤساء للحي.
وتخرجت «هويدا» فى كلية الزراعة جامعة أسيوط عام 1989، وبدأت مسيرتها العملية كمديرة لمركز المعلومات بالفتح عام 96 قامت خلال هذه المدة بتحقيق نجاحات كثيرة فى خدمة المرأة الريفية سواء على صعيد التنمية من خلال المشروعات الصغيرة أو من فصول محو الأمية والفصل الواحد ثم انتقلت للعمل نائبة لحى شرق منذ عام 2006 لمدة 9 أعوام لتصل بعدها إلى منصبها الحالي.
وتأتى الدكتورة «فاطمة الخياط» ضمن النماذج الناجحة للنساء فى محافظة أسيوط، فهى أول سيدة تتقلد منصب وكيل وزارة التضامن الاجتماعي، وذلك بعد أن عملت مديرة لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار لمحافظة أسيوط، إلى جانب مشاركتها المجتمعية واهتمامها بالمرأة والطفل وقدمت العديد من الأبحاث والمحاضرات فى مجالات التنمية.
وتقول «فاطمة» إن حبها للعمل وعشقها لمجالها وإيمانها بضرورة إثبات الذات جعلها تتحمل الضغوط وتتغلب على المشكلات التى تواجهها بالصبر.
ومن بين النساء اللاتى تحدين العادات والتقاليد، الدكتورة شيماء مصطفى حسين، ابنة قرية بنى مر، والتى شغلت وظيفة «المأذونة»، وهى أول سيدة تشغل هذه الوظيفة بأسيوط.
وتقول «شيماء» إنها كانت الفتاة الوحيدة ضمن جميع المتقدمين لشغل هذه الوظيفة ولكنها كانت مصرة على أن تحقق ما تريده، وترى أنه لا بد أن يقدر المجتمع قيمة المرأة ويحترمها ويدرك أن النساء نجحن فى تولى معظم المناصب منها منصب القاضية والعمدة، وهناك من السيدات أيضًا من تولين منصب المحافظ.
الدقهلية.. الوزيرة والعميدة
«هالة السعيد» تخطط للدولة.. و«فرحة الشناوى» تحمل وسام الاستحقاق الفرنسي



نساء الدقهلية أثبتن جدارتهن فى تولى المناصب القيادية، وأقوى مثال على ذلك، الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح، والتى كانت تشغل قبلها عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وهى من مواليد مركز ميت غمر، وحصلت على دكتوراه الفلسفة فى الاقتصاد من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، كما حصلت على ماجستير فى الاقتصاد بتقدير ممتاز.
كما نجد الدكتورة منى محرز على حسنين نائب وزير الزراعة لشئون الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، ابنة مدينة الكردى، والتى سبق أن تقلدت عدة مناصب منها مدير المعمل المركزى للرقابة البيطرية على الإنتاج الداجنى ومدير معهد بحوث صحة الحيوان وعضو مجلس إدارة الهيئة العامة للخدمات البيطرية وعضو فى تنمية الثروة الحيوانية والداجنة ومدير عام اتحاد منتجى الإنتاج الداجنى كما سبق أن تولت مهام المستشار الزراعى المصرى بواشنطن.
وهناك الدكتورة فرحة عبدالعزيز الشناوي، مدير مركز أبحاث الخلايا الجذعية والحبل السرى ونائب رئيس جامعة المنصورة الأسبق، وأستاذ الباثولوجيا الإكلينيكية والمناعة ومقررة المجلس القومى للمرأة بالدقهلية، والتى حصلت على وسام الاستحقاق الفرنسى بدرجة ضابط «Officer» بناء على قرار رئيس الجمهورية الفرنسية وذلك تكريمًا لها على مساهماتها العلمية.
كما تعد «فرحة» أول امرأة تتقلد عمادة كلية الطب جامعة المنصورة وتتلمذت على يد أحد الأساتذة الحاصلين على جائزة، نوبل وتولت رئاسة المركز الثقافى الفرنسى بالمنصورة كما أسهمت بشكل كبير فى الشراكة المصرية – الفرنسية كما حصلت على العديد من المؤهلات العلمية وتدرجت فى العديد من المناصب بجامعة المنصورة.


سيدات على درب «الخير»
فى اليوم العالمى للمرأة، هناك المئات من نساء الكنيسة اللاتى ضربن أروع الأمثلة فى التفانى وخدمة الفقراء والمرضى، كل منهن فى بلده ومنطقته الصغيرة، وبعضهن وصلن بخدمتهن خارج دولهن لتصل رسالتهن إلى العالم أجمع فى خدمة الفقراء وضحايا الحروب والمرضى المنبوذين.
وهنا نتذكر ثلاثة نماذج لنساء مسيحيات وصل صوتهن خارج حدود بلادهن البعيدة، وأصبحن منارة لأخريات يسرن على نفس الدرب، واستكمال رسالة من سبقوهن فى الخدمة والرعاية دون النظر إلى دين أو لون أو جنس.
ففى مصر كانت «أم الغلابة» تلك السيدة الصعيدية الأرثوذكسية التى خدمت الفقراء فى قريتها الصغيرة بسوهاج ووصلت خدمتها إلى حى شبرا بالقاهرة.
و«الأم تريزا» الراهبة الكاثوليكية التى اهتمت بالأطفال المهملين، وعلى إثر ذلك خلعت زى الرهبنة ولبست السارى الهندى القطنى بلونه الأبيض والخط الأزرق، وتوجهت إلى دير للرهبنة الأمريكية يُقدم العناية الطبية والتمريض، فأسست جمعيتها لراهبات المحبة عام 1950، التى اهتمت بالأطفال المشردين والعجزة.
ثم «ليليان تراشيل» السيدة الإنجيلية الأمريكية، والتى قادتها آية من الكتاب المقدس، إلى مصر بداية القرن الماضي، وأنشأت واحدة من أهم الدور الخيرية فى أسيوط.. ورفضت ترك عملها أثناء الحرب العالمية الثانية. كتب لها وشكرها كل من عبدالناصر ومحمد نجيب. ورحلت وهى تؤكد: «علينا أن نعطى بسخاء لأن الله يفعل معنا ذلك».


أحط راسى.. اتكلت على حراسي.. أحط ظهرى.. اتكلت على ربى

صعيدية لقبها البابا شنودة بـ«أم الغلابة»

لم تحظ بشهرة واسعة كما حظى من سبقوها ومن بعدها من أبناء الكنيسة الأرثوذكسية، الذين سلكوا طريق مخافة الله تاركين حياة العالم ولجأوا لحياة الرهبنة فى الأديرة والكنائس، هى امرأة بسيطة كانت دائمة الظهور فى جلباب أسود بحكم عادتها الصعيدية، لم تسلك حياة الرهبنة لرفض والدها الذى أجبرها على الزواج، فهى «أم عبدالسيد» أو أم الغلابة كما سماها البابا الراحل شنودة الثالث.
أم الغلابة أو «أم عبدالسيد»، هى «أردينا مليكة يوسف» ولدت فى ١٩١٠ بصعيد مصر بقرية الشيخ علام ببلدة الكوامل بمحافظة سوهاج، وبحسب قصة أم عبدالسيد، كما أخرجتها الكنيسة الأرثوذكسية فى فيلم ديني؛ فهى من أسرة ثرية ماتت أمها بعد ولادتها بأربعين يوما فتولتها أختها الأكبر منها «جندية» وقامت على مراعاتها، أما والدها فكان رجلا بعيدا عن حياة الكنيسة ذو سطوة ومهابة فى، كما كانت له هواية رديئة فى استحضار الجان والشياطين والسحر والتعامل معه، هذا العمل الذى تعارض مع ابنته «أردينا» الطفلة فى ذلك الوقت وكان عمرها لا يتجاوز السابعة، حتى إنها كانت تعيش حياة الصوم وتأكل القليل، وحرمت هذه الطفلة الصغيرة ذبائح والدها لأنها ناتجة من مال حرام، وفضلت الأطعمة البسيطة القليلة. وكان أبوها يجبرها على أكل اللحوم، فكانت وسط كل هذا الغنى تعيش حياة بسيطة كلها أصوام وصلاة.
محبتها للفقراء
سميت «أم عبدالسيد» بـ«أم الغلابة»؛ لأنها كانت محبة جدًا للفقراء والمساكين فكانت دائمة الخدمة لهم، وكانت تقول إن السيد المسيح كان دائم التعزية والمساعدة لها فكان دائما قريبا منها ويرشدها للمنازل التى تحتاج إلى المساعدة.
وفى وصفها للسيد المسيح تقول «إن السيد المسيح جميل المنظر ويظهر من حوله نور بهي».
أما عن محبة الآخرين لها؛ فكانت أم الغلابة تحب زيارة دير أبى مقار وكانت عند وصولها للدير كانت تُدق لها الأجراس، وكان رهبان الدير يعتبرون زيارتها مهمة جدًا، وكانت تجلس بوسط الرهبان وتحكى لهم عن السيدة العذراء مريم والسيد المسيح والقديسين ومحبتهم. وبدأت أم الغلابة خدمتها فى صعيد مصر ومساعدة الفقراء والمحتاجين، ثم انتقلت إلى القاهرة فى حى شبرا مصر، كما خدمت أيضا فى كنيسة مار مينا بشبرا مع القمص «أبونا أخنوخ سمعان» راعى الكنيسة. وكما كانت تعمل فى مجال السجاد اليدوى (البلدي)، وكان الدخل الذى يعود من هذا العمل تعطيه للفقراء والمحتاجين دون حساب، فكانت تخدم الأرامل واليتامى.
طفولتها ومحاولة رهبنتها
تحكى أم عبد السيد، وتقول: «أمى تركتنى يتيمة، وأنا طفلة كنت بخاف وأترعب»، وكانت تصف وجه والدها الجميل، بلحية صفراء متوهجة كأشعة الشمس فى براءة طفولية. ثم تتحدث بانبهار عن حنوه فتقول «أد إيه كان الحنان اللى فيه عجيب».
ولما وصلت الطفلة أردينا لسن ١٢ – ١٤ سمعت بوجود أديرة للراهبات، فاشتاقت «أردينا» أن تكون راهبة، فأقنعها أهلها أن الراهبات لا يؤخذن إلا إن كانت واحدة مصابة بشلل أو كفيفة، وأنها لن يتم قبولها بالدير لأنها لم تكن من هذه الحالات. فحاولت «أردينا» إحداث عاهات بنفسها للالتحاق بالدير، فوضعت ترابا من الفرن وكبست به أعينها حتى تفقد البصر وتُقبل فى الدير، لكن محاولتها باءت بالفشل.
تزويجها بالقوة
قام والد «أردينا» بتزويجها رغم أنفها حتى يضمن عدم تمسكها نحو طريق الرهبنة. فتزوجت وهى فى الرابعة عشرة، من شخص قاس، عاشت معه سنوات طويلة صعبة، وتحملت معاملته الوحشية غير الآدمية فكان يقوم بضربها بخشبة مملؤة بالمسامير. وظلت أربعين سنة تتعرض للضرب والإهانة دون سبب. وكانت تُردد «مش مهم عندى آلامى وجراحى فكل اللى يهمنى خلاص نفسك».
ووفق ما يتردد بين أبناء الكنيسة وقريتها فإنها فى إحدى المرات صعدت إلى سطح البيت وهى مصابة وقامت بالصلاة من أجل زوجها قائلة: «شوف يا حبيبى، أنا النهاردة ما أسيبكش، ده شريك حياتي، تخليه عايش فى الخطية؟ يعنى أنا أروح السما وهو يروح جهنم؟ ده حرام، أوعى تكتب عليه خطية، أنا باقول لك أوعى يا رب تكتب على جوزى خطية».
مداواة زوجها فى نهاية أيامه
استمر زوجها فى طريق الخطية تاركًا زوجته وأولاده فى بيت أهله، لكنها ضحت بحياتها من أجل تربية أطفالها فعملت وكدت حتى تربيهم دون احتياج لأحد. وبعد زمن مرض زوجها، وعندما سمعت زوجته –أم عبدالسيد- بذلك لم تفكر فيما صنعه معها، بل أتت به وخدمته بكل تفان وصارت تداويه، حتى برأ تمامًا. وعندما أحست بقرب وفاته اشترت أكفانًا وقامت بحياكتها، ومات زوجها وكفنته بهذه الأكفان. وتعرضت أم عبدالسيد لصدمات كبيرة فى حياتها، منها وفاة ابنها الأكبر «سعيد»، وقد استقبلت الخبر بفرح وتحمل وقامت بوعظ المعزين الذين جاءوا يشاركونها فكانت تقول لهم: «أنا فرحانة مش حزينة عليه علشان هو فى مكان أفضل».
محبتها من الآخرين
كانت أم الغلابة تحب زيارة دير أبو مقار، فكانت عند وصولها إلى الدير تدق لها الأجراس، وكان رهبان الدير يعتبرون زيارة أم عبدالسيد زيارة مهمة جدا، فكانوا يحبونها جدا، وكانت تجلس بوسط الرهبان وتحكى لهم عن العذراء مريم والسيد المسيح والقديسين، وعن رؤيتها الشخصية لهم.
قبل وفاتها بشهر رقدت أم عبدالسيد بالفراش، وجهزت كفنها بنفسها، وتوفيت أم الغلابة فى ٢٧ ديسمبر ١٩٩٢. وكانت تردد «أم الغلابة» فى صلواتها «يارب ما لى غيرك.. أصبح وأبات فى خيرك.. لا تسيبنى رحمتك.. ولا تحوجنى لواحد غيرك.. أحط جنبى اليمين.. اتكلت على الملاك ميخائيل.. أحط جنبى الشمال.. اتكلت على الملاك غبريال.. أحط راسى.. اتكلت على حراسي.. أحط ظهري.. اتكلت على ربى.. ربى رب العطية اغفر لى ذنبى والخطية».
بدأت خدمتها من سوهاج واختتمتها فى شبرا.. وعذبها زوجها 40 عامًا قابلتها بالصلاة من أجله

أهلها منعوها من «الرهبنة».. وحاولت أن تفقد بصرها حتى تلتحق بالدير
الأم تيريزا
مُؤَسسة «الإرساليات الخيرية» لمساعدة الفقراء
اتخذت الأم تيريزا خطوات جادة لمساعدة الفقراء وأنشأت مدرسة فى الهواء الطلق ومسكنًا للفقراء المُعدمين بأحد المبانى المهجورة، فى أكتوبر١٩٥٠
كرست حياتها لرعاية المرضى والفقراء وحصلت على نوبل للسلام عام
1979


الأم تيريزا هى مُؤَسسة جماعة الإرساليات الخيرية لمساعدة الفقراء بالعالم، تُعَد واحدة من أعظم الشخصيات الإنسانية فى القرن العشرين، وتم منحها لقب تيريزا قديسة كلكتا فى عام ٢٠١٦، وُلِدَت الأم تيريزا فى مدينة سكوبيه بمقدونيا ١٩١٠، وقامت بالتدريس فى الهند لمدة ١٧ عامًا، قبل أن تُكَرِّس حياتها لرعاية المرضى والفقراء عام ١٩٤٦. قامت بتأسيس دور رعاية للمرضى، مراكز للمكفوفين وكبار السن وذوى الإعاقة، ومستعمرة للجذام من خلال مؤسسة الإرساليات الخيرية.
وُلِدَت الراهبة الكاثوليكية تيريزا فى ٢٦ من أغسطس ١٩١٠ بمدينة سكوبيه، العاصمة الحالية لجمهورية مقدونيا تم تعميدها باسم أجنيس، عائلتها كاثوليكية مُتدينة، وكان والدها نيكولا مُشارِكًا فعَّالًا فى الكنيسة والسياسة المحلية. عندما أكملت أجنيس الثمانية توفى والدها، وتعلقت أجنيس بشدة بوالدتها وغرست فى ابنتها الالتزام العميق تجاه الأعمال الخيرية، ووجهت درانا بوجاكسيو الأم دعوة مفتوحة لفقراء المدينة لتناول الطعام مع عائلتها. وكانت تنصح ابنتها، وتقول لها: «صغيرتي، لا تتناولى لقمة من الطعام أبدًا إلا إذا شاركتيها مع الآخرين». وعندما كانت أجنيس تسأل: «مَنْ هؤلاء الذين يتناولون الطعام معنا؟» كانت والدتها تقول لها «بعضهم من أقاربنا، والبعض الآخر من شعبنا».
تعليمها وخدمتها
أثناء طفولتها كانت تغنى مع فرقة القلب المقدس المحلية وكان يُطلَب منها الأداء الفردى فى بعض الأحيان. فى الثانية عشرة من عُمرها وأثناء رحلة الحج السنوية التى كان يُنظمها المجمع إلى كنيسة العذراء السوداء فى فيتينا بكوسوفو حاليًا، شعرت أجنيس برغبتها فى تكريس حياتها لخدمة الكنيسة. وبعد ذلك بست سنوات، فى ١٩٢٨، قررت أجنيس البالغة ١٨ عامًا آنذاك أن تصبح راهبة، وسافرت إلى أيرلندا للانضمام إلى الأخوات لوريتو فى دبلن. وهناك حصلت على لقب «الأخت مارى تيريزا». وبعد مرور عام، سافرت الأخت مارى تيريزا إلى بلدة بالهند؛ لتُعلم الرهبنة. ثم أرسلت إلى كلكتا حيث تم إسناد إليها مهمة التدريس بمدرسة القديسة مارى الثانوية للفتيات، وهى مدرسة يديرها الأخوات لوريتو ومُخصصة لتعليم الفتيات من أفقر الأسر البنغالية فى المدينة. تعلَّمت الأخت تيريزا اللغة البنغالية والهندية بطلاقة، بينما كانت تُدرس التاريخ والجغرافيا، وكرست نفسها لتهوين حدة الفقر على الفتيات من خلال التعليم.
فى ٢٤ مايو، ١٩٣٧، اتخذت العهد الأخير للالتزام بحياة الفقر والعفة والطاعة. وكما هى العادة لراهبات لوريتو، فقد مُنحت لقب «الأم» وعُرفت باسم «الأم تيريزا». واصلت الأم تيريزا التدريس بمدرسة القديسة ماري، وفى عام ١٩٤٤ أصبحت مديرة المدرسة. فى ١٠ سبتمبر، ١٩٤٦، اتخذت قرارا بترك التدريس وعزمت على العمل فى أحياء كلكتا الفقيرة؛ لمساعدة أشد الناس فقرًا ومرضًا.
تركها للدير
ولكن لم تستطع ترك منصبها فى الدير بدون إذن رسمي؛ وبعد مرور عام ونصف العام، حصلت أخيرًا على الموافقة فى يناير ١٩٤٨، وفى أغسطس من نفس العام، تركت دير لوريتو وبدأت التجول فى المدينة، مُرتدية السارى ذا اللونين الأزرق والأبيض، والذى استمرت فى ارتدائه طوال حياتها. وبعد التدريب على أساسيات الطب لمدة ستة أشهر، بدأت رحلتها لأول مرة فى أحياء كلكتا الفقيرة، ولم يكن لديها سوى هدف واحد وهو «مساعدة المنبوذين، المكروهين، والذين لا يهتم بشأنهم أحد كما كانت تقول.
اتخذت الأم تيريزا خطوات جادة لمساعدة الفقراء وأنشأت مدرسة فى الهواء الطلق ومسكنًا للفقراء المُعدمين بإحدى المبانى المهجورة، فى أكتوبر١٩٥٠، أسست جماعة «الإرساليات الخيرية» بانضمام عدة عضوات، أغلبهن مدرسات أو طالبات سابقات. ومع زيادة تدفق التبرعات من أنحاء الهند والعالم، وسعت الأم تيريزا من نطاق أهدافها الخيرية، وخلال حقبة الخمسينيات والستينيات أسست مستعمرةً للجذام، ودارا للأيتام، دار حضانة، عيادة عائلية وسلسلة من العيادات الصحية المتنقلة.
سفرها لنيويورك
فى عام ١٩٧١، سافرت لمدينة نيويورك لافتتاح أول دار خيرية لها بأمريكا. وفى صيف ١٩٨٢، سافرت سرًا إلى بيروت بلبنان، حيث ساعدت الأطفال المسيحيين والمسلمين خلال الحرب. فى عام ١٩٨٥، عادت لنيويورك وافتتحت دارًا لرعاية مصابى الإيدز. فى فبراير ١٩٦٥، منح الأب بولس السادس لجمعية «الإرساليات الخيرية» الإذن بالتوسع والانتشار عالميًا، وليس فى الهند فقط. ومع وفاة الأم تيريزا فى عام ١٩٩٧، كان عدد أعضاء جمعية «الإرساليات الخيرية» قد بلغ أكثر من ٤٠٠٠ عضو، بالإضافة إلى آلاف المتطوعين، مع أكثر من ٦١٠ أفرع فى ١٢٣ دولة حول العالم.
وفاتها
فى عام ١٩٧٩ حصلت على جائزة نوبل للسلام؛ نتيجة لأعمالها الإنسانية. كما حصلت على جوهرة الهند، أعلى وسام شرفى، إلى جانب حصولها على القلادة الذهبية للاتحاد السوفيتى أثناء لجنة السلام السوفيتية، فى عام ١٩٧٩، حصلت الأم تيريزا على جائزة نوبل للسلام؛ اعترافًا بمجهوداتها فى مساعدة الإنسانية المُعَذَّبة.
بعد عدة سنوات عانت فيها من تدهور حالتها الصحية بسبب مشاكل القلب والرئة والكلية، وتُوفيت الأم تيريزا فى ٥ سبتمبر ١٩٩٧، عن عمر الـ٨٧ عاما. وتم تأبينها فى أكتوبر عام ٢٠٠٣، وفى سبتمبر ٢٠١٦، منحها الأب فرانسيس لقب تيريزا قديسة كلكتا.
لليان تراشر

جنة الإنسانية على الأرض

«لأنى قد رأيت مشقة شعبى فى مصر وسمعت أنينهم ونزلت لأنقذهم فالآن هلم فأرسلك إلى مصر».. تلك الآية من إنجيل أعمال أرسل، وقعت عين الأمريكية لليان تراشر عليها، والتى رأتها كإجابة لسؤالها الدائم إلى الله «ماذا تريدنى أن أفعل؟»، حيث شعرت بأن الله يريدها أن تسافر إلى هناك لتتغير قصة حياتها.
فكان اليتامى هدفها، وتعويضهم عمَّا فقدوا كان شغلها الشاغل، وكفالة حياة كريمة للمحتاجين كان نهجها بالحياة، وأن لذوى الاحتياجات الخاصة فعلا احتياجات خاصة يجب أن تقدم، بالإضافة للتنشئة الدينية والتربوية السليمة، ناهيك عن اقتناعها بأن صعيد مصر هو البقعة الأكثر حاجة للخدمات، ومن هنا، وإلى أسيوط أتت لليان تراشر، حيث ودعت ولاية فلوريدا عام ١٩١٠، لتدوس أقدامها بلاد الجنوب كى تصنع خيرا.
كانت «تراشر» فى بداية خدماتها تعانى جدا، فبعد أن كانت تستقل أحدث السيارات ببلاد العم سام، اضطرت إلى أن تعتمد على «حمار» كى تقطع طريقها بحثا عمَّن يحتاج المساعدة، كما أنها كانت تقطع النهر أيضا عن طريق قارب شراعى صغير، وتجلى عظيم عمل الله معها فى رواية منتشرة عنها، حيث كانت فترة الفيضانات، وكادت تغرق وهى فى طريقها من قرية «كوم أسفحت» إلى قرية «الدوير»، إلا أن كومة من القش وسط المياه كانت طوق النجاة لها، إلى أن أتى أحد المراكب الكبرى وانتشلها، لتستمر فى مد يديها للمحتاجين ردا ليد الله الممدودة لها.
وأنشأت «أم النيل» كما لقبت لاحقًا عقب وصولها لمصر بعام، وتحديدًا فى ١٩١١ واحدة من أوائل وأكبر الدور الخيرية، وأطلق عليها «بيت لليان تراشر» وحتى الآن تخدم آلاف الأيتام والأرامل والمعاقين على مر العصور، حيث أصبح الدار الآن على مساحة ١٢ فدانا وبه العديد من المبانى الرئيسية الكبرى، والتى تخطت ١٣ مبنى رئيسيًا، مكونة من حضانة وسكن للأولاد وسكن للبنات وفرن ومزرعة ومركز للتدريب المهنى للأولاد وآخر للبنات، يشمل حدائق وملاعب لممارسة الرياضة.
وواجه «تراشر» العديد من الصعاب خلال مشوار خدمتها بمصر، من أهمها أنه عندما نشبت الحرب العالمية الثانية فى أواخر ١٩٣٩، طلبوا منها أن تغادر أسيوط لتختبئ مع باقى الأجانب وتكون فى مأمن، لكنها رفضت أن تترك أبناءها الذين زاد عددهم زيادة هائلة.
وتقول أم النيل فى مذكراتها، زادت المتاعب عندما علمنا أنه لا سبيل لوصول أى مساعدات إلينا، يا إلهى كيف أدبر لقمة العيش أمام سيل من الأيتام يتراكم أمامى وسط ارتفاع الأسعار؟ ظن الجميع أننا سنتخلص من الأطفال كما تفعل المؤسسات الأخرى، لكن شكرا لله الذى أعاننا فلم نفعل ذلك، وفى الشهر الخامس من بداية الحرب وصلت لنا معونات هائلة، حقا إنه يعطى بسخاء ولا يعير.

ساعدت الأطفال المسيحيين والمسلمين خلال حرب لبنان 1985


«أم النيل».. قادتها آية من الإنجيل إلى مصر بداية القرن الماضى.. وأنشأت واحدة من أهم الدور الخيرية فى أسيوط.. ورفضت ترك عملها أثناء الحرب العالمية الثانية
أثناء طفولتها كانت تغنى مع فرقة القلب المقدس المحلية وكان يُطلَب منها الأداء الفردى فى بعض الأحيان.