الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

للمرة الأولى.. ولي العهد السعودي بمقر الكرسي المرقسي بالقاهرة

ولى العهد السعودى
ولى العهد السعودى بمقر الكرسى المرقسى بالقاهرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استكمالًا من تحركاته الثورية لمكافحة الفساد، وتبنيه حملة ثقافية وفكرية فى المملكة العربية السعودية، وتغييره للقوانين لصالح المرأة السعودية؛ يواصل الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولى العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية، حملته الإصلاحية والتنويرية والانفتاح مع الثقافات والأديان الأخرى، وإعلانه تطبيق المملكة الإسلام المعتدل الوسطى الخالى من الأفكار المتطرفة.. يستكمل «سلمان» من أرض الثقافات ومهد الحضارة والتسامح الدينى بالعالم خطواته؛ حيث لقاؤه التاريخى لبطريرك الكرسى المرقسى بالقاهرة، البابا تواضروس الثاني، بابا الكنيسة القبطية. وعلى هامش زيارته الأولى لمصر، التى بدأت الأحد وتستغرق 3 أيام وانتهت أمس الثلاثاء، استقبل البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بمقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أمس الأول، ولى العهد السعودى والوفد المرافق له، وكان فى استقباله برئاسة البابا وفد من الأساقفة على رأسهم الأنبا مرقس، أسقف شبرا الخيمة، الأنبا دانيال، أسقف المعادي، الأنبا يوليوس، الأسقف العام، والقس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الأرثوذكسية.

السعى للحياة والسلام
ورحب به البابا قائلًا: «أهلًا بك فى بلدك، سعداء بزيارتك ونسجل اليوم فى التاريخ كتابة صفحة جديدة». وإن زيارته تمثل سعادة لكل المصريين والعلاقات الطيبة بين مصر والسعودية هى علاقات لها جذور ودائمة، وسلامة هذه العلاقات هى سلامة لكل المنطقة العربية. وإن علاقة الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس عبدالفتاح السيسى، والتى لها أثرها الطيب على الشعوب والمستقبل والشباب، سموك شاب وكذلك الرئيس السيسى يهتم بالشباب، الشباب هم الحلقة الذهبية والتى على أساسها تنمو وتتقدم البلاد».
وعبر البابا عن إعجابه بالتطورات التى تحدث فى السعودية، والتى تساهم بشكل كبير فى تنمية المنطقة العربية كلها. وأكد البابا تقديره للسعودية استضافتها للملايين من كل البلاد ومنهم المصريون الذين يعملون هناك ويجدون كل رعاية ومحبة، للجميع مسلمين ومسيحيين، ويشيدون بالعمل الطيب من السلطات السعودية.
وأكمل قائلًا: «نسعى للحياة والسلام وأن تكون هذه المناطق فى قمة التقدم الدائم، وأن النهضة التى نراها فى السعودية الآن نهضة عظيمة ونفرح بما يتم بها خطوة بخطوة حتى تكون بلادنا الأولى على مستوى العالم».

الملك سلمان التقى بابا الكنيسة المصرية فى القاهرة ٢٠١٦
لقاء بابا الكنيسة المصرية وولى العهد السعودى الأول من نوعه، لكن سبق والتقى البابا تواضروس الثاني، بالملك سلمان بن عبدالعزيز فى ٨ أبريل ٢٠١٦ فى القاهرة، وهى المرة الأولى فى تاريخ الكنيسة والمملكة التى يجتمع فيها عاهل سعودى ببابا الكنيسة المصرية
وقد اعتبرت هذا الزيارة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية بالزيارة التاريخية، وأعرب البابا خلالها عن ترحيبه بملك المملكة مقدمًا الشكر له على رعاية بلاده للمصريين العاملين بالمملكة. 
وقال البابا إنها كانت زيارة طيبة، وكان لا بد للكنيسة القبطية الوطنية المصرية من الترحيب بزيارة العاهل السعودى لمصر، الذى أبدى محبة ومشاعر طيبة تجاه كل المصريين، وأيضًا احترامه الكامل لكل أصحاب الأديان السماوية. أيضًا تطرق الأمير فى حديثه عن ذكرياته لمصر فى أزمنة سابقة، وتكلم عن مجلة «الهلال» المصرية، ومحبته الشديدة للقراءة، ومجلة الهلال ساعدته فى ذلك، وعن تقديره الكبير للكنيسة والأقباط فى مصر، وتقديره للرئيس عبدالفتاح السيسى وكل المصريين وعن مدى الترابط القوى الذى يجمع بين أهل المملكة شعبًا وحكومة وبين شعب مصر وقيادتها، وشارك البابا عقب اللقاء فى مأدبة العشاء التى أقيمت بمقر السفارة السعودية بالقاهرة بحضور العاهل السعودى وكبار المسئولين المصريين

خطوات سعودية نحو الحوار بين الأديان
منذ أيام قليلة عقد مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمى للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (KAICIID)، مؤتمرًا دوليًا بعنوان «الحوار بين أتباع الأديان من أجل السلام: تعزيز التعايش السلمى والمواطنة المشتركة» بالعاصمة النمساوية فيينا، وجاء المؤتمر الأخير استكمالًا للمؤتمر السابق «متحدون لمناهضة العنف باسم الدين» فى ٢٠١٤، بحضور عدد كبير من الأفراد والمؤسسات الدينية البارزة بالعالم، بالإضافة إلى العديد من صناع السياسات والمنظمات العالمية والمحلية الفعالة فى مجال الحوار، وأطلقوا (بيان فيينا)، والذى أكد ضرورة العمل معًا فى سبيل تبنى المواطنة المشتركة والحاضنة للتنوع الدينى والثقافى كأساس لتحقيق العدل والتعايش السلمى بين الأديان وأتباع الدين الواحد.


زيارة بطريرك المارون للسعودية 
فى نوفمبر من العام الماضي، زار الرياض، البطريرك اللبنانى مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للمراونة، تلبية لدعوة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وكانت هذه الزيارة التى وصفت بالتاريخية الأولى لبطريرك مارونى إلى المملكة. وأكد الطرفان خلال اللقاء أهمية دور الأديان فى نبذ العنف والإرهاب. وتم التأكيد على العلاقات الأخوية بين المملكة ولبنان، وأهمية دور الأديان المختلفة والثقافات فى تعزيز التسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب وتحقيق الأمن والسلام لشعوب المنطقة والعالم.


وفد سعودى بالفاتيكان 
وبعد أيام من زيارة البطريرك المارونى بشارة الراعى للمملكة السعودية، ولقاء الملك سلمان وولى عهده محمد بن سلمان. وفى حدث نادر أيضًا التقى البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، وفدا رسميا من السعودية برئاسة مستشار وزير الشئون الإسلامية عبدالله بن فهد، خلال زيارتهم للفاتيكان، بناءً على دعوة من قبل المملكة. واجتمع الوفد السعودي، مع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان- رئيس الوزراء- الكاردينال بيترو بارولين. والتقى الوفد بعد ذلك البابا فرنسيس، ثم تبادلا الطرفان الهدايا وانتهى اللقاء مع أخذ الصورة التذكارية مع البابا برفقة الوفد الذى كان مكونًا من ١٤ شخصًا
وأشار اللقاء إلى زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، للفاتيكان عام ٢٠٠٧، ولقائه بالبابا بنديكتوس السادس عشر، وما نتج عن هذا الاجتماع من الاتفاق على أهمية الحوار بين الأديان والحضارات، لتعزيز التسامح الذى تحث عليه جميع الأديان، وتأكيدهما أن الشعوب تجمعها قيم مشتركة، وأن خير تعبير لهذه القيم هو ما جاءت به الأديان، مؤكدا أن هذه سياسة ثابتة تسير عليها المملكة والفاتيكان، وجرى تأييدها فى مؤتمر عالمى لعلماء من مختلف أرجاء العالم الإسلامى فى مكة المكرمة فى عام ٢٠٠٨

الملك عبدالله فى الفاتيكان عام ٢٠٠٧
لأول مرة فى تاريخ العلاقات بين رئيس الكنيسة الكاثوليكية والمملكة السعودية، استقبل البابا بنديكتس السادس عشر فى الأسبوع الأول من نوفمبر ٢٠٠٧ بمقره بالفاتيكان، العاهل السعودى الراحل، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والذى كان يزور روما فى إطار جولة أوروبية. واعتبر البعض اللقاء أقوى علامة على تحسن العلاقات فى السنوات القليلة الماضية. خاصة أن المملكة العربية السعودية تعد واحدة من ثمانى دول لا تقيم علاقات دبلوماسية مع الكرسى الرسولي. وبالتالى كانت هذه الزيارة الأولى بمثابة نواة لتأسيس «مركز الملك عبدالله العالمى للحوار بين الأديان والثقافات» الذى وقّعت المملكة والنمسا وإسبانيا على اتفاقية تأسيسه عام ٢٠١١ لينطلق بعدها بعام. وكان الفاتيكان انضم كـ«مراقب مؤسس» إلى مبادرة من السعودية والنمسا وإسبانيا والذى دشن فى نوفمبر فى فيينا ٢٠١١
وبحسب بيان للفاتيكان حول لقاء البابا بنديكتس والملك عبدالله فى ذلك الوقت، قال: «إن المباحثات تمحورت آنذاك حول الدفاع عن القيم الدينية والأخلاقية والنزاع فى الشرق الأوسط وأهمية الحوار بين الثقافات والأديان، ومساهمة اتباع مختلف الديانات فى النهوض بالتفاهم بين البشر والشعوب».
وعلق الملك عبدالله على الزيارة قائلًا: «إن المملكة وإيطاليا تنتهجان سياسة خارجية معتدلة تهدف إلى الحفاظ على السلام العالمى وإزالة أسباب التوتر ومكافحة الإرهاب، وقد حان الوقت لإنهاء النزاع العربى- الإسرائيلي».

الأسقف الوحيد الذى زار المملكة
لم يسبق أن زار أحد من القيادات الكنسية الأرثوذكسية للمملكة السعودية بشكل رسمي، باستثناء الأنبا مرقس، أسقف شبرا وتوابعها، وهو القيادى الكنسى الوحيد الذى زار المملكة العربية السعودية ثلاث مرات، بعد ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١؛ وكانت الزيارة الأبرز فى ٢٠١٢ عندما كان الأنبا مرقس، عضوا ضمن الوفد الشعبى لعودة العلاقات بين البلدين، وجاءت الزيارة الأخرى فى ٢٠١٤ بهدف تفقد الأنبا مرقس لأحوال المسيحيين المصريين العاملين بالمملكة السعودية بناء على طلب منه للسلطات السعودية.