الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

في ذكرى وفاته.. فن الشعر عند أرسطو

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل غدا ذكرى وفاة الفيلسوف اليوناني أرسطو لعام 322 قبل الميلاد، مؤسس علم المنطق وصاحب الفضل الأول في دراستنا اليوم للعلوم الطبيعية والفيزياء الحديثة وتلقى تعليمه على يد أفلاطون الذي وضع الأسس الأولى للفلسفة الغربية. 
تخطت كتابات أرسطو مجالات عدة منها الفيزياء والشعر والمسرح والمنطق والبلاغة وعلى الرغم من أنه لديه العديد من المؤلفات في مختلف المجالات إلا أنه لو يصلنا إلا القليل من كتبه القيمة. 
يأتي كتابه "فن الشعر" من الكتب القيمة التى كان لها عظيم الأثر في مجال النقد الأدبي وقد لاقي هذا الكتاب اهتماما كبيرا عند الفلاسفة العرب منذ عصر الترجمة وحتى هذه اللحظة، فترجم هذاالكتاب أكثر من مرة وأشهرها ترجمة عبدالرحمن بدوي وترجمة إبراهيم حمادة وشكرى عياد.
يرى أرسطو في هذا الكتاب أنه لابد من التفريق بين الشعر الحقيقي الذي يصاغ من اجل الشعر وبين الصنعة الشعرية الجمالية وبين المنظومات التعليمية التى تستخدم الوزن الشعري لكنها ليست شعرا. 
ويشير أرسطو الى أن الشعر أخذ إتجاهين وفقا لطباع كل شاعر من الشعراء فنجد الشعراء ذو الطبع الجاد الذين حاكوا الأفعال النبيلة واعمال الأشخاص الآفاضل والاخرين ذو الطباع الوضيعة والحقيرة الذين حاكوا أفعال الاشخاص الرديئة. 
ويبين أرسطو أن الشعر ليس محاكاة فالطب الذي يذكر الأمراض والأدوية ليس محاكاة لفعل الناس فالمريض لا يجلب المرض لنفسه وإنما يصاب به من الغير ومن ثم فهو فعل غير إنسانى.
يقول أرسطو أن أن الشعر بوجه عام قد نشأ عن سببين كليهما أصيل فى الطبيعة الإنسانية فالسبب الأول أن المحاكاة فطرية وهذه يرثها الإنسان منذ طفولته ويفترق الإنسان عن سائر الأحياء فى أنه أكثرها استعدادا للمحاكاة وبأنه يتعلم عن طريقها معارفه الأولى والسبب الثاني أن الإنسان على العموم يشعر بمتعة إزاء أعمال المحاكاة والشاهد على ذلك هو التجربة فمع أننا يمكن أن نتألم لرؤية بعض الأشياء إلا أننا نستمتع برؤيتها هى نفسها وهى محكية فى عمل فنى محاكاة دقيقة التشابه وذلك مثل أشكال وأنواع الحيوانات وجثث الموتى بل إن ذلك يتضح فى حقيقة أخرى وهى أن التعلم يعطى أعظم المتع.
ويوضح أرسطو أن الشعر يميل إلى التعبير عن الحقيقة الكلية أو العامة بينما يميل التاريخ إلى التعبير عن الحقيقة الخاصة أو الفردية والحقيقة الكلية أو العامة ما يقوله أو يفعله نمط معين من الناس فى موقف معين على مقتضى الاحتمال أو الحتمية.