كل يومٍ فى نفس المشهد يتكرر، يحمل عصاه، تتعلق بها أكياس الحلوى، وفرحة الصغار، على ظهره يجتمع الفرح والحزن اليأس والأمل بقليل من الجنيهات، قطار المناشى يحمل أحلامه الصغيرة إلى قاهرة المعز، ربما يكون الغد أفضل بين جدران المحروسة، قليل من الجنيهات كفيلة لإعادة البسمة على وجهه ورسم الرضا، آخر اليوم يعود سعيدا بعدما انتفخ جيبه بالجنيهات.
حكاية ابن الشرقية تختلف كثيرا عن غيره، دراما من نوع آخر، يحضر على قطار المناشى أسبوعيا ليسد حاجات بيته، يقول عبدالعزيز صاحب الـ ٤٠ عاما: «أنا فى الشقا ده من ٣٠ سنة، فاكر اليوم دا ومش ناسيه، سبت المدرسة فى الإعدادى بعد ما الحياة والمصاريف بقيت تقيلة على والدي، كان لازم أساعده فى تربية إخواتي، وربنا قدرنى إنى أصرف عليهم، وأتجوز ويبقى عندى بيت وأسرة، عمرى ما حلمت أسكن فى قصر، ولا أركب عربية، وبحمد ربنا على نعمة قطر المناشي، حلمى فى الحياة إنى أشوف ولدى وبنتى فى أعلى المراتب، وربنا هيعوضنى بيهم، بقيم فى القاهرة أسبوع وأرجع يوم الشرقية، أديهم المصاريف، وأشوف احتياجاتهم وأرجع هنا أكمل شغل».
يتابع: «مش طالب حاجة أكتر من إنى أعمل عملية أشيل الحصاوى على الكلى، مفيش حاجة أكتر من كده، وحاجة تأمن مستقبل عيالى بعد ما أموت».
