الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

ماركيز.. ملك الواقعية وصديق الرؤساء

 الكاتب الكولومبي
الكاتب الكولومبي والصحفي جابرييل جارسيا ماركيز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتب الكولومبي والصحفي جابرييل جارسيا ماركيز والحاصل على جائزة نوبل في الأدب لعام 1982 والذي تميز في كتاباته عن غيره من الكتاب بعبقرية أسلوبه وموهبته في تناول الأفكار السياسية. 
عُرف ماركيز وذاع صيته بعد روايته الشهيرة "مائة عام من العزلة" التي اعتبرت أفضل كتاب أجنبي وكان كالقنبلة التي أحدثت انفجارا هائلة في العالم حيث تم بيع ما يقرب من 25 مليون نسخة من الرواية في العالم وترجمت إلى 37 لغة مختلفة في العالم. 
عاش ماركيز فترة من حياته في باريس فقيرًا ولم يكن وضعه المالي يسمح له بحياة مستقرة عاني من ضيق اليد وعانى أيضًا من الهروب من دائنيه اللذين تسببه في فقره وخوض مراحل صعبة في بداية حياته قبل أن يكونا كاتبًا وصفيًا مشهورًا عند العالم كله.
أصبح أحد أغنى كتاب العالم، لا نعرف مدى ثروته، ومؤخرًا بعد وفاته باعت عائلته مقتنياته الشخصية وأرشيفه الخاص لجامعة تكساس الأمريكية بمبالغ طائلة، هذا غير العائدات التي تضاف يوميًا إليه نتيجة شهرة أعماله واتساعها، إلى جانب حصوله على نوبل، هذا يجعلنا نتساءل إلى أي مدى كان جابرييل جارسيا ماركيز فقيرًا؟ كان فقيرًا وتعيسًا لمدة من الزمن يصبح بعدها بفضل خياله الأدبي وواقعيته السحرية ثريًا ومشهورًا وصديقًا لزعماء العالم.
أدت شعبية وبراعة كتابة ماركيز في الروايات والقصص إلى تكوين صداقات كثيرة مع عدد من الرؤساء والزعماء في العالم ومنهم الزعيم الكوبي فيدل كاسترو وتشكلت هذه الصداقة عندما كان ماركيز مراسلا في برنسا لاتينا وقد اقتنع ماركيز أن هذا القائد الكوبي يختلف عن غيره من الزعماء الذين ذكروا في أمريكا اللاتنية، يحمل آمال شعبه في ثورته وعنفوانه، وكان في رأيه أنه من خلال هذا الزعيم يمكن للثورة الكوبية أن تجني ثمارها.
وأقر ماركيز بهذه الصداقة قائلا: أن العلاقة بيننا ما هي إلا صداقة فكرية وعندما نكن معًا نتحدث كثيرًا عن الأدب" ومن الطريف أيضًا أن يتناولان الطعام رفقة فتحدث ماركيز عن براعة كاسترو في تذوق الطعام ومعرفة صنوفه، إلا أن البعض شكك في صداقته مع كاسترو ورأوا أن هذه الصداقة جاءت نتيجة إعجاب ماركيز بالسلطة وانحيازه للنظام الذي يمنحه مكانة كبيرة تقارب وزارة الثقافة، وقال البعض إن ماركيز يحب الظهور في الناحية السياسية.
في حين شبه البعض وضع ماركيز في كوبا بوزير الثقافة وذلك لأن كاسترو كان يكلفه ببعض المهام الدقيقة والحساسة التي لا تخضع لنطاقه الدبلوماسي، وهي ثقة كبيرة حصل عليها الأديب الكبير كما حصل على رضاء وإعجاب الشعوب التي تقرأ أدبه.
وأصبح ماركيز من خلال كتاباته أيضًا صديقًا مقربا لعديد من الدوائر السياسية، فكان صديقا شخصيا للرئيس الفرنسي الأسبق فرانسو ميتران، والرئيس الأمريكي بيل كيلنتون، والزعيم العربي الفلسطيني ياسر عرفات أبو عمار.