الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

البحرين تحبط مؤامرة فارسية جديدة.. تفكيك خلية إرهابية والقبض على 116 عنصرًا.. 48 منهم تدربوا فى معسكرات «الحرس الثورى».. والداخلية: عصائب أهل الحق العراقية وحزب الله اللبنانى يدربان عناصر التخريب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أحبطت الداخلية البحرينية، عمليات إرهابية وتخريبية، وألقت القبض على ١١٦ عنصرًا ينتمون إلى تنظيم إرهابى، درّبه الحرس الثورى الإيرانى وحزب الله اللبنانى، وعصائب أهل الحق العراقية، لاستهداف المملكة الخليجية.
وقالت الداخلية البحرينية، فى بيان، إن الهجمات المحبطة كانت معدة لاستهداف قيادات ومنسوبى الأجهزة الأمنية والدوريات وحافلات نقل رجال الأمن، بالإضافة إلى منشآت نفطية وحيوية، بغرض الإخلال بالأمن والنظام العام وضرب الاقتصاد الوطنى وتعريض أمن وسلامة البلاد للخطر.


وأشارت إلى أن إحباط الهجمات يأتى ضمن جهود مكافحة الإرهاب وحفظ أمن الوطن والتصدى للتدخلات الإيرانية
وقالت إن العناصر الإرهابية التى جرى القبض عليها، لعبت أدوارًا تراوحت بين التخطيط والإعداد وتنفيذ الأعمال الإرهابية، ما بين ناقل للعبوات المتفجرة، ومنفذ ميدانى، فضلًا عن تولى عدد منهم مسئولية تصنيع ونقل وتخزين المواد المتفجرة.
وتابعت الداخلية البحرينية فى بيانها: دلت التحقيقات على أن هذه العناصر، تنتمى إلى تنظيم إرهابى، عمل الحرس الثورى الإيرانى على تشكيله، من خلال توحيد عدة تنظيمات إرهابية وجمعها فى إطار واحد، وذلك إثر نجاح الأجهزة الأمنية فى توجيه ضربات لهذه التنظيمات الإرهابية، كان من نتيجتها إضعافها وإرباك حركتها فى البحرين.


وقالت الداخلية البحرينية إن من يقف وراء دعم وتمويل وتدريب عناصر هذا التنظيم الإرهابى، الحرس الثورى فى إيران وأذرعه الإرهابية الخارجية، ومنها كتائب عصائب أهل الحق الإرهابية فى العراق، وحزب الله الإرهابى فى لبنان، وذلك من خلال تكثيف عمليات تجنيد العناصر الإرهابية بالداخل والترتيب والتنسيق لتدريبها فى المعسكرات الإرهابية وتزويدهم بالأموال والأسلحة.
وكشفت التحقيقات عن أن هذه المجموعات الإرهابية تعمل فى إطار خلايا عنقودية منفصلة، ضمن التنظيم الإرهابى، تُدار بإشراف مباشر من حيث التمويل والتخطيط والتنفيذ من جانب قيادات إرهابية هاربة وموجودة فى إيران والعراق ولبنان
ومن أبرز هذه القيادات الإرهابية: عقيل السارى، ومرتضى السندى، وقاسم المؤمن، حيث تتولى تكثيف عمليات تجنيد العناصر الإرهابية بالداخل والترتيب والتنسيق لتدريبها فى المعسكرات الإرهابية على تصنيع واستخدام العبوات المتفجرة والبنادق الآلية ومدافع الهاون وقذائف آر بى جى وإعداد المستودعات والمخابئ السرية، وتزويد العناصر الإرهابية بالأموال والأسلحة النارية والعبوات الناسفة لتنفيذ الأعمال الإرهابية.
وأشارت التحريات البحرينية إلى أن ٤٨ من بين المقبوض عليهم، والبالغ عددهم ١١٦ من العناصر الإرهابية، تلقوا تدريبات فى معسكرات تابعة للحرس الثورى فى إيران وأذرعه الخارجية فى العراق ولبنان.
أما المجموعات الإرهابية التابعة للتنظيم بداخل البلاد، فتقوم بما يلي: إنشاء المستودعات وتخزين الأسلحة والمتفجرات، ورصد ومعاينة المواقع المراد استهدافها، ونقل وتوزيع الأموال والعبوات الناسفة، وصناعة العبوات المتفجرة، وتنفيذ الأعمال الإرهابية.
فى سياق متصل، أسفرت أعمال البحث والتحرى البحرينية عن ضبط عدد من المواقع، التى تستخدم فى تصنيع وتخزين العبوات المتفجرة لاستخدامها فى تنفيذ الأعمال الإرهابية، ومن أهم المواد المضبوطة: حوالى ٤٢ كيلوجرامًا من مادتى C٤ وTNT شديدة الانفجار، وأكثر من ٧٥٧ كيلوجرامًا من مادة نترات اليوريا، وأسلحة كلاشينكوف ومسدسات وطلقات نارية وصواعق، وعدد من القنابل المغناطيسية واليدوية.
كما ضبط الأمن البحرينى عددًا من العبوات المضادة للأفراد والمركبات المصفحة وخارقة للدروع، عدد من المركبات التى تم استخدامها فى عمليات نقل المواد المتفجرة، وأربع قذائف متشظية، يتم إطلاقها بواسطة قاذف RPG، وتستخدم لتدمير العربات خفيفة التصفح وتلحق إصابات مميتة بالأفراد.
واتضح بعد فحصها من قبل المختبر الجنائى، تطابق ثلاث منها فى المواصفات مع عبوة PG٧، والتى يتم إنتاجها فى المصانع الحربية الإيرانية
وأشارت السلطات إلى أنه جرى اتخاذ الإجراءات القانونية المقررة، وجرى إحالة المقبوض عليهم إلى النيابة العامة.
تاريخ أسود من الاستهداف الإيراني
ويشكل الإعلان عن تفكيك تنظيم إرهابى يعمل بدعم وتوجيه من الحرس الثورى الإيرانى، عن تاريخ نظام «خامنئي» الأسود فى استهداف البحرين، والذى بدأ منذ وصول «الخميني» إلى حكم إيران. وبعد عام ١٩٧٩ قام النظام الإيرانى بتكوين ودعم شبكات إرهابية فى المنطقة، ففى عام ١٩٨١ تم إحباط محاولة انقلاب مسلح فى البحرين خططت له ما أطلق عليها الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين.
وفى عام ١٩٩٦ أعلنت البحرين الكشف عن تنظيم سرى باسم حزب الله، تآمر لقلب نظام الحكم، وتلقى المتورطون فى هذا العمل الإجرامى تدريبات فى طهران.
وعقب تظاهرات ٢٠١١، عملت إيران بشكل كبير، على استغلال البعد الطائفى فى البحرين على كل الأصعدة، لتنفيذ أغراضها التوسعية فى البلاد، التى استهدفت أمن واستقرار المملكة عسكريًا.
تقرير أمريكي
وفى مايو الماضى، قال تقرير نشره موقع Long War Journal الأمريكى للتحليلات العسكرية، إن إيران لا تزال تعزز دعم الإرهاب فى البحرين، مشيرًا إلى أن السلطات البحرينية سعت منذ وقت طويل للحصول على تأكيد من واشنطن بأن البلاد تواجه تهديدًا إرهابيًا برعاية طهران.


. وأشار التقرير إلى أنه فى مارس ٢٠١٧، قامت الولايات المتحدة بالتحقق من صحة التقارير البحرينية وفرضت عقوبات على شخصين بحرينيين باعتبارهما إرهابيين عالميين، اتضح أن أحد هؤلاء الإرهابيين يتواجد فى مدينة قم وسط إيران، حيث الحوزات والمرجعيات الشيعية.
ولفت التقرير إلى أن هناك أدلة أمريكية متزايدة تشير إلى أن شبكة إرهابية إقليمية فى إيران تستهدف مملكة البحرين التى تستضيف أهم قاعدة بحرية أمريكية فى الشرق الأوسط.
ويعد مرتضى السندى، وهو رجل دين شيعى بحرينى يقيم فى مدينة قم، من أبرز المتهمين بالإرهاب والذى تحتضنه طهران بهدف إثارة الفتنة الطائفية فى البحرين، وسبق للشخص ذاته أن أكد بضع مرات أنه يتلقى الأموال وغيرها من أشكال الدعم من الحكومة الإيرانية.
ويضيف التقرير الأمريكى أنه من خلال التحقق من صحة حجة المنامة، ثبت أن هذا الشخص «مرتضى السندي»، مرتبط بكتائب «الأشتر»، مؤكدًا رعاية إيران لهذه المجموعة المسلحة.
ويعد «السندي» المتحدث الرسمى وعضو اللجنة المركزية فى تيار الوفاء الإسلامى وهو من الأحزاب الشيعية المتطرفة فى البحرين، ودعا فى الـ١٨ من يناير الماضى إلى ما سماه «الكفاح المسلح» بعد إعلان السلطات إعدام ثلاثة شبان شيعة، أدينوا بقضية إرهابية.


كيفية المواجهة
ويرى مراقبون أن خطورة المشروع الإيرانى، والذى يقنن ويؤطر للتدخلات فى الشأن البحرينى، تنبع من عدة أمور، أبرزها أنه قديم من الناحية التاريخية وبعمر انطلاق ثورة الخمينى فى ١٩٧٩، كما أنه يستند إلى أسس دستورية وقانونية تضفى عليه شيئًا من القدسية والالتزام الواجب على مؤسسات الدولة فى إيران، خاصة أن هذا المشروع يرتكز على مبدأ «تصدير الثورة» وعلى حماية ما تسميه طهران «المستضعفين فى الأرض».
من جانبه، قال محمد حامد، الخبير فى العلاقات الدولية: إن المواجهة مع إيران تتصاعد، وتستهدف الأمن القومى العربى، وتهدد عروبة البحرين

وشدّد حامد على ضرورة توجّه حكومة البحرين لتقديم شكوى لدى مجلس الأمن ضد التدخلات الإيرانية، قائلًا: لا بد من تقديم شكوى مفصلة لمجلس الأمن حول التدخلات الإيرانية فى شئون البحرين، وعرض كامل للتدخلات الإيرانية كافة فى شأن البحرين، منذ ٢٠١١ حتى الآن.
وأضاف «حامد»: يجب استغلال وجود الكويت فى مجلس الأمن بعضوية غير دائمة لمدة عامين، وهى دولة عربية خليجية، وتتذمر من تدخل إيران فى الشأن الكويتى والخليجى بشكل عام، خاصة أن المنطقة ستشهد تصعيد المواجهة مع الإيرانيين خلال الفترة المقبلة.
فى السياق ذاته، أكد رئيس جمعية «الحقوقيون» البحرينية، المستشار عبدالجبار الطيب، أن الدستور الإيرانى هيأ كل الظروف المناسبة لتحقيق حلم الهيمنة والتوسع لنظام الملالى، من خلال مفهوم وتشريع إمامة «الولى الفقيه».
وأضاف «الطيب»: تتناول ديباجة الدستور الإيرانى تفصيلًا عما يطلق عليه الجيش العقائدى، وهو يختص بالعمل على بسط حاكمية القانون الإلهى فى العالم. وهو ما يدلل على أن له صلاحيات تتجاوز حدود الإقليم الإيرانى بما يخالف الأعراف الدولية والاتفاقيات والصكوك العالمية، وبما يعبث بمبادئ مهمة كحسن الجوار وتساوى الدول فى السيادة
من جهته، قال الدكتور خالد الرويحى، المدير التنفيذى لمركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة، إن الأسباب الخفية وراء تصاعد مستوى خطاب مؤسسات الحكم الإيرانية ضد مملكة البحرين وبعض دول مجلس التعاون، تبدأ من الاتفاق النووى بين ايران ومجموعة دول (٥+١)، وحسب التفاصيل المعلنة، فإن هذا الاتفاق لا يصب فى مصلحة النظام الإيرانى، بل يعتبر مخرجًا للأزمة التى أغرقت إيران نفسها فيه.
وأضاف «الرويحين» أن من تلك الأسباب أيضًا: فشل النظام الإيرانى فى تحقيق حلم الهيمنة الإقليمية عبر مشروع تصدير الثورة، والقيادة المتقنة والأداء العالى لقوات مجلس التعاون فى عملية «عاصفة الحزم»، ووصول النظام الإيرانى إلى منعطف تاريخى خطير وهو الاختيار الاستراتيجى.
وأشار إلى أن ايران تحولت من القوة الصلبة إلى القوة الناعمة، وذلك من خلال إنشاء المليشيات والجماعات والأحزاب المسلحة والمؤدلجة عقائديًا، والتى تعتبر المرشد الأعلى مرجعيتها الوحيدة، وكذلك استخدام ٧٥ قناة فضائية إيرانية منها، ٣٥ قناة ناطقة باللغة العربية، وتخصيص قنوات موجهة ضد الدول الخليجية، بالإضافة إلى إنتاج العشرات من الأفلام سنويا وإصدار المئات من الكتب والعشرات من الصحف