الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

"البوابة نيوز" في منزل بنت الطبقة الأرستقراطية.. مها أبوعوف: "بعت الورد في الفنادق والشغل مش عيب".. و"أنا صريحة جدًا لكن مش بجحة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فنانة مصرية أصيلة من طراز خاص، أثرت الساحة الفنية بالعديد من الأعمال، والتى تألقت فى تقمص شخصياتها على الشاشتين الكبيرة والصغيرة، على حد سواء. إنها الفنانة الكبيرة «مها أبوعوف»، والتى التقيناها فى منزلها فى حى الزمالك، وهى المرة الأولى التى تخصنا فيها بهذا اللقاء، لتفتح قلبها لـ«البوابة نيوز»، ونخوض معها حوارًا ثريًا وممتعًا.
وقمنا بالبحث والتنقيب داخل حياتها، بما تمثله من موسوعة ثقافية وسياسية، وأبحرنا بداخل بنت الطبقة الارستقراطية، للبحث عن «مها» الإنسانة التى لا يعرفها أحد، وتطرقنا معها للحديث فى مناطق حياتها الشائكة، لتعلن أشياء فى حياتها لأول مرة، وكانت معها هذه المعايشة: 
مسيرتها الفنية
تتمتع الفنانة الكبيرة مها أبوعوف، بقاعدة جماهيرية كبيرة، حيث إنها مستمرة مع كل الأجيال السابقة والحالية كفنانة ومبدعة، بالإضافة إلى تنوعها فى كل الشخصيات، التى قدمتها على مدى تاريخها الفنى الحافل والكبير، وجعلتها على القمة وسط نجوم مصر والوطن العربى.
وعن هذه الاستمرارية والتنوع فى مشوارها الفنى، تقول «مها»:
«أولًا، وقبل شىء، منذ أن بدأت العمل فى مجال الفن، وأنا كل هدفى تنويع اختياراتى للأدوار التى أجسدها، حيث إننى لا أضع نفسى فى قالب واحد، وأريد التغيير طوال الوقت، ولا أحصر نفسى فى شخصيات بعينها، وأرى أن الوصول إلى النجومية شىء سهل للغاية، أما المحافظة عليها والاستمرارية على النجاح فأمر صعب كثيرًا».
وتضيف: «صممت على ألا أسير على نمط واحد على مدى حياتى الفنية كلها، وهذا شىء مهم للغاية بالنسبة لى وسعيدة به، ويسعدنى أيضًا أن أقوم بتغيير جلدى، وأقدم شيئًا لجمهورى يكون غير متوقع».
وتكمل: «الاختيارات التى أقوم بها عليها عامل كبير للغاية، بداية من الدور، والمخرج الذى يستطيع إخراجى بأفضل صورة ممكنة ومختلفة، وأيضًا اختيارى للمنتج، فكل هؤلاء الأشخاص عليهم عامل كبير فى نجاحى، ولست أنا بمفردى، وهناك أشياء فعلتها، ولكن ليس عن قصد وترتيب منى، وإنما لأنها نابعة من تركيبة شخصيتى وطبيعتى الخاصة، بالإضافة إلى قوة ملاحظتى والأشياء التى اكتسبتها على مدار حياتى، وتعلمتها طوال مشوارى الفنى، فتركت أثرًا جيدًا داخلى، وأيضًا القبول الخاص بى، بالإضافة إلى محبة الناس التى لا تعوض بكنوز، وهذا سر استمراريتى حتى هذه اللحظة، حيث إن حب الجمهور لى ليس لأحد دخل فيه، فهذا شىء إلهي».
رؤساء مصر
عاصرت مها أبوعوف عددًا من رؤساء مصر، وسألناها عنهم وعن رأيها فيهم فأجابت:
«أرى أن كل رئيس أتى إلى مصر قام بعمل مميزات لها، وأيضًا كان له سلبياته وأخطاؤه، ففى عصر جمال عبدالناصر كنت صغيرة، أما السادات فكان عصره جيد للغاية، أما عصر مبارك فأنا أحبه، وكنت معه ومن المحال أن نستطيع إنكار إنجازات ٣٠ سنة فى عهده، فهو رئيس جيد للغاية، أما نظامه فكان عليه بعض الأخطاء».
وتضيف: «فترة حكم الإخوان المتأسلمين، أسوأ فترة عاشتها مصر، أما عصر السيسى، فأنا أحب هذا الرجل، حيث أراه أكثر شخص أحب مصر حبًا حقيقيًا، وأراه مخلصًا للغاية، فهو رجل الإنجازات والأفعال قبل الكلام، ويراعى ربنا جدًا فى الشعب المصرى، ويحترم عقلية المواطن، ولا ينتظر أحد يقوم بالتطبيل له، وأكثر شىء يعصبنى ويغضبنى عندما أرى أحدًا ضده».
صورتنا أفضل بعد ٣٠ يونيو
والدي صعيدى وأمى سورية
مها أبوعوف غنية عن التعريف، بتاريخها الفنى الحافل والكبير، ولكنها كإنسانة لا نعرفها جيدًا، فكثيرون يرونها أيقونة مغلقة، فاقتربنا منها أكثر لنعرفها من الداخل ومن هى، لتقول ضاحكة:
«أنا والدى صعيدى الأصل، ووالدتى سورية، وأنا خريجة الجامعة الأمريكية، وأمى رحمة الله عليها من أكثر الأشخاص، الذين أثروا على فى حياتى، وعلمتنى القوة، وأن أكون حنونة فى ذات الوقت».
وتضيف: «كان لأمى دور كبير مع أشقائى الخمسة، أما أبى فقد رسخ فينا القيم والمبادئ، وشقيقى الفنان عزت أبوعوف، له فضل كبير على وأخذ بيدى وأرانى الحياة على حقيقتها، وعلمنى كيفية تعاملى مع الناس، بالإضافة إلى أن مشوارى الفنى كله كان معه».
و«برغم أننى من طبقة ارستقراطية، فإننى قمت ببيع الزهور داخل إحدى الفنادق، وبالنسبة لى أعتبر أى عمل ليس عيبًا، وكانت لدىَّ غاية فى ذلك، وهى أن أكون ملزمة بذاتى منذ كان عمرى ١٤ عامًا، ولا أذهب لأى أحد من عائلتى، وأقول له أعطينى مصروفًا، وكنت أريد أن أحقق مالًا خاصًا بى، وطوال حياتى تربيت على قيم ومبادئ، ولم أتنازل أبدًا عن مبادئي».
وتقول «مها»: «هناك قناعات تغيرت بسبب عملى فى مجال الفن، لأن مهنتنا مع مرور الأيام والسنين تجعلنا نعرف الجيد والسيئ، ورغم هذا العمر الذى أعيش فيه أقع فى مصائب سوداء، ولكننى أعتبرها أقل من ذى قبل، وهذا ناتج عن طيبة قلبى، وإننى أصدق أى شخص بسهولة، بالإضافة إلى أهم سبب، وهو خجلي».
وتكمل: «أنا إنسانة طبيعية وبسيطة للغاية، وأعشق كل الناس، وأحب طوال الوقت أن أتعرف على شخصيات جديدة فى حياتى، وأعطى كل ثقتى إلى الأشخاص الذين أعرفهم، إلى أن يثبت العكس، ولم أتوجس بأى أحد شر، فأنا من مواليد برج القوس، وأيضًا صريحة جدًا وصراحتى هذه أوقعتنى فى مشاكل كبيرة مع من حولي».
أفضل الصمت كثيرًا
عندما تطل مها أبوعوف على شاشة التليفزيون، تتحدث بكل جرأة، وهذا ما دفعنا لسؤالها عن شخصيتها فى الحقيقة، فأجابت: «بالنسبة لى أرى أن لكل مقام مقالًا، فمثلًا عندما أتحدث مع مذيعة فى التليفزيون وأجلس أمامها، ردى يكون فى إطار الحديث التليفزيونى أو الصحفى، وإذا كنت أتحدث بين أهلى وأصدقائى المقربين لى، فأصبح على طبيعتى، وأصبح أكثر جرأة، وأحيانًا مع المقربين لى أرفض الإجابة عنهم، وأتحفظ فى كلامى أيضًا». وتضيف: «فى كثير من الأوقات ينتابنى شعور غريب مع بعض الأشخاص، حيث إننى يقف ذهنى عن التفكير مع الذى لا يتقبل الرأى الآخر، لأنه فى الغالب رده يكون مزعجًا للغاية، ويقوم بتصدير طاقة سلبية لى، وفى هذه اللحظة أشعر باختناق شديد لأننى أشعر بأننى أمام شخص أحمق للغاية، وأنا لدىَّ مبدأ أسير عليه هو أن الإنسان الذى يتحدث كثيرًا يخطئ كثيرًا، وبالنسبة لى أفضل الصمت والاستماع فى أغلب الأوقات خاصة الآن فأصبح معظم البشر لا يتقبلون الرأى الآخر فلذلك لا أجادل أو أناقش.
عاشت الفنانة مها أبوعوف فترات فى أمريكا، وتسافر كل عام إلى هناك، وعلى احتكاك دائم بالشعب الأمريكى، ومجتمعه، وهذا ما دفعنا لسؤالها عن نظرة المجتمع الأمريكى للمشهد السياسى الحالى فى مصر، فأجابت:
«بعد ثورة ٣٠ يونيو، أصبحت صورتنا أفضل بكثير، فالشعب الأمريكى بعد ذلك اليوم، وهو متعاطف للغاية مع الشعب المصرى، ويقول: إن ما حدث فى مصر ثورة وإرادة شعب حر، وليس انقلابًا، ويرون أن الرئيس السيسى قائد عظيم، وقد أعجبهم فيه إخلاصه وحبه لوطنه، كما أن الأمر المثير للدهشة هو أننى عندما كنت فى أمريكا، كنت أرى المواطنين هناك يرفعون صورًا للسيسى آنذاك، فرحًا بإزاحته حكم تلك الجماعة الإرهابية، التى سبق وأن عانى الشعب الأمريكى من إرهابها».
عمر خورشيد
أقدس الحياة الأسرية
وسألناها ما أكبر مشكلة أوقعتك صراحتك فيها؟ فأجابت دون تردد: «صراحتى أوقعتنى فى مشاكل خاصة للغاية، وأريد أن أوضح شيئًا، أنا لست صريحة لدرجة البجاحة، ولكننى صريحة بأدب، وإذا قمت بجرح أحد، أندم ندمًا شديدًا على ذلك، وهناك شخص فى الوسط الفنى، لا أريد ذكر اسمه، قمت بجرحه، وندمت أننى جرحته بالكلام، ولكننى لم أندم على خسارته من حياتي».
وتضيف: «أما عن حياتى بعيدًا عن الفن، فأنا شخصية بيتوتية للغاية، لأننى أحب الحياة الأسرية وأحب أن أستمتع بحياتى جدًا، وأن أخرج لزيارة ومقابلة أصدقائى وأخواتى، وأن أعيش حياتى طبيعية مثل أى إنسان، لأننى بعيدة كل البعد عن النجومية، والشعور بها، فأنا أحب أن أشعر بحب الناس، دون أى حواجز وطوال حياتى لم أتعرض للابتزاز أبدًا، ولا أسمح بذلك.
لحظات صعبة 
مرت الفنانة مها أبوعوف بالعديد من الأزمات فى حياتها، وهذا ما دفعنا لسؤالها عن فترات اليأس والإحباط التى عاشتها فى حياتها، وهل تعرضت للطعن والخيانة من أشخاص قريبون منها؟ فأجابت:
«بالفعل تعرضت للطعن من أشخاص كانوا قريبين منى للغاية، أما الآن فدائرة أصدقائى اصبحت صغيرة للغاية، وبعد تجارب كثيرة مررت بها أصبحت لا أعطى سرى لأحد». وتكمل: «مررت بفترات إحباط فى حياتى، وأيضًا تجارب قاسية، لكن الحمدلله، أجد الله بجانبى ولا يتركنى أبدًا، لأننى دائمًا عندما أمر بمحنة ما، أسأل نفسى، هل لم أعش بتلك المحنة سابقًا؟ وكنت أردد آنذاك فى كل مرة هل هذه المشكلة سوف تهدمنى، وتكون هذه نهايتي؟ ولكن بفضل الله أجد كل شىء على ما يُرام، وأنا دائمًا أعتمد على الله فى كل شىء». «أما أصعب لحظاتى، فهى فقدانى لوالدتى ووالدى، وأيضًا رحيل ابن أختى، وهو شاب عنده ٢١ عامًا، وأيضًا رحيل عمر خورشيد كان من أكبر صدمات حياتي».
أخطاء مها أبوعوف
لكل شخص منا أخطاء فى حياته، منها ما تمحى من ذاكرته بسهولة، والبعض الآخر تظل أخطاؤه أمام عينه طيلة حياته، وهذا ما دفعنا للسؤال عن أخطاء مها أبوعوف فى حياتها، فأجابت: «بالطبع أخطأت فى حياتي، ولكننى لا أقف عندها، لأن كلمة ندم لا توجد فى قاموسى، ولدىَّ اقتناع بأننى لو ظللت نادمة على شىء، فلن أعرف كيف أنظر إلى الأمام، وأسير على مقولة علمها لى والدى، وهي: «اللى فات مات»، وكان يقول لي: «انظرى دائمًا إلى الأمام».
الأم والزوجة 
تزوجت الفنانة مها أبوعوف أكثر من مرة، وهذا ما دفعنا للسؤال عن حياتها الأسرية وأبنائها، وهل هى أم ديكتاتورة أم ديمقراطية؟ فأجابت بابتسامة رقيقة:
«تزوجت من قبل من الفنان الراحل عمر خورشيد، وتوفاه الله، ولم أنجب منه، ثم تزوجت بعده من رجل خارج الوسط الفنى، وأنجبت منه ابنى «شريف»، وهو نعمة كبيرة من عند الله، وتخرج مؤخرًا فى كلية الإعلام، وأدعو الله أن يحفظه لى، وبالطبع أنا أم ديمقراطية معه، فأنا ضد الدكتاتورية فى أى شىء».
وسألتها هل لـ«شريف» ابنك أى ميول فنية تعملين على دعمها.. فأجابت:
«بالفعل، هو موهوب بالفطرة، لذلك هو درس الإخراج، وبالنسبة لى أتنبأ له بأنه سوف يكون مخرجًا ماهرًا، ولن أتحكم فى مستقبله أبدًا، بل أشجعه وأقف بجانبه، وفى النهاية ربنا يوفقه فيما يحبه ويختاره».