رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

مؤامرة "داعش" و"الحوثيين" لتقسيم اليمن

اليمن
اليمن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التطورات الأخيرة في عدن تدعم فرضية وجود تواطؤ بين الحوثيين وداعش، لأن الإرهاب، لا دين له، ولا مذهب
إيران وميليشيا الحوثى يخططان لتكرار سيناريو العراق 
المحلل اليمني رشاد الشرعبي: داعش هو مولود إرهابى جديد يستخدمه الحوثى حليفا لاستعطاف الولايات المتحدة والغرب
سعيد اللاندوى: احتمال اتفاق «أبناء البغدادى» والقاعدة للسيطرة على البلاد
هشام النجار: خلاف بين التنظيمين، لكنه لن يصل إلى الحرب 

لم تكد تمر أيام على الاتفاق، الذى توسط فيه التحالف العربي، لوقف الاشتباكات الدامية بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالى بمدينة عدن، فى جنوب اليمن، إلا ووقعت تفجيرات جديدة تبناها تنظيم «داعش»، ما فسره البعض بأن هناك مؤامرة معدة سلفًا لإشعال الأوضاع هناك، لتخفيف الضغط عن الانقلابيين الحوثيين فى شمال البلاد.
ويدعم فرضية المؤامرة، أن الاتفاق، الذى توسطت فيه السعودية والإمارات، كان نجح فى إقناع الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي، بترك الخلافات جانبا، والتفرغ للحرب ضد الانقلابيين الحوثيين، المدعومين من إيران.
ورغم أن داعش تبنى فى السابق عدة هجمات فى عدن، إلا أن التفجيرين الانتحاريين اللذين وقعا فى ٢٤ فبراير، استهدفا معسكرا لمكافحة الإرهاب، فى حى جولدمور بمديرية التواهي، تابعًا لقوات الحزام الأمني، الموالية للمجلس الانتقالي.
ولم يقف الأمر عند ما سبق، إذ جاء التفجيران بعد ساعات من التقاء فريق المبعوث الأممى الجديد إلى اليمن، مارتن جريفيث، مع أعضاء من «المجلس الانتقالي»، الساعى لانفصال الجنوب، للبحث عن حل يحفظ وحدة اليمن، ويعيد الاستقرار إليه.
ونظرا لأن من مصلحة الحوثيين إشعال الأوضاع فى عدن لإرباك جهود التحالف العربى لدعم الشرعية، ووقف تقدمه باتجاه معاقل الانقلابيين فى الشمال، ثارت شكوك حول تورطهم فى تفجيرى معسكر مكافحة الإرهاب التابع لقوات الحزام الأمني، بشكل أو بآخر. 
ورغم أن الحوثيين يزعمون أنهم مستهدفون من «داعش»، فإن أصابع الاتهام توجه لهم بتوظيف هذا التنظيم، للاستمرار فى انقلابهم، وبالإضافة إلى أن إيران، الداعم الأساسى لهم غير بعيدة عن المؤامرة، التى تستهدف إشعال جنوب اليمن، خاصة أنها تواجه أزمات داخلية وضغوطا خارجية، ولذا تسعى بقوة لخلط الأوراق فى المنطقة، وتحديدا فى اليمن، بعد تنفيذ مخططاتها الهدامة فى سوريا والعراق.
الحوثيون وداعش 
ويبدو أن إيران والحوثيين يخططان لتكرار سيناريو العراق فى جنوب اليمن، عندما سيطر «داعش» على المناطق السنية العراقية، وتدخلت ميليشيات الحشد الشعبى الشيعية، المدعومة إيرانيًا، بزعم محاولة تحريرها، بجانب تعاون واشنطن مع هذه الميليشيات، فى إطار ما سمته الحرب على «داعش»، رغم أنها تناصب طهران العداء علنا.
بالإضافة إلى أن ما يحدث فى اليمن، غير بعيد عن مخطط الفوضى الخلاقة، الذى يستهدف تمزيق الدول العربية، الواحدة تلو الأخرى، وتعديل خارطة الشرق الأوسط، لصالح إسرائيل وإيران وأمريكا، والتى يتردد أنها تخترق التنظيمات الإرهابية عبر أدواتها الاستخباراتية، للحفاظ على مصالحها فى الشرق الأوسط، وتحقيق أطماعها التوسعية.
تفجير معسكر مكافحة الإرهاب
ولعل استعراض التطورات الأخيرة فى عدن يدعم أيضا فرضية وجود تواطؤ بين الحوثيين وداعش، لأن الإرهاب، لا دين له، ولا مذهب، ولذا يوظف الحوثيون فيما يبدو ورقة الإرهاب، للاستمرار فى انقلابهم. 
ففى ٢٤ فبراير، قتل وأصيب العشرات من العناصر الموالية للمجلس الانتقالي، عندما انفجرت سيارتان مفخختان أمام بوابة معسكر مكافحة الإرهاب التابع لقوات الحزام الأمني. وحسب مصدر أمنى فى عدن، فإن «انتحاريا هاجم بسيارة مفخخة بوابة مقر جهاز مكافحة الإرهاب فى حى جولدمور، أعقبه اقتحام سيارة أخرى يقودها انتحارى البوابة، لتنفجر داخل المقر».
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية حينها عن المصدر ذاته، قوله: «إن الهجوم المزدوج خلف قتلى وجرحى، وإن سيارات إسعاف شوهدت تنقل الضحايا»، مشيرًا إلى أن إطلاق نار كثيف أعقب الهجوم، فيما يبدو أن مجموعة مسلحة تابعة للمهاجمين اشتبكت مع حراسة المقر الأمني.
وتبنى «داعش» على الفور مسئولية التفجيرين الانتحاريين، وقالت وكالة «أعماق» للأنباء التابعة للتنظيم، إن «العمليتين أسفرتا عن عشرات القتلى والجرحى فى صفوف عناصر مكافحة الإرهاب، فيما أعلنت مصادر مطلعة فى عدن أن الحصيلة النهائية للتفجيرين بلغت ١٤ قتيلا و٤٠ جريحا».
وقائع خطيرة 
وأثار توقيت التفجيرين التساؤلات، لأنهما جاءا بعد فترة من الهدوء فى عدن، على إثر الاشتباكات الدامية، التى اندلعت فى أواخر يناير الماضي، واستمرت حوالى أسبوعا، بين المجلس الانتقالى الجنوبى والحكومة الشرعية، ما أسفر حينها عن مقتل ٣٨ شخصا وإصابة أكثر من ٢٢٠ آخرين.
وتفجرت الاشتباكات، على إثر محاولة انفصاليين موالين للمجلس الانتقالى إقامة اعتصام وسط عدن، للمطالبة بإسقاط الحكومة، احتجاجا على الأوضاع المعيشية، وهو ما تصدت له قوات الحكومة الشرعية. 
ورغم أن هناك توترا مستمرا بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي، فإن الاشتباكات السابقة، كانت الأخطر من نوعها، لأنها جاءت فى ذروة نجاحات عسكرية يحققها التحالف العربى ضد الحوثيين فى معاقلهم بالشمال.
إضافة إلى أن التفجيرات، التى هزت عدن، منذ تحريرها من قبضة الحوثيين فى ٢٠١٥، يرجح أيضا أن هذه الجماعة الانقلابية هى المستفيد الأول مما يحدث هناك، وأنها هى من يوفر الغطاء لانتشار داعش فى جنوب اليمن.
اغتيال محافظ عدن
ففى ٦ ديسمبر ٢٠١٥، تبنى «داعش» اغتيال محافظ عدن السابق جعفر محمد سعد، بعد شهرين فقط من تعيينه فى منصبه، بتفجير سيارة مفخخة استهدفت موكبه أثناء مروره بمنطقة التواهى غربى عدن، ما أدى إلى مقتل ٨ من مرافقيه أيضا.
وذكرت «رويترز» حينها، أن اغتيال المحافظ يصب بشكل كبير فى مصلحة جماعة الحوثي، ويشكل استهدافا غير مباشر لقوات التحالف العربي، التى ساهمت بشكل أساسى فى تحرير المدينة.
مبنى إدارة المنشآت
وفى ١٤ نوفمبر ٢٠١٧، استهدف انفجار عنيف مبنى إدارة المنشآت، فى منطقة حى عبدالعزيز بمديرية المنصورة بعدن، ما أدى إلى مقتل ٦ أشخاص على الأقل، وإصابة أكثر من ٢٥ آخرين.
ونقل موقع «حضرموت نت» حينها، عن شهود عيان من أبناء حى عبدالعزيز الواقع بمديرية المنصورة، أن انفجارا كبيرا هز مقر عمليات حماية المنشآت التابع لقوات الحزام الأمنى فى الحي، مخلفا عددا من القتلى والجرحى، ودمارا كبيرا بالمبنى والمنازل المجاورة.
ومن جهته، نقل موقع «المشهد اليمني» حينها عن مصدر محلى فى مديرية المنصورة، أن الانفجار استهدف قيادات سلفية تقوم بمهام التنسيق مع قوات التحالف العربى وجبهات القتال فى محافظات لحج وتعز وأبين.
وحسب المصدر ذاته، فإن قيادات سلفية كانت مجتمعة بعد صلاة الفجر فى أحد مقار الأمن فى مديرية المنصورة، بغرض التشاور والتنسيق مع قوات التحالف العربى لمتابعة سير العمليات العسكرية فى جبهات القتال فى منطقة كرش والشريجة بين محافظتى تعز ولحج، وكذلك منطقة ثرة بين محافظتى أبين والبيضاء.
وأوضح المصدر أيضا، أن «تلك القيادات السلفية عادة ما تجتمع بعد صلاة الفجر بشكل شبه أسبوعى فى المديرية»، مضيفا أن «غالبية القتلى كانوا من الحراسات الأمنية للمقر».
إدارة البحث الجنائي
وجاء الانفجار السابق بعد ٩ أيام من تفجير سيارة مفخخة واقتحام عدد من الانتحاريين فى ٥ نوفمبر لمبنى إدارة البحث الجنائى بمديرية خورمكسر فى عدن، والذى خلف العشرات بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى مقتل أكثر من ١٢ مهاجما.
وأعلن جهاز الأمن فى مدينة عدن حينها عن انتهاء عملية السيطرة على مبنى البحث الجنائى بمديرية خور مكسر بمقتل غالبية إرهابيى «داعش»، الذين اقتحموا المبنى وتحصنوا فيه وأخذوا رهائن.
وقال الناطق الرسمى باسم إدارة أمن عدن، النقيب عبدالرحمن النقيب، حينها إن حصيلة ضحايا العملية من رجال الأمن بلغت ١٧ قتيلا و٢٧ جريحا، بينهم مدير مكتب البحث ومسئولة العمليات بالبحث وضابط برتبة عقيد، فيما أفادت تقارير إعلامية محلية بأن الإرهابيين أطلقوا ٦ قذائف آر بى جى، وعددا من الصواريخ خلال الهجوم، فيما فجر اثنان منهم نفسيهما أثناء عملية اقتحام مبنى البحث الجنائي، ما أدى إلى ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم، الذى تبناه «داعش».
وأصدر الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى حينها، بيانا أشاد فيه بالجهود «الحثيثة والشجاعة التى تحلت بها قوات الأمن فى إحباط المخطط الإرهابى الذى أرادت من خلاله العناصر الإرهابية ومن يمولها ويواليها تعكير صفو الأمن والاستقرار للعاصمة المؤقتة عدن ومختلف المحافظات المحررة، خدمة لأهداف الميليشيا الانقلابية».
وقد أخذت حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، من مدينة عدن الساحلية مقرا لها منذ سيطرة جماعة الحوثى «أنصار الله»، على العاصمة صنعاء عام ٢٠١٥.
وشهدت عدن العديد من العمليات الانتحارية والتفجيرات، وكذلك اغتيالات عادة ما تستهدف قيادات أمنية، ما زاد الشكوك حول تورط «الحوثي»، رغم تبنى داعش لها.
ولاية صنعاء 
ولعل إلقاء نظرة على بدايات داعش فى اليمن، وتركيزه أولا على صنعاء وانطلاقه منها إلى محافظات الوسط والجنوب، يرجح أيضا أن هناك أيادى خفية تقف وراءه، خاصة أن نشأته جاءت بعد «الانقلاب الحوثي»، الذى بدأ فى ٢١ سبتمبر ٢٠١٤.
ففى ٢٤ إبريل ٢٠١٥، نشر فرع تنظيم «داعش» باليمن، مقطع فيديو تبلغ مدة عرضه تسع دقائق و٢٠ ثانية، أعلن فيه تأسيس «ولاية صنعاء» كأحدث الولايات التابعة له.
وسرعان ما زعمت جماعة الحوثى أن داعش استهدف مساجد شيعية فى صنعاء، رغم أن مساجد اليمن لجميع المذاهب، ورغم أن هذه التفجيرات وقعت قبل إعلان التنظيم عن تأسيس «ولاية صنعاء».
ففى ٢٠ مارس ٢٠١٥، ادعت جماعة الحوثى تفجير مسجدين تابعين لها بصنعاء، ما أسفر عن مقتل عدد من قياداتها، أبرزهم «المرتضى المحطوري»، و«محمد عبدالملك الشامي»، كما أعلنت الجماعة مسئولية التنظيم أيضا عن تفجير مسجد الهادى بصعدة فى الشهر ذاته، ما أدى إلى إصابة نحو ٢٥٠ شخصًا. 
وفى ٣٠ إبريل ٢٠١٥، نشر داعش تسجيلا مصورًا يظهر عملية قطع رءوس أربعة جنود يمنيين، وقتل ١١ جنديًّا آخرين بالرصاص فى محافظة شبوة جنوب شرقى البلاد، وترددت تقارير أيضا أن التنظيم أقام معسكرات تدريب لمقاتليه فى مناطق جبلية فى جنوب اليمن، فيما كشف بيان للتنظيم فى نوفمبر ٢٠١٥، أن من نفذوا العملية التى استهدفت معسكرًا للقوات الحكومية فى منطقة شبام حضرموت، تم تدريبهم فى معسكر تابع له بمنطقة يافع بمدينة لحج فى جنوب البلاد، وفى ٢٠١٦، نفذ داعش هجمات عدة فى البيضاء «وسط»، وحضرموت «جنوبا». كما رصد موقع (ارفع صوتك) اليمنى، حوالى ٢٠ عملية انتحارية نفذها داعش خلال النصف الأول من ٢٠١٧ فى جنوب ووسط البلاد.
خبراء: غياب سلطة الدولة يخدم الإرهابيين 
ويبدو أن الأسوأ ما زال ينتظر اليمن، إذ يتسابق كل من القاعدة وداعش للتمدد على حساب هذا البلد المنكوب، خاصة أن فرع القاعدة فى اليمن متغلغل بقوة هناك، وأصدر بيانا فى ٢٢ ديسمبر ٢٠١٦، وصف فيه «داعش» بـ«الجماعة المنحرفة».
ويستغل تنظيما «القاعدة» و«داعش» الفراغ السياسى والأمنى فى اليمن وغياب سلطة الدولة بسبب الانقلاب الحوثى لتعزيز نفوذهما، ويستثمر «القاعدة» فى انهيار «دولة داعش المزعومة»، ويحاول استمالة مقاتلى منافسه، بل وأطلق أيضا حملتين عبر منابره الإعلامية لتجنيد مقاتلى «داعش» فى اليمن وأفغانستان والعراق وسوريا.
ورغم أن داعش، لم ينجح فى تكرار ما فعله فى العراق وسوريا فى اليمن، إذ يعتمد على السيطرة على منطقة جغرافية معينة، وينطلق منها لتكريس نفوذه فى مناطق أخرى خارج سيطرته، فإنه أقام معسكرات تدريب لمقاتليه فى مناطق جبلية فى جنوب البلاد، كما أنه ينشط فى الدول، التى يحدث فيها انقسامات مذهبية وطائفية وسياسية، وهذا يحدث فى اليمن حاليا.
وقال المحلل السياسى اليمني، رشاد الشرعبي، إن «داعش هو مولود إرهابى جديد يستخدمه الحوثى حليفا لاستعطاف الولايات المتحدة والغرب، موضحا أنه ترددت أقاويل تفيد بأن قيادات أمنية حوثية سعت لتأسيس «داعش» فى اليمن، وقامت بطباعة شعارات التنظيم وأعلامه.
وأضاف الشرعبى فى تصريحات لموقع «الخليج أونلاين»، أن الانفجارات التى استهدفت مساجد يؤدى فيها اليمنيون الصلاة بمختلف مذاهبهم، والتلاعب بالقول إنها مساجد حوثية هو جزء من المسرحية؛ لأن اليمن لا يوجد فيه مساجد خاصة بأتباع كل مذهب، حتى فى صعدة معقل الحوثيين الشيعة.
ومن جانبها، قالت الكاتبة اليمنية وئام عبدالملك، إن إعلان داعش فى البداية عن تواجده فى صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بدا أنه لعبة إيرانية لإطالة عمر الحوثيين، وبتواطؤ أمريكى أيضا، مشيرة إلى أن هناك أطرافا داخل اليمن تستخدم ورقة «داعش» و«القاعدة» لتحقيق أجندتها، وضرب خصومها السياسيين.
وفى السياق ذاته، قال الباحث اليمنى فى شئون الجماعات الإسلامية، نبيل البكيري، إن هناك تسييسا كبيرا لملف الإرهاب فى اليمن فى إطار الصراع الدائر بين الشرعية و«الانقلاب»، مضيفا أن هناك اختراقا كبيرا للتنظيمات الإرهابية من قبل أجهزة مخابراتية عدة.
وبدوره، قال الدكتور عبدالملك عيسى، وهو أستاذ علم الاجتماع فى جامعة صنعاء، لموقع «ارفع صوتك»، إنه توجد فروع لتنظيم داعش فى اليمن، تحت يافطات عدة، قائلا إنهم ينتشرون فى الجنوب والشرق، تحديدا فى أبين وشبوة ولحج وعدن وحضرموت، محذرا من أن داعش قد يكون أكثر خطورة فى حال استمر الصراع القائم فى البلاد.
وإضافة إلى ما سبق، قال هشام النجار، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية بـ«الأهرام»، إنه من المحتمل أن يكون هناك اتفاق بين الحوثيين وداعش فى اليمن، فداعش يبحث عن مصادر دعم جديدة، بعد الخسارة التى لحقت به فى سوريا والعراق والانشقاقات داخل صفوفه، وانضمام بعض عناصره إلى القاعدة.
وأضاف «النجار» فى تصريحات لـ«البوابة نيوز»، أنه سيكون هناك خلاف دائما بين القاعدة وداعش، فى اليمن، لأن هذا البلد مركز للقاعدة منذ زمن بعيد، ولكن لن يصل الأمر إلى الحرب بينهما، لأن هدف التنظيمين واحد، وهو إقامة دولة إسلامية، حسب زعمهما. وأشار إلى ضرورة البحث عن مخرج للوضع الحرج فى اليمن، وإنقاذ الشعب اليمنى فى أسرع وقت، لتجنب الأخطاء، التى حدثت فى سوريا والعراق.
وبدوره، قال الدكتور سعيد اللاندوي، خبير العلاقات الدولية بـ«الأهرام»، إن داعش يحاول تكوين مراكز جديدة له ببلاد تعانى مشاكل داخلية من أجل السيطرة عليها بسهولة، بعد هزائمه فى سوريا والعراق، لذا بدأ فى استغلال مشاكل اليمن الداخلية.
وأضاف «اللاوندي» فى تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»، أن داعش اختار جنوب اليمن لاستهداف الشعب والحكومة فى وقت واحد، إلى جانب مساعدة الحوثيين فى السيطرة على أكبر عدد من المناطق الحيوية فى جنوب اليمن، وبالتالى القضاء على الحكومة الشرعية. وتابع «لن يحدث خلاف بين القاعدة وداعش فى اليمن، بل من الممكن أن يتفقا حتى يتمكنا من السيطرة عليه».
وبصفة عامة، فإن إيران وأمريكا وإسرائيل، أكبر المستفيدين من وجود تنظيمى «داعش» و«القاعدة» فى اليمن، فى إطار مخططاتهم لتمزيق الدول العربية، ومحاولة ابتزاز دول الخليج.