السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

عصام شرف.. أول رئيس وزراء عقب ثورة يناير

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عُرف بمواقفه الإنسانية تجاه الفقراء، تعجّ سيرته الذاتية بالمناصب الأكاديمية، والدرجات العلمية، وكان أول رئيس وزراء عقب ثورة 25 يناير، تولَّى المنصب في أوقات عصيبة، لكن هدوء ملامحه وحديثه وكفاءته في عمله وتاريخه الأكاديمي والبحثي، جعلته قادرًا على أن يقود تلك المرحلة لوقت معين.
إنه عصام عبدالعزيز شرف، أستاذ هندسة الطرق بجامعة القاهرة، ولد في مصر عام 1952، بدأ حياته العلمية من البكالوريوس في الهندسة من جامعة القاهرة، ثم درجتي الماجستير والدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية، حتى تولّيه مناصب الأستاذية الجامعية في عدد من الجامعات، سواء العربية أو الدولية، حتى عودته للأصل ''جامعة القاهرة''، لعدد آخر من المناصب كأمين مجلس قسم الأشغال العامة بكلية الهندسة جامعة القاهرة، ثم ممثل له ثم مستشار لتحرير مجلة نقابة المهندسين المصرية، وغيرها من المناصب كعضو لمجلس بحوث النقل المصري، وشعبة النقل الداخلي بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وغيرها إلى أن وصل لمنصب مستشار وزير النقل من 2000 لعام 2001، لذلك لم يكن بعيدًا عنه أن يحمل حقيبة النقل والمواصلات.
في عام 2004 كانت حقيبة النقل والمواصلات من نصيب الدكتور عصام شرف، حيث كلف الدكتور أحمد نظيف بتشكيل وزارة جديدة خلفًا للدكتور عاطف عبيد، لم يحتفظ بلقب وزير سوى ''17 شهرًا''، قدم خلالها استقالته من المنصب ثلاث مرات بسبب اعتراضه على سياسات النظام، لكن استقالته كانت تُرفض حتى تمت إقالته ليبدأ همس يتعالى حول العلاقة بين الإقالة وبين حادث عبارة السلام التي كان المتهم فيها صديقًا لأحد رموز النظام، وأن رفض شرف التدخل في سير التحقيقات كلفه الخروج من الوزارة بلا حتى كلمة شكر عن الفترة التي قضاها وزيرًا.
لم يكن تقديم شرف استقالته قبل قرار الإقالة هو الأخير، فقد تقدَّم باستقالته من منصبه كرئيس لإحدى اللجان بنقابة المهندسين مرتين بسبب الحراسة الحكومية المفروضة عليها لإبعاد الإخوان، ليؤكد ''أن ضميره لا يتماشى مع جهود التسويف للقضية''.
قد تكون هذه المواقف جعلت عصام شرف من الوجوه المغضوب عليها من قِبل النظام في نظر الشارع المصري، لتكتمل الصورة في ذهن المصريين مع قيام الثورة في يناير 2011، ويشارك شرف كمواطن مصري فيها، ليسقط النظام وترتفع أسهم شرف.
مواقفه المعادية مع نظام مبارك كانت هي نفسها الأسباب لاختيار شرف رئاسة الوزراء، خلفًا للفريق أحمد شفيق، ليرى المصريون في شرف أولى ثمار الثورة، وهي أنه أصبح لمصر رئيس وزراء ثوريًّا من التحرير، ظهر شرف بصورة قريبة من الشعب، بداية من زيارته للميدان قبل حتى حلف اليمين، لكن سرعان ما واجه شرف انتقادات، سواء حول أدائه السياسي، أو تعرضه لاتهامات من البعض- ومنهم النائب السابق طلعت السادات-بانحيازه لجماعة الإخوان المسلمين، وما هي سوى شهور لا تتخطى الثمانية حتى زادت الاحتجاجات ضد شرف وحكومته، وأصبح لا مفر من النهاية المحتومة بتقديم الاستقالة، وبالفعل قدّم استقالته ليأتي بعده الدكتور كمال الجنزوري.
أقل من عامين وتقدم شرف باستقالة أخرى، لكن هذه المرة في ظل حكم الإخوان المسلمين الذي حسب شرف عليه يومًا ما، حيث تقدم شرف باستقالته هو والفريق الاستشاري لمشروع تنمية إقليم قناة السويس، والسبب هو الاعتراض على أخذ المشروع منحنى غير المقرر له.