تشهد الأيام المقبلة تحالفًا روسيًا إيرانيًا، من أجل الوقوف في وجه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي يريد الإطاحة بالصفقة النووية الإيرانية نهائيا.
وأبرزت صحيفة "نيويوركر" الأمريكية، تقريرًا حول التحالف المحتمل عقده بين الدولتين خلال الفترة المقبلة.
وقالت الصحيفة، إن قرار إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بالطعن في الاتفاق النووي الإيراني يحمل مخاطر كبيرة وجيوستراتيجية واسعة، في الوقت الذي تحولت فيه العلاقة بين موسكو وطهران إلى شراكة استراتيجية متزايدة.
في الوقت نفسه، يسعى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين لجعل روسيا قوة عظمى مرة أخرى وهو يرى أن التعاون مع إيران واستغلالها في مصلحتها سيكون طريقًا للوصول لهذا الأمر.
ومنذ تولى ترامب منصبه، في عام 2017، شاركت موسكو وطهران روابط مشتركة على نحو متزايد في الوقت الذي تزايدت فيه التوترات مع واشنطن.
فى الشهر الماضي، اجتمع وزير الخارجية الأمريكى السابق جون كيرى بشكل خاص مع وزير الخارجية الايرانى جواد ظريف على هامش مؤتمر الأمن فى ميونيخ وهو تجمع عالمى للسياسة الخارجية.
وقد اجتمع الدبلوماسيان مرة واحدة علنا وفي كثير من الأحيان مع بعضهما البعض مع أي زعماء أجانب آخرين خلال العامين الماضيين من المفاوضات بشأن الاتفاق النووي الإيراني.
وحث كيري، الإيرانيين بهدوء على عدم التخلي عن هذه الصفقة او انتهاك بنودها- مهما فعلت إدارة ترامب.
وقال كيهان برزيجار، مدير معهد الدراسات الاستراتيجية في الشرق الأوسط في طهران، وزميل سابق في مركز بيلفر في جامعة هارفارد، في موسكو: "قبل عامين، كانت أمريكا هي التي تضع السياسات الإقليمية، حتى بالنسبة لإيران، ولكن الآن انتهى الأمر".
وأضاف، أن روسيا أصبح لها دور فعال في السياسات الإقليمية العالمية، مما وضعت أمريكا في حالة من الارتباك الإقليمي.
وتظهر العلاقات المتعمقة بين إيران وروسيا عندما توجه بوتين إلى طهران فى نوفمبر الماضي لإجراء محادثات مع المرشد الاعلى الإيراني على خامنئى والرئيس حسن روحانى.
ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن خامنئى قوله، "إن تعاوننا يمكن أن يعزل أمريكا"، فيما قال بوتين، إن التعاون الروسى الإيرانى المتنامي "مثمر جدا".
وقال علي فايز، وهو أمريكي إيراني يرأس السياسات الإيرانية في مجموعة الأزمات الدولية التي تتخذ من بروكسل مقرا لها، إن بوتين قال لخامنئي "لن أخونك".
وأضاف، أن رسالة بوتين إلى خامنئي كانت مبنية على الثقة الروسية في إيران، موضحًا أن تلك المقابلة كانت محورية فى تحالف متطور لم يحدث أبدا خلال العقود القليلة وسيكون له انعكاسات على الشرق الأوسط والعالم.
