السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

كامل الباشا: فيلم "القضية 23" دعوة للتسامح والمصارحة

كامل الباشا
كامل الباشا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اول فنان عربي يفوز بجائزة افضل ممثل بمهرجان فينيسيا السينمائي ..
كامل الباشا: 
الفن العربي تعامل بسذاجة مع القضية الفلسطينية

بطل "القضية 23": 
الحرب الأهلية في لبنان أثرت في تكوين شخصيتي
شخصية "ياسر سلامة" علمتني الكثير.. وهدفي الوصول لكل بيت عربي
زياد دويري مخرج مشاكس لا يخشى النقد أو المواجهة.. ويقدم سينما واقعية
جائزة أفضل ممثل بمهرجان فينيسيا السينمائي كانت مفاجأة كبرى لي
مرتبط بعقد مسرحي في فرنسا.. ولن أحضر حفل الأوسكار هذا العام

"القضية 23" هو الفيلم الذى يدخل به لبنان للمرة الأولى مسابقة أفضل فيلم أجنبى، ضمن جوائز الأوسكار، ويقوم ببطولته الفنان كامل الباشا، الذى ولد فى مدينة القدس الفلسطينية عام 1962.
الباشا شغف بالفن منذ صغره، ومثّل على خشبة المسرح للمرة الأولى وهو فى سن التاسعة، وحينما كبر حاول دراسة فن المسرح فى العراق، لكنه تعرض للاعتقال من قبل قوات الاحتلال الصهيونى، بعدها عاد لاستكمال دراسته ليحصل على شهادة التمثيل والإخراج من المعهد العالى للمسرح فى القدس.
ولينخرط بعدها فى العمل الفنى حيث أخرج 29 عملًا مسرحيا وكتب 17 أخرى، فضلًا عن ترجمته 9 أعمال، إضافة إلى ذلك، شارك فى بطولة 32 عملًا مسرحيًا، والعديد من المسلسلات التليفزيونية والأفلام السينمائية وتلك المسيرة توجها هذا العام، حينما شارك فى الفيلم اللبنانى "القضية 23" للمخرج زياد دويرى، ليحصد جائزة أفضل ممثل عنه من مهرجان فينيسيا السينمائى، ليصبح بذلك الفنان العربى الأول الذى يفوز بتلك الجائزة منذ بداية المهرجان عام 1932، عن تلك المسيرة الفنية الحافلة، كان لنا هذا الحوار مع الفنان كامل الباشا، وإلى نص الحوار..

■ بداية.. ماذا عن فيلم "القضية ٢٣" والشخصية التي جسدتها به؟
- رغم أننى فلسطينى ولد ويعيش حتى الآن فى فلسطين المحتلة، لا يمكننى ادعاء معايشة الحرب الأهلية فى لبنان، رغم متابعتى لأحداثها من خلال وسائل الإعلام المختلفة فى حينها، فإننى لا أستطيع إنكار أثرها فى تكوين شخصيتى، وما تكوّن لديّ من مواقف بعدها، تجاه أطراف الصراع على الساحة اللبنانية، سواء كانت مؤيدة أو معارضة لوجود منظمة التحرير الفلسطينية فى لبنان، كما لا يمكننى إنكار أن تلك الحرب الأهلية أضافت عناصر وأفرادًا إلى قوائم أعدائى الافتراضيين، فالحرب درس فى الكراهية من الصعب تجنبه، خصوصًا عندما يكون الصراع داخل العائلة الواحدة، ويمكننى القول إن شخصية "ياسر سلامة" فى فيلم "القضية رقم ٢٣" علمتنى الكثير سواء خلال دراستى للدور، أو اطلاعى على الكثير من الأفلام الوثائقية، فمنها تعلمت أن الكراهية هى أسهل الطرق للهروب من مواجهة الحقيقة، وأن مخزون الكراهية لدى الآخرين تجاهى ليس وليد رغبة بل نتاج ممارسات، وأن أفضل الطرق للتغلّب عليها، ما لم يكن صراعنا مع نقيض لنا، يكون بمواجهتها وطرحها بصراحة وصدق ووضوح، رحلتى مع الفيلم بدأت بكراهية يكتنفها الغموض، وانتهت بفهم لا يقترن بقبول تبريرات ما حدث فى الحرب، ولكنه يتفهّم أن تصرّف الآخر له ما يبرره من وجهة نظره على الأقل، وإن تجاوز عثرات الماضى، يقتضى العض على الجرح والنظر للمستقبل.

■ برأيك.. هل أخطأ زياد دويري بطرح القضية في التوقيت الحالي؟
- "لا وقت للوقت" كل وقت أو توقيت لطرح أى قضية تدعو للتسامح والمصارحة، وتفتح الأفق لمستقبل أفضل، هو توقيت مناسب، زياد دويري مخرج مشاكس يطرح ما يؤمن أنه صواب، ولا يخشى النقد أو المواجهة، وتهديد السلام العام موجود فى كل المنطقة العربية، ومنبعه ومصدره التطرّف وكراهية المختلف وتقديس الذات، واختفاء لغة الحوار لصالح لغة القتل المادى أو المعنوى للآخر، وسينما زياد بعمومها ترفض ذلك، وتطرح قضاياها بواقعية وصدق لا يجامل.
■ كيف شكل المسرح شخصيتك كممثل.. وإلى أى مدى أثر على أدائك سينمائيًا؟
- المسرح بيتى وحاضنتى التى علمتنى كل ما أعرفه، أحمل مخزونه فى كل ما أقدم سواءً على المسرح أو سواه، ولا أعرف حقيقة كيف تتكوّن الشخصية أثناء العمل، وأدرك أن كل ما اختزنه يساهم فى تشكيلها، والنبل الذى ظهر لدى شخصية "ياسر سلامة" بالفيلم نابع من رغبتى بتقديم شخصية الفلسطينى البعيد عن الشعارات وعن الصراخ وعن ادعاء البطولة، الفلسطينى الإنسان الذى يدافع عن حق غيره فى الحياة الكريمة ولا يستغل معاناته لتبرير موقفه من الآخرين.

■ كيف رأيت قرار بلدية "رام الله" بحظر عرض الفيلم؟
- قرار رئيس البلدية بإلغاء عرض الفيلم فى مهرجان "أيام رام الله السينمائية" هو قرار متسرع بنى على معلومات مشوشة، وجاء نتيجة ضغوطات من جهات لا علاقة لها بالثقافة أو السينما، وهو سابقة خطيرة لا يمكن السماح لها بالتكرار فى فلسطين المحتلة، وسأعمل جاهدًا على عرض الفيلم هناك، وأظن أن الحوار الدائر حول ذلك الآن سيساهم فى إنجاح العرض، وكما نجح الفيلم فى تونس ومصر وكشف بطلان ادعاءات مهاجمى زياد، كذلك سينجح فى فلسطين، والهجوم على زياد بسبب فيلمه السابق لا مبرر له سوى الرغبة الكامنة لدى مهاجميه فى الملاحقة الشخصية التى لا أظن أن أى عاقل يفهم مبرراتها، زياد مخرج عربى مبدع وجريء لا بد من تبنيه وكسبه لا مهاجمته وكسب عداوته، هذا من جانب، ومن جانب آخر أعتقد أن الكثيرين ممن يهاجمونه يستخدمونه منصة يقدمون فيها أنفسهم كمدافعين فاعلين عن فلسطين وقضيتها، وهم فى حقيقة الأمر لا يتقنون سوى الكلام، الذى لم ولن يخدم فلسطين، ولا أى شبر فى عالمنا العربى الجريح.
■ كيف ترى الحروب الأهلية في بعض بلادنا العربية.. هل تساهم في تعميق الخلاف والجروح بين الشعوب وبعضها في المستقبل مثلما تابعنا في الفيلم؟
- لا أوافق على توصيف الوضع العربى الآن على أنه يعيش حروبًا أهلية، أن ما نراه حرب إبادة للشعوب تنتقل من مكان إلى آخر، دون أن يكون لأحد قدرة على فهمها أو فهم مركباتها، لا تقنعنى نظرية المؤامرة الدولية وإن كان هناك ما يسوغها، وأرجو أن تنتهى هذه المأساة حتى نتمكن مستقبلًا من تجاوز آثارها، وإن كانت كما نرى كارثية على جميع المستويات.

■ هل يتعامل الفن العربي بأشكاله المختلفة مع القضية الفلسطينية بشكل صحيح؟
- الفن العربى عمومًا ساذج فى طرحه للقضية الفلسطينية، وكذا الفن الفلسطينى، يغلب عليه الشعارات والنبرة البطولية والنزعة للتقديس، ومقولة: "شرف الأمة العربية مرتبط بالقضية الفلسطينية» مقولة مضللة، تهدف إلى حرف البوصلة عن الموطن الحقيقى للشرف العربى الكامن فى حرية وكرامة الإنسان العربى، الذى لن تتحرر فلسطين، إلا بعد أن ينال هذا المواطن حقه من الحرية والكرامة فى وطنه".
■ كيف تشكلت نشأتك وسط الاحتلال والحروب لتنتج لنا هذا المبدع الراقي؟
- لا أومن بوجود علاقة بين الإبداع وبين المعاناة، أكثر الناس إبداعًا فى عصرنا يعيشون فى رفاهية لا نستطيع حتى أن نتخيلها، الإبداع ينتج عن الوعى والارتباط بروح الإنسان وهدف وجوده، وآمل أن أكون فنانًا راقيًا كما تقول، فالرقى كالإبداع انعكاس للوعى.
■ هل أثرت تجربة سجنك في تغيير أفكارك ورؤيتك للحياة أو نظرتك للفن؟
- السجن كلمة قاسية استبدلناها فى فلسطين بكلمة معتقل، ربما لربطها بالعقل، ففى المعتقل لديك كل الوقت لتكتشف عقلك، حاجتك له، إمكاناته، أفقه اللا محدود، يحبس الجسد فينطلق العقل، وتتبدل المشاعر، وتتضح الرؤيا، وينضج الوجدان وتزول الحدود، فالمعتقل مدرسة التصوف الوجدانى القسرى، وهو مدرسة للمعرفة والاكتشاف فى كل شيء.

■ كنت الفنان العربي الأول الذي يفوز بجائزة أفضل ممثل في مهرجان فينيسيا السينمائي.. كيف استقبلت ذلك؟
- فوزى بالجائزة كان مفاجأة كبرى لى، فهو كانت شيئًا خارج توقعاتى، ولم أتمالك نفسى حينما وصلنى خبر الفوز بالجائزة، حيث غمرتنى حالة من الفرحة والصدمة وضعتنى أمام سؤال محيّر: ماذا بعد.. إلى أين؟ الآن، وبعد مرور وقت طويل على تسلم الجائزة أصبحت أكثر قدرة على إدراك أهميتها كفلسطينى، أصبح محط الأنظار على مستوى العالم، وكعربى لا يرغب بالانتقال إلى العالمية قدر رغبته فى الوصول إلى كل بيت عربى وخدمة شعبه وأمته.
■ هل ستتمكن من حضور حفل الأوسكار هذا العام؟
- للأسف لا.. لأننى مرتبط بعقد عمل مسرحى فى فرنسا، حيث أشارك كممثل فى مسرحيتين باللغة العربية تجوبان فرنسا وسويسرا، الأولى مسرحية "أنتيجون" للكاتب الأغريقى سوفوكليس، والثانية "روز وياسمين" للكاتب والمخرج المصرى - الفرنسى عادل حكيم.
■ هل لديك مشاريع حالية أو مستقبلية في مصر؟
- حاليًا أنا فى مرحلة دراسة لمسلسل مصرى أظهر خلاله كضيف شرف، وسيتم الإعلان عن المشاركة بعد إتمام الاتفاق بإذن الله.