الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

«البيروقراطية» تمنع تعيين أئمة بالجيش الألمانى.. 1500 جندى مسلم فى صفوف «القوات المسلحة».. ودول أوروبية تستعين بجنود مسلمين

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دعا المجلس الأعلى للمسلمين إلى تعيين أئمة فى صفوف الجيش الألمانى لرعاية الجنود المسلمين، مشيرا إلى أنه من العار فى ألمانيا ألا يمكن تعيين رجال دين مسلمين داخل الجيش "نحن بأمس الحاجة إليهم".
وانتقد المجلس سياسة الحكومة الألمانية فى التعامل مع هذا الموقف، واصفا ذلك بأنها «تستند كل مرة على البيروقراطية كذريعة».



من جانبه صرح رئيس المجلس أيمن مزيك بأن الجيش هو «مرآة لمجتمعنا، وخطوة كذلك لها حمولة رمزية كبيرة على مستوى سياسة الاندماج».

كانت وزيرة الدفاع الحالية أرزولا فون دير لاين، أعلنت قبل سنوات، إطلاق دراسة؛ لتقييم الحاجة، وآليات تعيين أئمة فى صفوف الجيش الألماني، وحسب أرقام تقريبية يوجد نحو ١٥٠٠ جندى وجندية من المسلمين فى صفوف الجيش.
كما أبدت إعجابها الشديد بدور الجنود الألمان من ذوى الأصول العربية فى التعامل مع أزمة اللاجئين: «إننا نتعلم الآن فى ظل أزمة اللجوء مدى فائدة أن نكون مرآة للمجتمع، إننى أرى حاليا منهم جنودا شبابا يقومون، بإنجاز ممتاز كمترجمين؛ لأنهم يتقنون اللغة العربية بطلاقة، وهذا يظهر مدى جودة التنوع».
ويرى محللون أن هذه الفكرة ليست بالجديدة لدى وزارة الدفاع، ولكنها عادت بقوة مؤخرا، مع زيادة تدفق اللاجئين، ومع انخراط الجيش الألمانى فى عمليات خارج الحدود، وبالتحديد فى مناطق يقطنها مسلمون، فظهرت الحاجة لجنود يتقنون لغة، تلك المناطق الزيادة المتسارعة للجنود من أصول مسلمة ربما تكون الدافع الأساسى لمثل هذا التغيير.


وحسب الأرقام الرسمية فى عام ٢٠١١ رصد المركز المتخصص بالتاريخ والعلوم الاجتماعية العسكرية، ومقره مدينة «بوتسدام»، نسبة عدد الجنود من أصول مهاجرة، بحوالى ١٢ بالمئة من تعداد الجيش الألمانى، البالغ ١٧٧ ألف جندى تقريبا، ومن بين هؤلاء يوجد حوالى ١٦٠٠ جندى مسلم.
يذكر أنه فى الدول الأوروبية الأخرى، كفرنسا، وهولندا، والنرويج تمّ منذ سنوات الاستعانة، بأئمة لرعاية الجنود المسلمين، فيما يقتصر الأمر فى ألمانيا على مكتب مخصص لـ«الديانات الأخرى»، وإليه يلجأ جميع الجنود غير المسيحيين.
وتستند هذه الوظيفة الدينية، التى يمارسها قساوسة، وربما قريبا أئمة أيضا فى الجيش الألمانى إلى قاعدة قانونية واضحة وصريحة، تتمثل فى المادة الرابعة من القانون الأساسى «الدستور»، التى تعتبر أن الحرية الدينية، وحرية الاعتقاد هى حق لا يجوز المساس به.


وسبق أن صدرت فى عام ٢٠١١ دراسة هامة فى ٥٧ صفحة تحت عنوان: «مواطنون ألمان دينهم الإسلام فى الجيش الألماني»، وشددت الدراسة فى توصياتها على «ضرورة العمل؛ لتأمين كل السبل من أجل اندماج الجنود المسلمين فى محيطهم العسكري، ومكافحة التمييز والإقصاء ضدهم».
وحاليا تعتبر مؤسسة الجيش أحد الميادين المحبذة للعمل، بالنسبة للشباب من أصول مهاجرة الألمان من أصل تركى، فمثلا بدأوا يتجهون مؤخرا للعمل كجنود فى الجيش، وذلك لأسباب عدة، لعل من أهمها: «التدريب الجيد ومكان العمل المضمون، والراتب الجيد نسبيا».
ويرى خبراء أن نسبة الولادات فى صفوف الألمان من أصول مهاجرة أعلى بشكل واضح منها لدى الألمان «الأصليين»، وهذا العامل يساعد فى زيادة عدد أبناء المهاجرين فى الجيش بشكل أسرع.
وقد تبدو الأمور بسيطة الآن أمام تعيين الدفعة الأولى من الأئمة فى الجيش الألماني، وما على وزارة الدفاع سوى البحث عن الأئمة وتوظيفهم، غير أن هناك صعوبات عملية تعترض مسار ذلك، مثل البحث عن الجهة الممثلة للمسلمين فى ألمانيا، لأن المسلمين أنفسهم ممثلون فى ألمانيا، بأكثر من تجمع وجمعية.