الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ركاب قطار المناشي: "نفسنا الوزير يركب معانا".. والمصابون: الإسعاف وصلت بعد ساعة والأهالى نقلونا بـ«الكارو»

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«دماء وبكاء على القضبان».. ليلة حزينة عاشها أهالى البحيرة، بسبب تصادم قطارين بخط «إيتاى البارود- القاهرة» وسط فزع أهالى المنطقة الذين شاركوا فى إسعاف الضحايا.
شهامة الأهالى، كان لها الدور الأكبر فى إنقاذ مصابى الحادث الأليم، وبمجرد وقوع الحادث أسرع الأهالى لانتشال جثث الضحايا والمساعدة فى نقل المصابين للمستشفى لتلقى العلاج.
قالت أسماء، إحدى عضوات طاقم التمريض الذى تطوع للمساعدة: إن المستشفى استقبل عددا كبيرا من مصابى حادث قطار المناشى بالبحيرة، وأنهم أثناء جلوسهم بالكلية فى انتظار موعد محاضراتهم سمعوا دوى سيارات الإسعاف، وعلموا بأهمية الحادثة، فسارعوا إلى المستشفى لمساعدة الأطباء فى إنقاذ ضحايا قطار المناشى. ومن جانبه، روى إبراهيم محمد ونس، ٥٠ سنة، أحد مصابى الحادث، عن السبب وراء تصادم القطارين، أن القطار وقف مرتين بعد تحركه، ثم بدأ يزداد فى السرعة بطريقة جنونية والسيارات أمام التحويلة تهرب من أمامه، ثم فقدت الوعى، ولم أشعر سوى بالأهالى يحاولون مساعدتى ويقومونى بوضع على الأرض بعد التصادم.
قال أحمد عبدالحميد، أحد مصابى الحادث، ٤٠ عامًا: إن القطار وهو فى طريقه للمحطة انفصلت العربات الثلاث الأولى عن بقية القطار، فيما اصطدمت بقية العربات بقطار البضائع المتوقف على الرصيف الآخر، موضحًا أن تصادم القطارين وقع فى تمام الساعة ١٢ ظهرًا، مشيرًا إلى أن القطار كان يسير بسرعته الطبيعية.
واختتم حديثه برسالة للمسئولين قائلًا: «مفيش حد عبرنا، لا إسعاف ولا مسئولين، الفلاحين نقلوا المصابين للمستشفيات بالكارو وربع النقل».
وقال محمد أحمد بلال، ٤٧ سنة، أحد المصابين، إن مشهد تصادم القطارين ببعضهما الذى شاهده بعينيه، من أصعب المشاهد التى مرت عليه طوال حياته، حيث شعرت أن الموت حل بى وأن حياتى انتهت، ولم أتوقع أن أنجو من ذلك الحادث على الإطلاق.
وأشار إلى أنه قد شاهد بعينيه، فرق الإنقاذ وهى تبذل مجهودات كبيرة فى انتشال الجثث ومساعدة المصابين، حيث كانوا يحملون المصابين على أكتافهم إلى سيارات الإسعاف.
ويقول مصطفى عبدالعزيز، طالب بكلية الهندسة ومقيم بمدينة كوم حمادة، إن القطارات بخط المناشى غير آدمية، ومتهالكة سواء من المقاعد أو النوافذ المكسورة، هذا بالإضافة لحالة عربات القطارات نفسها لا تصلح نهائيا.
ودعا إبراهيم عبده، موظف بالبريد، وزير النقل المهندس هشام عرفات وزير النقل لركوب «قطار المناشي» مرة واحدة، ليتعرف على ما يعانيه المصريون داخله، قائلًا: «نفسى وزير النقل يركب معانا مرة، ويشوف اللى بيحصل لنا كل يوم».
وأكد محمد الحسينى أنه لو يملك وسيلة مواصلات أخرى تنقله كل يوم من البحيرة إلى القاهرة فسوف يتجه لها فورًا، قائلًا: «يا ريت فيه وسيلة مواصلات تانية، ويا ريت معايا فلوس أركب بها عربية كل يوم»، لافتًا إلى أن الركاب ليس لديهم مانع فى زيادة الأجرة مقابل انتظام القطارات وتحسين مستوى الخدمة.
وتابع عبدالمنعم أحمد خليل بدر، صاحب أرض زراعية بجوار شريط السكة الحديد، أن أبناء القرية يسقطون يوميا ضحايا القطارات بخط المناشي، مضيفا أن مستشفيات كوم حمادة ومركز بدر أقرب المستشفيات لقرية أبوالخاوى لا تعمل حيث إن سيارات الإسعاف وصلت لمكان الحادث بعد ساعة من وقوع ووفاة بعض الضحايا لعدم إسعافهم.
وأكد بدر، أن قطار المناشى هو وسيلة المواصلات الوحيدة لأبناء القرية، للوصول إلى مدينة كوم حمادة والمدن المجاورة، مشيرا إلى أن العام الماضى لقى ٣ أشقاء مصرعهم أسفل عجلات القطار أثناء مرورهم من على مزلقان محطة أبوالخاوى يستقلون دراجة بخارية.
من جهة أخرى، قررت النيابة العامة بإشراف المستشار أحمد حامد المحامى العام لنيابات شمال دمنهور التحفظ على عامل تحويلة السكة الحديد بمحطة أبوالخاوى بكوم حمادة وسائقى قطار البضايع ومساعدهما بعد حادث تصادم قطارى ركاب بالبحيرة.
كانت المباحث قد تمكنت من ضبط «محمد.ا.م.ا.ح» ٥٨ سنة عامل التحويلة، و«شريف.ا.ح.ص.ج»، مواليد ٤٥، سائق القطار، و«أحمد.ع.ا»، ٣٨ سنة، مساعد سائق القطار.
وتم تشكيل فريق من النيابة العامة برئاسة المستشارين هانى الحسينى رئيس النيابة الكلية، ومحمد الحسينى رئيس نيابة كوم حمادة، وأنس الصاوى مدير النيابة، بإشراف المستشار أحمد حامد المحامى العام لنيابات جنوب دمنهور، لمعاينة مكان الحادث وسؤال المصابين وشهود الواقعة.
وكما تجرى النيابة تحقيقات مكثفة مع السائق ومساعده وعامل التحويلة وسؤال المصابين فى الحادث والشهود.
وصرحت النيابة برئاسة المستشار أنس الصاوى مدير نيابة كوم حمادة، بدفن ٩ جثث، تم تعرف أهليتهم عليهم. كما تقرر إرسال عينات DNA للتعرف على أشلاء الجثث المجهولة.