معاقون على سلم مشاه عبود، خلفهم قصص وحكايات، التقينا «على» صاحب الـ٣٥ عامًا، فقال: «قاعد أبيع بنس بقالى ٢٣ سنة، باجى كل يوم على كرسى متحرك وبطلع سلم المشاة زحفا وبنزل بنفس الطريقة، ولو معملتش كده مش هعرف أعيش، أنا راجل عاجز ومعاش التضامن الاجتماعى مش بيكفى مصاريف المياه والغاز والنور.
وتابع علي: «من ساعة ما والدى ووالداتى ماتوا ومحدش بيفتكرنى غير ربنا، عندى ٥ أو ٦ إخوات من كتر ما هما ناسينى نسيت عددهم، عمرى ما فكرت أشحت بيطلع لى من بيع البنس ٢٥ أو ٣٠ جنيها كل يوم بفضل ربنا بيكفونى أكل وشرب، أصل الفول والطعمية أصحابى كل يوم بأكلهم قبل مشوارى ولما أقبض المعاش بجيب كيلو لحمة».
وأكمل الرجل البسيط: «كل معاشات الدولة زادت ما عدا معاش التضامن الاجتماعى، فاتورة الكهرباء وصلت ١٠٠ جنيه، وكيلو اللحمة بقى بـ١٥٠ جنيها والـ٢٣٢ جنيها معاش التضامن ثابتة من ٥ سنين».
وعقب انتهائنا من الحديث مع على، تحدثنا إلى نهى الجالسة على نفس كوبرى المشاة، وزعمت أنها تتسول لأنها أمية ومريضة، وقالت ابنة الـ٣٤ عامًا: «أول يوم النهارده أمد إيدى.. شكلى هيأس وأروح.. محدش إدانى جنيه، وطبعًا مضايقة إنى قاعدة على الكوبرى أطلب حسنة، لكن أنا مريضة وعاملة عملية فى جنبى، وحاولت أشتغل كتير وفشلت».
