الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أمهات ولكن.. نرصد ظاهرة التخلص من "ثمرة الخطيئة".. صندوق القمامة والشوارع "المأوى الأخير".. خبير نفسي: الثقافة المجتمعية الخاطئة هي السبب.. "حقوق الإنسان": يجب مواجهة الظاهرة بقانون صارم

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في الآونة الأخيرة، تلاحظ تجرد بعض الأمهات من مشاعر الإنسانية، إذ أقدموا من دون رحمة على التخلص من فلذات أكبادهن، أو تحديدا "ثمرة الخطيئة" ربما يكون ذلك خوفًا من الفضيحة مما يدفعها إلى القاء طفلها في صندوق قمامة أو بجوار مسجد أو مستشفى ليصبح مصيره الموت أو ضائعا في الشارع.

ففي واقعة أليمة عثر الأهالي على جثة لطفلة حديثة الولادة، وسط القمامة على الترعة الرئيسية بعزبة الحاج يوسف، دائرة مركز أولاد صقر، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 387/11 أحوال مركز شرطة أولاد صقر لسنة 2017، وكشفت تحقيقات النيابة أن الطفلة تعاني جرحا بالوجه، ويرجع ذلك الي إلقائها وسط القمامة والنفايات كما كشفت التحريات أيضا أنها حديثة الولادة ولا يزال بها الحبل السري، وقررت النيابة إرسال الجثة لمشرحة مستشفى الأحرار للتشريح، ولبيان سبب حدوث إصابتها قبل أو بعد وفاتها، وتحريات المباحث حول الواقعة.
وكثفت مباحث الجيزة تحرياتها لكشف غموض العثور على جثة طفل حديث الولادة ملقى بالشارع في محيط مستشفى إمبابة العام بالعجوزة وذلك في أواخر عام 2017، وفي النهاية تبين أن الطفل ملقى منذ أكثر من يوم وهو أمرا أثار استياء كبيرا بعد أن انتزعت الشفقة والرحمة من قلوب أهله.

وفي واقعة أخري مماثلة عثر عدد من الأهالي على طفل حديث الولادة، بأحد شوارع مدينة فاقوس، وتم تسلميه لقسم الشرطة، وتحرر محضر بالواقعة، للعرض على النيابة العامة.
كما تلقت مديرية أمن أسوان يوم الجمعة 26 يناير الماضي بلاغا بالعثور على جثة طفل حديث الولاد ملقى داخل أحد صناديق القمامة بمنطقة الصداقة الجديدة، وذلك بعد أن عثر عدد من أهالى المنطقة عليه، انتقلت نيابة أسوان، لمعاينة جثة الطفل، لفحصها والتصريح بدفنها، فى حين تكثف شرطة مباحث من قسم ثانى أسوان من جهودها، لتحديد هوية الطفل وملابسات الواقعة.

في هذا السياق قال الدكتور جمال فرويز الخبير النفسي إن ثقافة الناس هي الأساس في مثل هذه الحوادث الأليمة التي يتعرض لها الأطفال الملائكة لحظة دخولهم الدنيا، وأنه لايوجد انسان طبيعي يقوم بإلقاء ابنه في القمامة، فمن يقدم على هذه الجريمة قام بعمل فاحش، ويلجأ إلى التخلص من طفله لحظة ولادته، حتى لا يتحمل مسئولية رعايته أو تربيته، كما أنه يخشى الفضائح وكلام الناس مما يضطره لإلقاء هذا الطفل في الشارع، وغالبا ما يكون هذا السبب هو السبب الأساسي في التخلص من الطفل.


وأكمل "فرويز": "عدم الرغبة في تحمل المسئولية القانونية أو الاجتماعية هي من أكثر الأشياء وراء التخلص من الطفل، وبالنسبة لتجرد هذا الإنسان من مشاعر الرحمة أو الشفقة على الطفل من إلقائه في الشارع، فإن من يقوم بعمل هذه الفواحش يكون متجردا أصلا من هذه العوامل، وهناك مثل جيد لهذا الكلام وهو "فاقد الشيء لا يعطيه "فمفتقد الرحمة والشفقة لا يعطيهما لأحد".

وقال المستشار هيثم الجندي، رئيس لجنة الطفل بالمجلس القومي لحقوق الإنسان أن الأطفال الذين يتم القائهم في الشوارع من سن صغيرة يسمون بأطفال الشوارع في النهاية وسنهم يكون تحت 18 عامًا، وهم يعيشون بدون مأوي ويقضون ساعات طويلة من يومهم كله في الساحات العامة وينتشرون في مناطق كثيرة من مصر وهذا كله بسبب الثقافة الإجتماعية الخاطئة التي تتسبب بمثل هذه المشاكل، وتشكل حقوق الطفل الشغل الشاغل للعالم أجمع، ليس لكونه إنسان بالدرجه الاولي كغيره من الفئات العمريه بل أن له حقوق لكونه يقع في فئه عمريه يحتاج للعنايه والرعايه وتوفير كافه حقوقه له ومنع كل أشكال العنف والاستغلال عليه، ومن الأمور المشينة في المجتمع المصري وغيره أيضا أن يخطئ الرجل مع أي امرأة ومن ثم ينجب منها طفلا ويضطر في النهاية إلى أن يتجرد من مشاعره تماما ويلقي به في الشارع ليواجه الحياة الصعبة، كما يجب أن يكون القانون صارما جدا تجاه من يرتكبون مثل هذه الجرائم.