الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

خطة "إفشال" الدولة.. وهل تكفي هذه المواجهة؟!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ الثالث من يوليو 2013،  أى مايقرب من الـ 6 أشهر وخطة "إفشال" لدولة التى يمارسها (التنظيم الإرهابي لجماعة الإخوان) ماضية قدما فى طريقها، وممتد تنفيذها على أصعدة مختلفة.
وأنا هنا لن أتطرق لما يحدث فى سيناء من عمليات إرهابية وتفجيرات ومحاولات قتل لجنودنا هناك، وعلى صعيد آخر مايقابلها من محاولات لتصفية هذه البؤر الإرهابية والقبض على من يساعدونهم ويمدونهم بالأسلحة ومليارات الأموال والتدريبات وهى مجهودات منهكة لقواتنا المسلحة طيلة الوقت، لكن الأمر فيها متروك لقواتنا المسلحة وهى كفيلة بالتصدى لهذا ولدحره تماما.
لكنى هنا سوف أتوقف أمام مايحدث داخل محافظات مصر من شمالها إلى جنوبها من تخريب وتدمير وترويع، من تعطيل لمصالح الدولة ومصالح المواطنين وإغلاق طرق ومنع المرور والوقوف فى منتصف الشوارع لإرهاب صاحب أى سيارة يمر وضربه بـ(الشماريخ) التى تحملها الأخوات (الحرائر)، وإغلاق الجامعات وتدمير وتكسير مكاتب الأساتذة ومنعهم من دخول المحاضرات وسحل معيدة ونزع ملابسها وتصويرها عارية واضطرار عميدة لأن تهرب من مكتبها مرتدية نقابا قبل أن يفتكن بها فتيات مفترض أنهن طالبات لكن مايفعلنه يؤكد أنهن سليلات عالم (البلطجة)، وأنهن لم يمر عليهن مايسمي لا تربية ولا أدب. 
وأتوقف عند حرق الكنائس ودور العبادة وترويع المواطنين من أهل هذا البلد إلى درجة تركهم منازلهم، ونشر الكراهية بين أبناء البلد الواحد. 
أتوقف عند تفجيرات فى مناطق سكنية، وتفجيرات لمنشآت دولة ووسائل نقل وأقسام شرطة، وقتل وإصابة المئات من الأبرياء داخل مكاتبهم أثناء تأدية عملهم أو أثناء ممارستهم لشئونهم الحياتية آمنين مطمئنين ثم إذا بهم فجأة قتلى أو جرحى مصابون بعاهات مستديمة أو تطول. 
كل هذا وغيره الكثير من أعمال إرهاب وعنف وبلطجة لاتتوقف لا ليل ولا نهار طيلة مايقرب من الـ 6 أشهر فكيف تتعامل الدولة مع هذا؟ 
** للأسف الدولة تتعامل مع هذا بأسلوب لايتناسب أبدا مع حجم الإرهاب والعنف والبلطجة التى تمارسها هذه الجماعة الإرهابية.. الدولة تبدو فى تصديها كأنها لاتحركها كل هذه الدماء ولا كل هذه الخسائر التى تتكبدها الدولة نفسها. 
** الدولة تتعامل بضعف شديد تجاه مايحدث وضعفها أوصل الناس إلى حالة من الغضب التى تهدد بحدوث الأخطر.. والأخطر هو أن يقتنع الناس بأن الدولة لن تتصدى لهؤلاء الإرهابيين بالشكل القوى والرادع، وأن التصدى لن يكون إلا بتدخل الناس أنفسهم لهذه لصد هذه الجماعة الإرهابية.. وهنا نكون قد وصلنا إلى منطقة الخطر العظمى ويتحول الأمر إلى مايشبه الحرب الأهلية، وأقول مايشبه لأن هذه الجماعة الإرهابية كعدد لاتساوى شيئا أمام جموع المواطنين الآخرين المخلصين لوطنهم.. لكن التشابك وتصفية الحسابات والأخذ بالثأر والانتقام ممن يخرب ويفجر وممن يمول التخريب والتفجير سيكون فى نهاية الأمر خطرا على الوطن والمجتمع وعلى مواطنيه. 
** الدولة وبعد أعداد كبيرة من القتلى والمصابين، وبعد غلق جامعات لشهور، وبعد تفجيرات أمام مبان سكنية وتدمير لمحلات ومصادر رزق للناس.. ثم وبعد تفجير مديرية أمن الدقهلية البشع الذى روع الناس فى الساعات المتأخرة جدا من الليل، وبعد هلع الناس وغضب الناس وبكاء الناس إذا بالدولة ينطبق عليها المثل القائل: (تمخض الجبل فولد فأرا).. إذا بمستشار رئيس الوزراء يخرج ليلا متسللا معلنا عن انتظار صدور قرار من رئيس الوزراء باعتبار الجماعة تنظيما إرهابيا.. ورغم أن القرار جاء متأخرا لشهور إلا أن البعض من الناس أراحه التصريح (والبعض لا ومنهم أنا ولى أسبابي التى سوف أشرحها). 
أقول البعض فرح لكنها فرحة لم تتم.. فالسيد رئيس الوزراء وكأنه نهض من نومه صباحا ففاجأه هذا التصريح، فبسرعة قام بنفيه قائلا كلاما لاطعم له ولا لون!!.. متناسيا أن مصر تعيش حالة حرب وحالة الحرب تتطلب إجراءات استثنائية لاتحتمل هذه الحالة من التراخى والضعف التى يتسم بها أداء الحكومة الحالية بشكل يثير الذهول وأحيانا الريبة!.
وأعود لماذا لم أفرح مع الفرحين بما أعلن عنه مستشار رئيس الوزراء: 
هذا التصريح الذى أعلنه مستشار رئيس الوزراء وكذبه رئيس الوزراء لم يفرحنى لأنه تصريح لا قيمة له بشأن قرار لا قيمة له أيضا.. وكلنا نعرف والقانونيون تحديدا يعلمون – والسيد رئيس الجمهورية المؤقت رجل قانون قدير – ويعلم جيدا أن قرارا مثل هذا وحتى لايتم الطعن عليه إداريا، لايجب أن يصدر إلا عن رئيس الجمهورية نفسه، وهو فقط الذى يمتلك سلطة إعلانه بما يعرف بـ(مرسوم بقانون) لايمكن لكائن من كان أن يطعن عليه. 
وهنا أريد أن أسأل: لماذا لم يتم صدور هذا المرسوم بقانون منذ شهور؟.. رغم أننا سمعنا آنذاك بأن رئيس الجمهورية بصدد التوقيع على مرسوم بقانون باعتبار أن جماعة الإخوان "تنظيم إرهابي محظور"، ومجرم .. لكن هذا لم يحدث! ولا أدرى مدى صحة أن الدكتور البرادعى هو من (قاتل) قبل استقالته لمنع صدور هذا المرسوم بقانون؟.. ولا أدرى أيضا، ماهو دور الدكتور مصطفى حجازى فى تنفيذ ما أراده البرادعى وقاتل من أجل منعه؟!.. ولا أدرى لماذا لم يقم السيد رئيس الجمهورية المؤقت بإصدار المرسوم آنذاك والتوقيع عليه؟ وسمعنا أيضا، أنه كان قد تمت كتابته وينتظر توقيعه!. 
أيضا لماذا لم يصدره هو الآن وترك أمر إصداره إلى رئيس الوزراء، الذى اختار أن يتوارى عن الأنظار لحظة الإعلان عن صدور قراره أخيرا- باعتبار الجماعة تنظيما إرهابيا محظورا، وترك لنائبه وبعض الوزراء الظهور أمام الصحفيين والإعلان عن القرار واختفى هو وكأنه يريد أن يقول إنه غير مسئول عنه، أو أنه غاضب من صدوره.. والسؤال هنا: إذا كان الأمر كذلك لماذا لم يستقل رئيس الوزراء من منصبه واستمر فيه للآن؟
** أخيرا أيها السادة وهى ليست الأولى ولن تكون الأخيرة التى نصرخ وسوف نصرخ فيها قائلين: إن مصر تعيش حالة حرب مستعرة وشرسة.. وإن مصر تعيش خطرا هو الأعظم والأشد فى تاريخ مصر.. وإن مصر تواجه جماعة إرهابية خائنة متدنية الممارسات والوسائل.. وإن هذه الجماعة الإرهابية داخل مصر تمول بالمليارات من التنظيم العالمى الموجود فى كل مكان فى الخارج.. وإن الجماعة الإرهابية مدعمة برضاء أمريكى صهيونى معلن ومكشوف.. وإن الجماعة الإرهابية يخدم عليها طابور خامس أتخيله هو الأطول وهو الأشد خطورة والأعظم خسة بين الطوابير الخامسة فى العالم.. هذا الطابور مسيطر على إعلام مصر بصحافتها وقنواتها التلفزيونية، وهو متشعب بين مقدمى برامج ومعدى برامج وضيوف دائمين للبرامج.
وهذا الطابور الخامس مدفوع له ثمن كبير جدا مقدما من الأمريكان، ولذلك فهو لابد أن يقدم ما يتساوى مع ضخامة المدفوع.. وعليه فإن الشعب المصري الذى هو الضحية وهو المطلوب القضاء على وطنيته وعلى قدرته على التمييز والفرز الصحيح، أصبح حائرا مبلبلة أفكاره لا يعرف من هو الشريف ومن الخائن ومن يصدق ومن يكذب!.. وهذا هو المطلوب تماما.. أن تفقد مصر العنصر رقم واحد لديها، أن تفقد عنصرها الذى به يتحدد لمصر أن تكون دولة  أو لا تكون.. أن تفقد مصر عنصرها رقم واحد و هو شعب مصر نفسه. 
** ولكل ماسبق ولغيره الكثير.. فأنا أطالب الفريق أول عبد الفتاح السيسي ومن معه من الشرفاء المخلصين الحريصين على سلامة مصر والمضحين بأرواحهم فداء لمصر.. أطالبهم باعتبار أن مصر فى حالة حرب تتساوى تماما مع حالات الحرب العسكرية التقليدية (وفى نظرى هى أخطر).. وتتطلب قرارات استثنائية لاتحتمل النقاشات والجدل ولا الانتظار .. وبناء على هذا يتم تشكيل حكومة حرب يتولى الفريق أول عبد الفتاح السيسي رئاستها، ويستمر الوضع هكذا حتى تخرج مصر تماما سالمة آمنة من هذا الخطر الذى ليس بعده خطر. 
ما أقوله الآن هو ماتريده الغالبية العظمى من شعب مصر.. الغالبية التى ليس لها سوى مصر ولا بديل لديها عن مصر.. ما أقوله الآن هو رغبة وهو مطلب شعب مصر الذى يرى أمامه مصر تخرب وتدمر، ولاشيء ينتهى رغم أنه لابد أن ينتهى وفورا .
لاسبيل الآن، إلا القوة والحسم، و لا مجال الآن لأى تراخٍ أو ضعف أو مهادنة أو ملاينة .. مصر فى خطر عظيم. 
** فأرجوك ياسيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي تحرك بسرعة، بشكل مختلف.. وحقق رغبة ومطلب شعب مصر كما هو تحرك سريعا من قبل بالملايين ملبيا رغبتك ومطلبك.
أرجوك تحرك قبل فوات الأوان، وقبل أن نفقد الأوان وتفقد معه الثقة الشديدة والحب الكبير الذى منحك إياه شعب مصر بفضل من الله.
واللهم قد بلغت اللهم فاشهد.