السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

رسالة مهمة من كاتب سلفي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليست جماعة الإخوان وحدها التى تعانى ضعف الخيال والإبداع، لكن السلفيين أيضا يعانون المرض نفسه، وقد وصلتنى رسالة منذ فترة طويلة أرسلها داعية سلفى كاتب ومهتم بالبحث ومرتبط وتلميذ «أبى إسحاق الحويني»، صحيح فى كلامه ما يستحق التوقف والرد كمحاولته التفرقة بين السلفيين والخطاب السلفي.
يقول فى شهادته أو رسالته: هناك غياب شبه تام للخطاب الإبداعى فى الصف السلفى - رغم وجود طاقات هائلة بيننا، وأزعم أن الخطاب السلفى– وليس خطاب السلفيين– خطاب إبداعى بامتياز، والفكرة السلفية توفر لمعتنقيها مناخًا من الاستقرار النفسى.. فأنا كتبت الشعر منذ زمن لكن حين التحقت بالمشروع السلفى خرج الشعر من حياتي، ورغم أن لى عشرين سنة معهم لم أسمع كلمة الإبداع تتردد فى البيت السلفى، كان الإبداع والمواهب والتشجيع هو التلقين والحفظ، لم أسمع قط عن مسابقة للقصة القصيرة أو الرواية أو الشعر أو كتابة المقال أو العمود الصحفى، وظل هذا بعد الثورة (يقصد ثورة يناير)، حتى خطبة الجمعة عانت ضعف الإبداع فصارت معاناة أسبوعية للملايين.. العالم السلفى كله متون وخطب، ولما التقطنى شخص غير سلفى رأى عندى موهبة الخطابة، علم شيخى فنهرني، وقال: أنت ترى نفسك، قلت: إن موقع «طريق الإسلام» جعل لى صفحة خاصة، قال: يملأون بك الفراغ، قلت له: مجلة «البيان» أرسلت تستكتبنى، قال: لا يخدعنك ذلك، قلت: لى مقال ثابت فى جريدة ذائعة الصيت، قال لى: الإنترنت ليس مقياسًا، المهم بدأت كتابة المقالات فى أحد المواقع السلفية، واشترطوا عدم نشر اسمي، لئلا يغضب المشايخ الكبار. 
ولما كتبت مقالا عن التلاقى بين المسلم والمسيحى قامت الدنيا علىّ ولم تقعد، وصرت من دعاة التقريب بين الأديان، ومُنعت من الكتابة فى الموقع السلفي، ومن الخطابة فى المسجد.. ووصلنى اتصال من السفارة البريطانية لتناقشنى فى مقالاتى، لكن لم أتلق أى محاولة للاستفادة منى، ولا تفعيل مقالاتى، بل ذهبت بمقالاتى للشيخ الكبير، وقلت له يهمنى رأيك فى مقالاتي، إلا أنه تجاهلني، وحين وصلته أخبار أن مقالاتى صار لها بعض الوزن لم يعلق.. ثم أراد الله أمرًا فعدت إلى الشعر، ومع ذلك لم أتلق اتصالًا واحدًا يقول أى شىء، بل أقاموا مؤتمرا فى مدينتى «طنطا»، ولم يفكروا فى دعوتى، ومع أن المنشد فى المؤتمر أنشد أشعاري.. وفى الوقت الذى يعانى فيه الصف السلفى من ندرة المبدعين كنت أتصور أنه حين يظهر من فيه شبهة إبداع أن يتم المبادرة على الفور بدمجه وتطويره والاستثمار فيه (لم أتلق مليمًا واحدًا على نشيد ولم أطلب ذلك، ولو عرضوا لرفضت)، وظل التصور المغلوط لدى المتدينين ربط الإبداع بالعرى والمجون وتجاوز الثوابت، ولذلك فإن أمثال النوادر كمحمد الغزالى، ومحمد عمارة، لم يكونوا سائدين فى البيت السلفى إلا نادرًا وعلى استحياء، بالرغم من أن هؤلاء العباقرة أعادوا تقديم الفكرة الإسلامية بطرح عصرى مذهل، بل تعرضوا للحجب السلفي، بالرغم من أن مؤلفاتهم قدمت حلولًا للكثير من الإشكاليات العصرية، وراجع أى كتاب لكاتب سلفى تجد أنه عبارة عن نقولات من الكتب، لا تمت للإبداع بصلة، بل يرسخ المحنة ويورثها للأجيال التالية، وهو ما وسع الهوة بين التيار السلفى وبين أى أمل فى الإبداع).. انتهت رسالة من الأستاذ الكاتب.