الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

رئيس قطاع الفروع الإقليمية بـ"البيئة" لـ"البوابة نيوز": اشتراطات قاسية لمستخدمي الفحم.. مراقبة مستمرة لمصانع الأسمنت.. ونواجه حرق المخلفات الزراعية بالتوعية

الدكتور أحمد رخا
الدكتور أحمد رخا في حواره لـ«البوابة»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشغل وزارة البيئة حاليا مجموعة من الملفات على رأسها قضايا الطقس المتغير وأضراره على التربة والبيئة، بالإضافة إلى التجربة الجديدة التي تطبقها البلاد لأول مرة لمخلفات القصب بصعيد مصر، والمراقبة على استخدام الفحم الحجري لدى مصانع الأسمنت، وسبل التوفيق البيئي لمكامير الفحم، ومدى التزام مصانع السكر بالاشتراطات والقواعد البيئية.
وهنا كان لـ"البوابة نيوز" حوارها مع الدكتور أحمد رخا، رئيس قطاع الفروع الإقليمية بوزارة البيئة لمحافظات الجمهورية والرئيس المركزي للجان التفتيش البيئي، حيث كشف سبل رفع الاستعدادات القصوى بعدد من المحافظات التي تتعرض للسيول، وشن حملات مكبرة على مصانع السكر الحكومية، وترقب ورصد تشوين الفحم الحجري، ومدى تطبيق الوضع البيئي لمكامير الفحم؛ وإلى نص الحوار:- 

تقييمك لتجربة المعدات الجديدة التي جرى تصديرها لجمع قصب السكر؟
قامت وزارة البيئة بحملات توعية ومتابعة للمحافظات التى استلمت منها معدات لجمع وكبس مخلفات قصب السكر، حيث تم تشكيل لجان مكبرة من قيادات من الوزارة البيئة، لمتابعة منظومة جمع وكبس مخلف القصب، حيث تعد هذه المنظومة من أهم المنظومات الجديدة التى تطبقها البلاد بالصعيد (الأقصر والمنيا وقنا وأسوان)، ويأمل الجميع في نجاحها، بعد تقديم أوجه الدعم المختلفة للتجربة.
أين يذهب السكر الناتج من عملية "العصير " بمحافظات الصعيد؟
السكر الناتج من عملية عصر قصب السكر يذهب جزء كبير منه إلى وزارة التموين، والباقى يتم تصديره خارج البلاد، ولكن الأغلبية العظمى منه يذهب للمواطنين بمختلف محافظات الجمهورية ويوزع بواسطة وزارة التموين. 
ومصير مخلفات قصب السكر التى يتم جمعها؟
تستخدمها المصانع كأعلاف، حيث يستخدم مولاس القصب فى الحصول على الأعلاف للماشية، وقد أسهم ارتفاع أسعار الأعلاف إلى لجوء الفلاحين لهذه الوسيلة.
كما تستخدم بعض المصانع هذا المولاس كوقود حرارى للحصول الطاقة الحرارية اللازمة لمصانعها، ولكن المشكلة تكمن فى "سفير القصب" وهى الورقة الخضراء القاطنة حول القصب والتى يقوم الفلاح بحرقها، ولكن المولاس له استخداماته المتعددة.

ما هى خطط القطاع للقضاء على الحرق المكشوف لـ"سفير القصب"؟
من المقرر أن تستعين وزارة البيئة بحملات مكبرة بوسائل الإعلام لرفع درجة التوعية لدى مزاعي الصعيد لعدم حرق سفير القصب، والتنويه بأهميته وخطورة الحرق المكشوف.
كما أن هناك بعض الجمعيات الأهلية التى تعمل بمدينة الأقصر تساعد وزارة البيئة على تشجيع مزارعي الصعيد بعدم حرق مخلفات قصب السكر والاستفادة الاقتصادية منها، واحتمالية استخدامها للمصانع فى إنتاج الوقود البديل، حيث يتركز دور الوزارة فى نشر ثقافة الوعى بواسطة الإعلام. 
ماذا عن خطط توفيق اوضاع مصانع السكر الحكومية؟
مستمرة ولم تتوقف، حيث قامت وزارة البيئة بشن حملة مكثفة للتفتيش الشامل على كافة مصانع السكر.
وقد تضمنت الحملة إدارة التفتيش المركزى بالاشتراك مع الفروع الإقليمية بالبيئة والمعامل المركزية، وقد قامت البيئة بشن هذه الحملة بهذا التوقت من العام، لأن مصانع السكر تتوقف طوال العام، وتعمل فقط بموسم جمع وتكسير وعصر القصب، لذلك شنت الحملة عليهم للتأكد من التزامهم بالمعايير والاشتراطات البيئية.
ماذا عن توفيق مصانع الأسمنت لتطبيق الضوابط البيئية؟
تراقب وزارة البيئة مصانع الأسمنت التى تستخدم "الفحم " للحصول على طاقة بكل عناية وحرص وتتبع، حيث إن الاشتراطات التى وضعتها البيئة للمصانع موجودة باللائحة التنفيذية وهى اشتراطات قاسية، وأنا أؤكد بأن وزارة البيئة تراقب مصانع الأسمنت وترصدها بعناية فائقة، ولم تعط أى مجال للظروف، وتتابع عن كسب توفيق أوضاعها البيئية، لحظة بلحظة.
وتنص الاشتراطات على عمل أسوار محددة حول أماكن تشوين الفحم الذى يستخدم بالمفارن للحصول على الطاقة الحرارية اللازمة، وتركيب حساسات حرارية حتى لا يقع أى اشتعال ذاتى، وأجهزة رصد، والأرضيات تكن مبطنة، ويتم المرور دوريا على مصانع السكر للتأكد من السلامة، حيث تأخذ مصانع الأسمنت موافقات على شحنات الفحم شحنة بشحنة، وإذا وجد أى مخالفة يمنع استخدام الفحم. 
كيف يتم مراقبة عملية دخول "الفحم" للبلاد؟
يتم مراقبة شحنات الفحم الداخلة بالبلاد بواسطة ميناء الدخيلة بالإسكندرية وميناء الأدبية بالسويس، كما أن هناك لجانا بوزارة البيئة تعمل على ملف استخدام الفحم بالخصوص، وتقوم بمتابعة مصانع الأسمنت أثناء استخدامها للفحم.
كما تلتزم مصانع الأسمنت التى تستخدم الفحم بعمل تقرير تقييم أداء كل ثلاثة شهور إلى وزارة البيئة، وتنزل لجنة إلى وزارة البيئة لتقييم مدى مصداقية التقرير الذى قدمته تلك على أرض الواقع. 
رصدت عدسة "البوابة نيوز" كميات كبيرة من الأخشاب المشونه بمنطقة أجهور الكبرى بالقليوبية لدى أصحاب مكامير الفحم.. ماذا عنها؟
تعمل وزارة البيئة مع مكامير الفحم على مايسمى"بالتطوير"، للأفران القديمة واستبدالها بأخرى حديثة صديقة للبيئة، حيث تعمل البيئة حاليا على أكثر من نموذج جديد تسعى لتطبيقه لمكامير الفحم، وهناك لجان مشكلة بالوزارة تتابع عملية التطوير وتسعى لتطبيقها بأقرب وقت ممكن.
وبالنسبة للأخشاب المقطعة فإن هناك احتمال بأن تكن تلك الأخشاب المقطعة استعدادا من قبل أصحاب المكامير لاستخدامها بعد توفيق أوضاعها البيئي، وأنا أؤكد بأن أغلب المكامير بمنطقة أجهور الكبرى والتى تحتوى على حوالى 300 مكمورة تم إيقافها، وهناك من حوَل عمله بالمناطق الصحراوية، وتم عمل حملات من قبل التفتيش البيئى على تلك المناطق وأثبت وجود جزء كبير منها لا يعمل بالفعل وينتظر التطوير، وأن فكرة تشوين الخشب ليس دليل على استعدادها للحرق.
ما الإجراءات التى يتخذها القطاع بالمحافظات تجاه تقلبات الطقس؟
تتابع وزارة البيئة مع محطات الرصد لمتابعة حركة الأرصاد الجوية وتنبأتها وتوقعاتها، من أجل نشر النشرات البيئية على كل الفروع الإقليمية بمحافظات الجمهورية، حيث إن نزول الأمطار بموسم الشتاء يسهم بشده فى تنظيف الجسيمات العالقة وتنظيف الغلاف الجوي، ولكن الرياح والأتربة هى التى تقوم بأحداث سلبيات بمختلف المناطق وحبذا مناطق المحميات الطبيعية، وخاصة الرياح الشديدة التى تصل لحد العاصفة.
وتعمل على تقليب وإثارة الأتربة والرمال لذلك ترصد المحطات البيئية المتصلة بالقمر الصناعي القراءات وتقوم بإرسال إشارات إلى وزارة البيئة للتوزيع على قطاع الشئون البيئية بمختلف محافظات الجمهورية، على حسب الإشارات.

ما هى إجراءات البيئة للحد من هذه الظواهر؟
التقلبات المناخية التى تشهدها مختلف محافظات البلاد حاليا، وعلى رأسها القاهرة، ظواهر طبيعية تواجه جميع دول العالم، ولا نستطيع إيقافها أو مقاومة التغيير، وهى تحدث نتيجة ظروف غير طبيعية وليست نتيجة تلوث طبيعي نمطى، ولكن يتم التواصل والمتابعة مع محطات الرصد، لقراءة التنبأت وإعلان المحافظات والمواطنين بمختلف المناطق لاتخذ حذرهم، وتنبيهم ورفع حالة الاستعداد القصوى نتيجة الظروف غير الطبيعة التى تشهدها البلاد حاليا.
ما هي أشهر المحافظات المصرية تعرضا للسيول؟
المحافظات التى تتعرض لإخطار السيول تقوم برفع درجة الاستعدادات القصوى بها، حيث يقوم خط البحر الأحمر بأكمله بداية من العين السخنة إلى حلايب وشلاتين، بالإضافة إلى خط الصعيد وجنوب القاهرة والذى يحتوى على مصانع الأسمنت بمنطقة حلوان، برفع حالة الاستعداد القصوى بفصل الشتاء، حيث تأثر السيول تأثيرا سلبيا مدمرا على البيئة والبنية التحتية، لذلك فإن الفروع والمحافظات التى تتسم بالظهير الصحراوي ترفع حالة التأهب.
هل يختلف تأثير الأمطار بالدلتا علن المناطق الصحراوية؟
بالطبع يختلف تأثير السيول والأمطار الغزيرة بالدلتا عن المحافظات التى تتسم بالظهير الصحراوي، والأرضى الصحراوية، حيث إن تتجمع الأمطار على قمم الجبال والهضاب وتنجرف مرة واحدة لذلك تحدث خسائر جسيمة، ولكن بمنطقة الدلتا فإنها تتسم بأنها مسطحة وتتسرب الأمطار على المجارى المائية والمستنقعات والبحار باستمرار فلم يحدث التجمع الكبير لها.
ولكن فإن المتعارف عليه أن السيول تحدث عندما يتواجد الأمطار الغزيرة وقيام السلاسل الجبلية باحتباسها لمقدار طاقة معينة وتبدأ تنجرف وتسحب معها الصخور، لذلك تبدأ فى تحقيق الخسائر وإحداث التأثير المدمر للتربة، لذلك تقوم وزارة البيئة بالتنسيق مع المحافظات لمواجهة آثار السيول السلبية، كما يتم تشكيل لجان بواسطة المحافظات التى تقطن بها تلك السيول لبحث التصدى للازم.