قالت الدكتور بهية ندا: «الكذب هو رأس الخطايا وبدايتها، وهو من أقصر الطرق إلى النار. فللكذب دواعٍ تدعو إليه وأمارات تدل عليه، ولا شك أن معرفة هذه الدواعى وتلك الأمارات تساعد فى العلاج؛ ومن أسباب أو دواعى الكذب:
١- التقليد والملاحظة
فكل مراجع الإرشاد النفسى وكتب التربية والعلاج السلوكى مجمعة على هذا السبب ومقدمة له على غيره، فالأبناء يقلدون آباءهم وأمهاتهم ووسطهم الاجتماعى الذى يعيشون فيه فمائة محاضرة فى الصدق تُلغى بتصرف كاذب واحد من الوالدين أو أحدهما، لأن الأبناء يتعلمون بعيونهم لا بآذانهم.
٢- الشعور بالنقص
فعندما يجد الابن نفسه عاجزًا أو مقصرًا فى التوافق مع الزملاء أو فى تحقيق الرغبات المطلوبة منه، أو يجد انصراف الوالدين إلى الأخ الأصغر أو إلى أى شىء آخر، يدفعه هذا الشعور بالنقص إلى الكذب ليعوض النقص، فيكذب ليجذب الانتباه.
٣- الهروب من العقوبة القاسية وهنا الكذب بالنسبة له وسيلة للحصول على الأمن والحماية، ويحدث ذلك عندما نرهق الابن بواجبات وأعباء ثقيلة فوق طاقته.
٤- عدم التفرقة بين الواقع والخيال وهذا النوع من الكذب يحدث عند الأطفال، وهنا يلتبس على الطفل الأمر فيقع فى الكذب الالتباسى، فقد يكون يحلم فيظن حلمه حقيقة، فيرويه على أنه الواقع وهذا النوع من الكذب حالة عارضة تذهب مع الوقت والنضوج.
علاج الكذب:
١- التزام الوالدين والمربين الصدق ليكونوا قدوة حسنة لأبنائهم، فمن وعد أبنائه يفى بوعده ومن أخبرهم فليصدق.
٢- إشباع حاجات الأبناء قدر المستطاع من الحب والحنان وتجنب الإساءة والعدل بين الأبناء.
٣- البعد عن العقاب القاسى حسًا ومعنى، أى تجنب الضرب المؤذى واللوم والتوبيخ ؛ لأن شدة العقاب تعمل على تبلد الإحساس وتحدث تثبيتًا للسلوك غير السوى فالنقد والتوبيخ مدمر للنفسية. فى المقابل تدعيم الاستجابات الإيجابية.
٤- عدم الإلحاح على الأبناء بالبوح بكل أمورهم الشخصية الأمر الذى يدفعة إلى الكذب.
٥- تعويد الابن القيام بالأعباء والمهام التى تقع فى نطاق قدراته حتى يستشعر النجاح فلا نطلب منه أن يكون من الأوائل وحدود قدراته تصل للنجاح فقط.
٦- تبصير الأبناء بأهمية الصدق فيما يقوله وفيما يفعله والثناء عليه ومكافأته كلما فعل ذلك.
