الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

مؤتمر بـ"الأرثوذكسية" لإبراز دور البطاركة المعاصرين أكتوبر المقبل.. و"مصر الجميلة" مسابقة تصوير في نوفمبر

حبيب جرجس مؤسس مدراس
حبيب جرجس مؤسس مدراس الأحد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حبيب جرجس مؤسس مدراس الأحد بالـ"الأرثوذكسية".. ألف كتاب الدين المسيحى للمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية
1918 أطلق المدارس الكنسية.. وزار إثيوبيا والسودان فى عهد كيرلس الخامس
تعاليم البابا الراحل مأخوذة عن حبيب جرجس
تقيم الكنيسة الأرثوذكسية احتفالًا ضخما بمناسبة مرور قرن من الزمان على تأسيس «مدارس الأحد»، خلال الفترة من 8 إلى 10 أكتوبر المقبل، على أن يكون الاحتفال بطريقة علمية وبذات الغرض الذى أنشئت من أجله المدارس، عن طريق مناقشة عدة أبحاث حول فكرة التربية الكنسية، وأسند البابا تواضروس إلى الأنبا دانيال، أسقف المعادى، رئاسة لجنة الاحتفال بمئوية خدمة مدارس الأحد، بمعاونة لجنة من الكهنة والخدام والخادمات، ويفتتح البابا المؤتمر الذى سيقام بالكاتدرائية بالعباسية، وسط حضور عدد من المطارنة والأساقفة.
وتتناول أبحاث المؤتمر 29 محورًا، جميعها حول مدارس الأحد منذ نشأتها وتطورها ودورها التربوى والتعليمى، ودور البطاركة المعاصرين فى مجال خدمة مدارس الأحد (التربية الكنسية)، وبخاصة دور البابا شنودة الثالث ودور أسقفية التعليم، ودور البابا تواضروس الثانى.
كما تتطرق أبحاث الكهنة والرهبان وآمناء وأمينات الخدمة والخدام والخادمات حول دور مدارس الأحد فى دراسة الكتاب المقدس، والمجال الرعوى الروحى.
كما ينظم المركز الإعلامى للكنيسة الأرثوذكسية، مسابقة للتصوير الفوتوغرافى، بعنوان «مصر الجميلة»، يُقام فى 18 نوفمبر ٢٠١٨، ويوزع الجوائز البابا تواضروس الثانى.



«شنودة».. أول بطريرك خدم بالمدرسة
للكنيسة الأرثوذكسية باع طويل فى خدمة مدارس الأحد منذ قرن بالكامل، والتى بدأت على يد الأرشيدياكون (شماس) حبيب جرجس ١٩١٨، ذلك الاسم الذى شكل حجر زاوية فى بناء تاريخ الكنيسة الحديث وبداية الإصلاح الكنيسة، فقد أنشأ حبيب جرجس فصول التربية الكنسية (فصول مدارس الأحد)، بالإضافة إلى إحياء الكلية الإكليريكية، وكان يرى أن الإصلاح الكنسى ضد الكهنة لا يقوم على الهجوم أو النقد اللاذع للقيادات الكنسية، وإنما بالعمل الجاد مع الأطفال والفتيان والشباب، إذ يصيرون أعضاء الكنيسة فى المستقبل، ومنهم مَنْ يتسلم القيادات الكنسية. 

جرجس حبيب وبداية العملية التعليمية بالكنيسة
أنشئت الكلية الإكليريكية فى ٢٩ نوفمبر ١٨٩٣، على يد حبيب جرجس، وصار الواعظ الأول وعالم اللاهوت القبطى الأول أوائل القرن العشرين. وقام بالتدريس فى الإكليريكية، وتسلم نظارتها سنة ١٩١٨ حتى وفاته سنة ١٩٥١. ووضع أكثر من عشرين كتابًا كانت تدرس بالإكليريكية، كما ألف الترانيم الكنسية. مع عام ١٩١٨ أنشا حبيب جرجس مدارس الأحد لتعويض النقص الذى يعانيه الطلبة الأقباط فى دراسة مادة الدين فى المدارس الأميرية وبعض المدارس الأهلية. من هنا حددت اللجنة العليا لمدارس الأحد هدفها الذى تركز فى خلق جيل محب للكتاب المقدس والحياة الكنسية والسلوك المسيحى بروح وطنى، مع الاهتمام بالرحلات والخلوات الروحية. 
تقدمت مدارس الأحد بسرعة فائقة فصار لها فى سنة ١٩٣٥ حوالى ٢٠ فرعًا بالقاهرة، ١٨ بالوجه البحرى، ٤٤ بالوجه القبلى، ٣ بالسودان.
وكان حبيب جرجس يصطحب أبناء الخدام، وكان يحاول شرح القداس لهم، وكان يملك من المهارات الكثيرة، فى معاملة الطفل ومعاملة المخدومين فى مجال مدارس الأحد فى التربية الكنسية، حتى إنه ألف عدة كتب فى الوسائل التعليمية للإصلاح الكنسى، وكيفية إصلاح الأمور التعليمية فى الكنيسة. 
ألف حبيب جرجس أيضًا كتبًا عن مدارس الأحد، وكان يشجع كل أنشطتها مثل النوادى الكنسية والعمل الأهلى والمدنى، واهتم أيضًا بموضوعات التنمية البشرية داخل دروس مدارس الأحد وبين الخدام والخادمات، بالإضافة لإصدار مجلة يطرح فيها كل أفكاره الروحية والإصلاحية للكنيسة، والتى سميت بمجلة «الكرمة»، واستمرت ١٨ عامًا، وكانت تصدر شهريًا، وكان مشرفًا على مجلة مدارس الأحد وحتى قبل وفاته بسنة.

انتشار المدارس بدول أفريقيا
انتقلت خدمة مدارس الأحد التى أسسها حبيب جرجس بمصر لأفريقيا وإثيوبيا، وجاء ذلك عن طريق زيارته إلى إثيوبيا، وانتشر فكر مدارس الأحد مع تلاميذه، وعلى رأسهم القمص يوحنا سلامة الذى أسس بزيارته للسودان مدارس الأحد والإكليريكية.
وزار البابا كيرلس الخامس إثيوبيا والسودان ١٩٠٥، ١٩١٢ وكان الأرشيدياكون حبيب جرجس بصحبته، والتقى آباء الكهنة فى الحبشة والسودان، محملًا بالصورا والهدايا الخاصة بمدارس الأحد ومناهجها وكان يجتمع بالمسئولين هناك لنشر الفكر. 
وذهب حبيب جرجس أيضًا للحبشة فى حضور البابا يوآنس الـ١٩، وزار الملكة زيودورت والدة هيلاسلاسى، وفرحت جدًا بزيارته وفكرة تعليم أطفال الحبشة فى مدارس الأحد وإنشاء الإكليريكية، ودعا شباب من الحبشة للدراسة فى الإكليريكية فى مصر، واستضافهم فى كنيسة مهمشة، بشرق السكة، وأقاموا بها إقامة كاملة من الأحباش والسودان وجنوب السودان.

تعاليم البابا الراحل مأخوذة عن حبيب جرجس
أما عن علاقة حبيب جرجس بالبابا شنودة الثالث، فقد انضم الثانى لخدمة مدارس الأحد مع حبيب جرجس فى بداية الأربعينيات، وخدموا معًا فى كنيسة السيدة العذراء بمهمشة، شرق السكة سنة ١٩٣٨، وكان عمره حوالى ١٨ عامًا. 
وكانت علاقة نظير جيد وحبيب جرجس قوية، لدرجة أن معظم تعليم البابا شنودة الثالث مأخوذًة عن حبيب جرجس على الأخص فى مناهضته فى الفكر غير الأرثوذكسى، وتعليم مدارس الأحد والاهتمام بالإكليريكية، وشرب البابا شنودة كثيرًا من تعاليم حبيب جرجس وكان عضوًا أساسيًا فى مدارس الأحد معه. وكان أول بطاركة الكنيسة الأرثوذكسية الذين خدموا بمدارس الأحد هو البابا شنودة الثالث الذى عاصر حبيب جرجس لسنوات طويلة تعلم منه واستقى من خبراته، ورُسِمَ البابا شنودة الثالث أسقفًا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحى وعميد الكلية الإكليريكية فى ٣٠ سبتمبر ١٩٦٢. 
وعن أهم الكتب التى ألفها حبيب جرجس؛ فقد ألّف «الدين المسيحى للمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية» فى فترة الثلاثينيات والأربعينيات، وكتاب «الوسائل التعليمية للإصلاح الكنسي»، وكتاب «سر التقوى» عام ١٩٠٠، وكتاب «أسرار الكنيسة السبعة»، وكتاب «الشهيدين برلام ويواصف». وأصدر حبيب جرجس «مجلة الكرمة» الشهرية لمدة ١٨ عامًا، وكتاب «الكنز الأنفس فى التاريخ الأقدس» أربعة أجزاء عام ١٩٢٠، وألف حوالى ٣٢ كتابًا سنة ١٩٤٥ بمناسبة مرور ٥٠ عامًا على الكلية الإكليريكية على إنشائها وشمل كتاب «الإكليريكية فى ٥٠ عامًا» على جميع الوثائق الإكليريكية.

حمل مسئولية لجنة الطفولة من 2005.. وإنشاء أسقفية لهم أبرز أحلامه
ظهر جليًا اهتمام البابا تواضروس الثانى بالأطفال وحرصه على وجوده وسطهم وسماعه لأسألتهم والإجابة عنها، فمنذ توليه كرسى مارمرقس، ممسكًا بعصا الرعاية، وقف البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وسط مجموعة من الأطفال يروى لهم القصص ويشاركهم الأنشطة، لتتنوع الحكايات، التى بدأت ضمن إطار مشروع بناء الوعى الذى يتبناه المركز الإعلامى للكنيسة القبطية، للتدرب على فضيلة مسيحية من خلال حكاية يرويها البابا بأسلوبه المميز لمجموعة من الأطفال. 
لقاءات مستمرة يجريها البابا مع الأطفال داخل مصر وفى المهجر، سواء بشكل مباشر أو عبر الفيديو كونفرانس، وفور توليه سدة مارمرقس، أكد البابا الذى حمل مسئولية لجنة الطفولة بالمجمع المقدس منذ عام ٢٠٠٥، على أنه سيخصص لجنة دائمة للطفولة فى المجمع المقدس وبإشرافه نظرًا لأهمية هذا الملف داخل الكنيسة. 

«الحل يبدأ مع الأطفال»، هكذا يؤكد البابا تواضروس دائمًا، مخصصًا جزءًا من وقته الرعوى للقاء الأطفال والاستماع إلى أسئلتهم والإجابة عنها. وفى أحد لقاءاته بالأطفال للإجابة عن أسئلتهم، قال البابا إن من أهم أحلامه أن يتم إنشاء أسقفية متخصصة للأطفال لتهتم بخدمتهم، لافتًا إلى أن خدمة الطفولة من أجمل الخدمات الموجودة فى الكنيسة، والتى تبدأ فى فصول الملائكة بمدارس الأحد.
وأكد البطريرك أن أسقفية الأطفال سوف تساعد فى بناء الوعى وتساهم فى تقديم خدمه مضاعفة مثل أسقفية الشباب، فيأخذ الخادم خبرة من كنيسته، ويأخذ خدمة مضاعفة من أسقفية الطفولة وهذا يمكنه من تقديم أفضل الخدمات للأطفال، وأن تقوم الأسقفية بإعداد مناهج مدارس الأحد.
وأوضح بابا الإسكندرية: «بدأنا خدمة المبدعين فى عام ٢٠٠٥، وكانت الإبرشيات تختار طفلين من المبعدين، ومنعتنا تلك الخدمة من اكتشاف مواهب أطفالنا، فالأطفال المشاركون كانوا من أفضل عشرة أطفال يعزفون على آلة الكمان، وطفل آخر اخترع مروحة تعمل بالرياح، وغيره صمم طائرة لإطفاء الحرائق فى الأماكن الضيقة»، مشددًا على أن اهتمام الدولة والكنيسة يشجع أولادنا، ويفيد المجتمع.
وأكد أن استخدام الصورة ووسائل الإيضاح تساوى ألف كلمة، وتثير خيال الأطفال، واستخدام الخدام لوسيلة الإيضاح تظهر اهتمامه بالخدمة، كما يجب أن يدرك الخادم أن الأطفال ليسوا بقوالب ثابتة، ولكن هناك اختلافًا بينهم فلا بد أن يراعى تلك الفروق.
لافتًا إلى أن الفتيات متميزات فى حفظ الترانيم والتسابيح، وهذا دور مهم، وأن لكل فرد فى الكنيسة دوره يقوم به، فالكاهن والشماس والأسقف لهم أدوار مختلفة.

الكاثوليكية والإنجيلية سبقا الأرثوذكسية في الخدمة
لمدارس الأحد تاريخ طويل فى الكنائس الثلاث (الكاثوليكية، والإنجيلية، والأرثوذكسية) بشكل عام، وللكنيسة الأرثوذكسية بشكل خاص، فمنذ نشأتها ارتبطت مدارس الأحد بالدرس التعليمى أو الدرس الكنسى لأطفال الكنيسة بيوم الأحد عقب صلاة القداس، وهو الاجتماع الكنسى الذى يضم جميع الأعمار بالكنيسة لدراسة الكتاب المقدس وفقًا لمستوى كل عمر على حدة. 
وينقسم هذا الاجتماع إلى مستويات (فصول) وفقًا لمستوى العمر وحتى المرحلة الجامعية، ولكن بسبب ظروف الدراسة، تم تغيير ميعاد درس مدارس الأحد من الأحد إلى الجمعة بعد صلاة القداس، ليتم توزيع الأطفال على فصولهم فى صحبة الشماس للأولاد، والتاسونى للبنات، ويتم شرح أحد دروس الكتاب المقدس وطرح الأسئلة وحفظ آية من الإنجيل وشرح دروس مبسطة حولها على أن تتم مناقشة الدرس الماضى الأسبوع التالى وشرح درس جديد.
وتنظم مدارس الأحد أيضًا رحلات كنسية للأطفال للكنائس أو المتاحف المصرية، بالإضافة لإقامة الحفلات والعروض الفنية وفرق الكورالات والترانيم فى فصول الصيف.
وبحسب بحث مقدم من الأب إسطفانوس دانيال جرجس عبدالمسيح، بالكنيسة الكاثوليكية، فيقول عن نشأة مدارس الأحد فى مصر، إن أول من اهتم بمدارس الأحد فى القرى والمدن هم الآباء الرهبان الفرنسيسكان وذلك فى سنة ١٦٨٧، ونمت البذرة عن يد الأب كلود سيكار اليسوعى، فى بدايات القرن الثامن عشر، وأخذت النبتة الصغيرة تنمو وتزدهر.
وبدأت خدمة مدارس الأحد بالكنيسة الإنجيلية على مدار أيام الأحد على يد جون هوج سنة ١٨٦٨، والكنيسة القبطية الأرثوذكسية بدأت مدارس الأحد فيها حوالى سنة ١٩٢٥ على يد حبيب جرجس.