الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مؤتمر بروكسل.. 414 مليون يورو لمواجهة الإرهاب فى دول الساحل والصحراء.. و «موجيرينى»: مركز تنسيق عملياتى للقضاء على المتطرفين وزيرة الجيوش الفرنسية: القضاء على 450 جهاديًا منذ أغسطس 2014

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عقد فى العاصمة البلجيكية بروكسل، مؤتمر دولى حول تشكيل قوة مشتركة فى منطقة دول الساحل وجنوب الصحراء فى أفريقيا، لمواجهة خطر الإرهاب ومكافحة الهجرة غير الشرعية، شاركت فيه الجهات المانحة لقوات مجموعة الخمس فى منطقة الساحل، لبحث تعبئة مزيد من الأموال لتمويل السنة الأولى من تفعيل القوة العسكرية المشتركة بين مالى والنيجر وموريتانى وتشاد وبوركينا فاسو.
ومن أجل تشكيل قوة إقليمية لمحاربة الإرهاب، تم إنشاء قوة عسكرية مشتركة فى منطقة الساحل الأفريقى، فى يوليو 2013، وتضم دول الساحل الخمس موريتانيا ومالى والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد.

أعلنت فيدريكا موجيرينى، منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى، تعهد المشاركين فى المؤتمر الدولى بدفع مبلغ ٤١٤ مليون يورو، وأشارت إلى أن مساهمة الاتحاد، بدوله ومؤسساته بلغت ١٧٦ مليون يورو لصالح القوة المشتركة فقط، وأكدت أن نجاح هذا المؤتمر جاء بفضل التزام الدول غير الأوروبية، مشيرة إلى وجود مساعدات أخرى ستأتى لاحقًا من أجل تعزيز التنمية فى هذه المنطقة من العالم، التى تضم تشاد، ومالى، وموريتانيا، والنيجر، وبوركينا فاسو.
وأضافت: إن المشاركين فى المؤتمر نجحوا أيضًا فى إقامة مركز تنسيق عملياتى فى بروكسل لتنسيق طلبات واحتياجات القوة المشتركة، حيث تلقوا ٤٦ طلبًا من أجل تفعيل عمل القوة، ونريد تجنب الازدواجية فى العمل، سواء على المسارات العسكرية أو الإدارية أو العملية.
وجاءت جهود الدول الخمس لتشكيل قوة عسكرية مشتركة متوازية مع تصاعد العمليات الإرهابية فى مالى عبر سلسلة هجمات استهدفت فى فترات متقاربة، القوات الأممية والفرنسية والأفريقية والجيش الحكومى المالى. 
يأتى ذلك مع التنامى الملحوظ لقوة الجماعات المتطرفة فى الساحل والصحراء، وتكرار تبنى جماعات إرهابية موالية للقاعدة هجمات على قوات الجيش الفرنسى الموجودة فى دولة مالى.
وضلك بعد تبنى جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» الموالية لتنظيم القاعدة، التفجير الذى أودى بحياة جنديين فرنسيين، وإصابة ثالث بجراح، وذلك بتفجير لغم على مدرعة فرنسية يوم الأربعاء ٢١ فبراير.
كما تبنت الجماعة فى بيان سابق تفجير لغم على آلية عسكرية أخرى فى منطقة «ابشغشغ» شمال غرب مالى، وذلك يوم ١٩ فبراير الجارى.

خريطة الجماعات الإرهابية
وتنشط فى منطقة الساحل والصحراء العديد من الجماعات الإرهابية والمتشددة، ويأتى فى مقدمتها جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» الموالية لتنظيم القاعدة، والتى أعلنت فى مارس ٢٠١٧ إثر اندماج مجموعة من الجماعات المسلحة الناشطة فى الساحل، وهى أنصار الدين، وجبهة تحرير ماسينا، وإمارة الصحراء التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامى، وكتيبة «المرابطون».
وفى ٢٢ فبراير أعلنت الخارجية الأمريكية فى بيان صادر عنها إدراج جماعة «نصرة الإسلام» على قائمة الإرهاب، كما فرضت عليها عقوبات تتمثل فى حرمانها من الموارد التى تحتاج للتخطيط لتنفيذ المزيد من العمليات الإرهابية، ومنع المواطنين الأمريكيين من التعامل معها.
وإلى جانب «جماعة نصر الاسلام والمسلمين»، هناك تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى، وجاء التنظيم امتدادًا للجماعة السلفية للدعوة والقتال، والتى تمركزت فى الجزائر وليبيا فى تسعينيات القرن الماضى وبداية الألفية الثالثة، التى انشقت عن الجماعة الإسلامية المسلحة فى عام ١٩٩٧، اعتراضًا على استهداف الجماعة للمدنيين، وتركزت أعمال الجماعة فى البداية على المواقع العسكرية، ولكن مع الاحتلال الأمريكى للعراق، تحولت للقيام بأعمال خطف الأجانب، ثم اتخذت أعمالها أبعادًا إقليمية، خاصة بعد إعلان أيمن الظواهرى عن تحالف القاعدة مع الجماعة السلفية للدعوة والقتال فى الجزائر، لتتحول إلى تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى.
كما يعد «تنظيم داعش فى الصحراء»، وعلى رأسه «أبووليد الصحرواى» ابرز أفرع داعش الإرهابى فى منطقة الساحل والصحراء، وتبنى التنظيم سلسلة هجمات فى منطقة الساحل خصوصًا ضد عسكريين فرنسيين وأمريكيين.
وفى يناير الماضى أكد «أبو وليد الصحراوي»، أن الجماعات «الجهادية «فى منطقة الساحل الأفريقى «تتعاون» ضد القوة المشتركة المؤلفة من ٥ دول فى المنطقة.

عمليات ضد الإرهاب
وفى إطار الدور الفرنسى لمحاربة الجماعات المتطرفة فى الساحل والصحراء، كشفت وزيرة الجيوش الفرنسية، فلورنس بارلى، عن تصفية ٤٥٠ متشددًا منذ إطلاق عملية «برخان» الفرنسية لمكافحة الإرهاب فى دول الساحل الأفريقى الخمس، وذلك بعد يومين من مقتل جنديين فرنسيين فى مالى.
وأوضحت بارلى، فى تصريحات لصحيفة «لوباريزيان»، أنه منذ أغسطس ٢٠١٤ تمكن العسكريون الفرنسيون من القضاء على ٤٥٠ جهاديًا، وأنه فى الأشهر الـ١٢ الأخيرة تم قتل ١٢٠ منهم وتسليم ١٥٠ آخرين أحياء للسلطات فى مالى.
وأضافت أنه منذ إطلاق عملية «برخان» لقى ١٢ عسكريًا فرنسيًا مصرعهم، فيما قتل ١٠ آخرون ضمن عملية «سيرفال» فى مالى خلال الفترة من ٢٠١٣ الى ٢٠١٤.
كما نفذت قوات الجيش الأمريكى ٢٦ عملية قتالية لمكافحة الإرهاب فى صحراء جمهورية النيجر خلال الأشهر الستة الأخيرة من العام الماضى.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون، إن تلك العمليات تمت بإشراف من القيادة الإفريقية فى الجيش الأمريكى، والتى تتخذ من مدينة شتوتجارت بألمانيا مقرًا لها، وشملت العمليات تنفيذ الأكمنة الاستهدافية للعناصر الإرهابية وتسيير الدوريات الاستطلاعية المشتركة لأغراض الرصد والمراقبة للعناصر الإرهابية فى مناطق التماس الحدودى بين النيجر ومالى، وذلك بالتعاون مع قوات جمهورية النيجر.
وأصبحت هذه المنطقة أرضًا خصبة وساحة خلفية لجذب التنظيمات الإرهابية التى واجهت حربًا شديدة ضدها، وبدت وكأنها نقطة التقاء لبقايا تنظيمى «القاعدة» و«داعش» الهاربين من مناطق الصراع الأخرى لإعادة ترتيب أوراقهما من خلال التنسيق مع التنظيمات المحلية الموجودة فى تلك المنطقة، وسهَل من حدوث ذلك تعثر المسارات السياسية لحل الأزمات المجتمعية فى دول الساحل وما صاحبه من ضعف فى أداء مؤسسات الدولة؛ مما أدى بدوره إلى انتشار الفقر وتعثر برامج التنمية وتأخر مساعى النمو الاقتصادى.
وجاء مؤتمر بروكسل فى ظل قناعة لدى دول التكتل الأوروبى، بأن أمن منطقة الساحل فى جنوب الصحراء الأفريقية مهم للاتحاد الأوروبى وسيحمى المواطنين والمصالح الأوروبية من الخطر الذى تشكله الجماعات الإرهابية، وبخاصة تنظيم داعش والجماعات الموالية له.
وأعلن الاتحاد الأوروبى عن زيادة مساهماته المالية إلى ١٠٠ مليون لتجهيز القوة المشتركة لدول جنوب الصحراء، وفى الوقت نفسه جرى الإعلان عن مساهمات مالية أخرى من أطراف دولية عدة، منها دول عربية، مثل السعودية والإمارات. الأولى خصصت ١٠٠ مليون يورو والأخرى ٣٠ مليون يورو.
ويرى الأوروبيون، ومعهم باقى الأطراف الدولية، ضرورة تمكين حكومات دول الساحل من ضبط حدودها وبسط سيطرتها على أراضيها لمنع انتشار الجماعات الإرهابية وتمددها، وبخاصة تنظيم الدولة «داعش»، كما تسعى أوروبا للتعاون مع هذه الدول على ضبط ظاهرة الهجرة غير النظامية؛ إذ إنها، أى دول جنوب الصحراء، تعتبر مصدرًا وعبورًا للمهاجرين القادمين إلى أوروبا. وتضم القوة المشتركة لدول الساحل نحو ٥٠٠٠ عنصر، ويعمل الفرقاء الدوليون على إكمال تجهيزها لتصبح قادرة على التحرك خلال هذا العام.
50
شخصية حوثية متورطة فى عمليات اختطاف وسجن وقتل الإعلاميين والسياسيين يطالب المؤتمر بوضعهم فى قائمة العقوبات الدولية