الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

التغطية الأجنبية للحرب السورية تتبنى وجهة نظر المتطرفين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اهتمت الصحف الأجنبية بما حدث فى الغوطة الشرقية فى سوريا، فى ضوء اشتداد المعارك المسلحة بين الجيش السورى وفصائل المعارضة المسلحة من جانب، وزيادة الضربات الروسية للإرهابيين من جانب آخر، وسط أبواق إعلامية وحقوقية مرتبطة بفصائل المعارضة والإرهابيين تعمل على تزييف الحقائق، فى محاولة للتعتيم على المحاولات التركية لإدخال مزيد من العناصر الإرهابية إلى سوريا، وضخ مزيد من الأسلحة والمعدات العسكرية للفصائل المسلحة المقربة من تركيا وقطر.
البراميل المتفجرة
من جانبها اهتمت «الجارديان» البريطانية بما يحدث من تطورات فى الغوطة الشرقية، ووصفت ما يحدث بـ«مذبحة لا يمكن للمرء أن يتصورها»، والإشارة إلى أن الغوطة عاشت أيامًا صعبة فى السابق، وتعرضت للقصف بالقذائف والبراميل المتفجرة، وعانت من الجوع؛ إلا أنها استطاعت الصمود وتحمل معاناتها المستمرة، وبالرغم من حصار المدينة؛ فإن الأهالى كانوا يحصلون على المواد الغذائية والأدوية والأسلحة والأموال عن طريق التهريب. ولم توضح الصحيفة المصادر التى اعتمدت عليها فى الحديث عن هذه المعاناة، خاصة أنها رصدت أن تدفق هذه المواد الأساسية المهربة بدأ يخف تدريجيًا فى نهاية العام الماضي، بعد أن أغلقت قاعدة عسكرية أمريكية فى الأردن كانت تزود فصيلين من المعارضة بالأسلحة، كما توقفت التحويلات المالية المنتظمة التى كانت ترسل إلى الداخل السوري. وكان من الملاحظ إشارة الصحيفة المستمر إلى استخدام البراميل المتفجرة دون الكشف عن مصادرها، يشير بأصابع الاتهام إلى الجماعات الحقوقية، وبخاصة «المرصد السورى لحقوق الإنسان» المقرب من الفصائل المعارضة المسلحة، الذى اعتاد تأليب الرأى العام الغربى ضد الحكومة السورية والرئيس بشار الأسد، فكثيرا ما يصدر المركز بياناته زاعما استخدام الحكومة السورية للبراميل المتفجرة واستهداف المدنيين، لتخفيف الانتقادات لفصائل المعارضة، ومنحها غطاء سياسيا يسمح لها بالحصول على مزيد من الأسلحة.. ونوهت الصحيفة إلى أنه «فى الوقت الذى تستعد فيه القوات السورية لشن هجوم نهائى برى على الغوطة الشرقية؛ فإن الأهالى ينتظرون مصيرهم المجهول بعد أن تخلت عنهم القوى الإقليمية». ونقلت الصحيفة عن عدنان شملي، وهو مقاتل سابق فى صفوف المعارضة، قوله إن «الدول العربية التى التقينا بهم فى الأردن، أغدقوا علينا بالوعود، وأنا نادم لغاية الآن لأنى تركت بيتى إذ كان من الأفضل لو مت مع أصدقائي». كما اهتمت الصحيفة بتصريحات لأحد المتحدثين باسم «فيلق الرحمان»، الذى يقاتل فى الغوطة الشرقية، بأن «الطيران السورى يستهدف المدنيين فى الغوطة الشرقية بطريقة منهجية، والمنطقة كأنها جهنم مفتوحة بشكل لا يمكن تصوره»، مضيفًا أن «قطر توقفت عن تمويلهم من دون إعطاء أى مبرر إلا أننا نأمل بأن يعودوا عن قرارهم»!
عفرين والغوطة
فى حين ركزت مجلة «دير شبيجل» الألمانية، على أنه ليس من قبيل الصدفة أن تتصاعد العمليات القتالية فى عفرين والغوطة الشرقية فى آن واحد، خاصة أنها تأتى قبل الانتخابات الرئاسية الروسية فى الـ ١٨ من مارس يريد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين تقديم نجاح إضافى فى الحرب فى سوريا لناخبيه، ولذلك يرفع الجيشان السورى والروسى من حدة الهجمات على الغوطة الشرقية، وإذا سقطت الضواحى مجددًا فى يد الحكومة السورية، فإن بشار الأسد سيبسط سيطرته بعد أكثر من خمسة أعوام على المدن حول العاصمة. 
نوهت المجلة فى تحليل لها على أن هذا الصمت ليس وحده ما يوحى بوجود ترتيبات سرية بين تركيا وروسيا، فأنقرة تسمح بالهجمات على المجموعات المتمردة فى الغوطة الشرقية المتحالفة فى الحقيقة مع تركيا، فى حين تقبل موسكو ودمشق الغزو التركى فى عفرين، الثلاثى الأسد وأردوغان وبوتين هم المستفيدون، من بين آخرين فى الوقت الحالى على الأقل، من إراقة الدماء فى سوريا.
خطايا المعارضة
«بينما ركزت إذاعة ألمانيا» على توجيه الاتهامات للمعارضة السورية المسلحة، موضحة أن الفصائل المسلحة بعضها من الجهاديين، وطرأ منذ فترة تطور راديكالى فى مواقف معارضى النظام فى الغوطة الشرقية، كما أنهم يقصفون عشوائيًا بصواريخ مدينة دمشق ويقتلون هناك بشرًا. وكانت «إذاعة ألمانيا» أكثر ميلا إلى التغطية المهنية مقارنة بالصحف والأبواق الإعلامية الأخري، حين أشارت فى تقرير لها إلى أن المواطنين فى الغوطة أغلبهم لا يريدون شيئًا آخر سوى العيش مع عائلاتهم فى سلام، وليس تحت حكم الرئيس السوري، والكثيرون لا يريدون العيش تحت حكم المتطرفين أيضًا، فهم أناس عاديون، آلاف البشر وجدوا مصادفة فى سوريا، وفى الغوطة الشرقية تحديدًا، ويكابدون الخوف من الموت. 
«جهنم على الأرض»
على الجانب الآخر، انتقدت صحيفة «التايمز» ما يحدث فى الغوطة موجهة اتهاما مباشرا للرئيس السورى بشار الأسد، باعتباره هو المسئول عما يحدث من اضطرابات فى سوريا، وبخاصة فى الغوطة الشرقية.
أشارت الصحيفة إلى أن الأسد بقساوته يحول الغوطة إلى جهنم على الأرض، مشيرة إلى أن الأطباء وسائقى سيارات الإسعاف وعمال الإنقاذ يحاولون إنقاذ أطفال فى الغوطة الشرقية. كما نوهت الصحيفة إلى أن أحد منازل متطوعى الخوذ البيضاء فى الغوطة الشرقية تعرض للقصف وكان داخله أطفال، إلا أنهم لم يتمكنوا من الوصول إليهم لمعرفة إن كانوا أحياء أو أموات.
مساومات كبرى
على الجانب الآخر، رصدت صحيفة «دى تسايت» الألمانية، أن سوريا أصبحت محل مساومة بين العواصم الغربية، وأن الكل يبحث عن مصالحه، وتدعيم نفوذه على الأراضى السورية، بعيدا عن وضع حلول قابلة للتحقيق تسمح بوضع حد لإراقة الدماء. ونوهت الصحيفة فى تحليل لها إلى أن السوريين أصبحوا محل مساومات كبرى ولا يملكون أدنى تأثير على مصيرهم، ولم يبق للناس أى أفق إذا ما انتهت الحرب؛ لأن سوريا لن تصبح أبدًا من جديد الدولة المركزية التى كانت موجودة. وذلك حتى وإن أعاد الأسد فرض سيطرته من جديد على جميع البلاد. 
ونوهت إلى أن ما يجرى فى سوريا محل نزاع بين ميليشيات ومجموعات أخرى، يحرك فيه وكلاء حسب رغبتهم أشخاصًا ويفرضون مصالحهم، وهو نفس ما يحدث فى ليبيا أيضا.
دعوات للتدخل الأممي
فى حين اهتمت صحيفة «زودويتشه تسايتونج» الألمانية، بضرورة تدخل الأمم المتحدة فى النزاع السوري، والعمل على وقف إراقة الدماء بشكل عاجل فى ظل اشتداد المعارك بين الجيش السورى والفصائل المسلحة، وسط اتهامات متبادلة بين الجانبين باستهداف المدنيين. أكدت الصحيفة فى تقرير لها، أنه لا يحق للمجتمع الدولى أن يكون له مكان فى الوجود، فإذا فشل مجلس الأمن بهذا الشكل الفاضح مثل ما يحصل منذ سنوات فى سوريا.