الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مدمن "تائب" يتحدث لـ"البوابة نيوز": الإدمان خرب بيتي.. ونفسي أبطل من 3 سنين.. كنت بشتري تذكرة الهيروين بـ100 جنيه يوميًا.. ووالدي حبسني في البيت عشان أبطل وفشلت

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«نفسى أتعالج ومش عارف».. بتلك الكلمات بدأ مدمن الهيروين حديثه والدموع تذرف من عينيه، متحدثًا عن رحلة إدمانه لمخدر الهيروين لأكثر من ٣ سنوات، عانى خلالها من الآثار المدمرة التى لاحقته نتيجة إدمانه التعاطى خلال تلك الفترة.
قصة إسلام، صاحب الـ٢٤ عامًا، بدأت عندما كان يتعاطى مخدر الحشيش ثم أتجه إلى إدمان مخدر «الماتاريل»، ثم بدأ بعد ذلك فى تعاطى مخدر الهيروين، قائلًا: «شديت خطين»، مشيرًا إلى أنه فى البداية استمر نحو شهرين، قام خلالها بتعاطى تلك المواد المخدرة، ثم تطور الأمر سلبيًا إلى أن وصل إلى مرحلة «تعاطى حقن هيروين».
وأضاف أنه بعد أن أدمن تعاطى الهيروين، بدأ الذهاب بعدها إلى الأماكن التى تُباع فيها تلك المواد المخدرة، قائلًا: «من ضمن الأماكن اللى روحتها منطقة الجعافرة»، مؤكدًا أنه فى تلك الأماكن كان يرى هناك التجار يبيعون تلك المواد المخدرة، حيث الأسعار أقل والأصناف كثيرة هناك، وهو ما جذبنى بشدة الى التردد على تلك الأماكن بكثرة.
أما عن الآثار السلبية وراء إدمانه لذلك المخدر الخطير، أشار إلى أنه بمجرد تعاطيه الجرعة التى اعتاد عليها، يشعر بالذنب الكبير وراء قيامه بذلك الفعل، ويندم ندمًا شديدًا، قائلًا: «نفسى أبطل تعاطى الهيروين نهائيًا، لأنى بجد تعبت وكل ما بشرب بشعر بالذنب الكبير».
وأضاف أن زوجته وولديه يعيشون مع والده ووالدته وإخوته فى شقة مساحتها ٥٠ مترًا، وتلك المعيشة الصعبة تؤخر كثيرًا من علاجى، حيث إننى أتمنى أن أجد شقة بمفردى أعيش فيها أنا وأسرتى حتى لا أكون عبئًا على والدى، الذى طفح به الكيل من أجل تربيتنا ومن أجل الإنفاق على المنزل، حيث إنه يعمل «ترزى»، ويعانى كثيرًا فى مهنته تلك من أجل كسب العيش.
وأشار إلى أنه منذ إدمانه ذلك المخدر، حاول كثيرًا الإقلاع، ولكنه لم يستطع، قائلًا: «والدى كان له دور كبير فى ذلك الأمر، حيث إنه يمنعنى من الخروج من الشقة كلما حاولت لأنه يعلم جيدًا أنه فى حالة خروجى من الشقة، سأذهب فورًا إلى هؤلاء الذين يبيعون تلك المواد المخدرة، وسأقوم بالشراء والتعاطى لأعود إلى طريق الشر والموت كما كنت، وهو الأمر الذى لا أرغب فيه على الإطلاق»، موضحًا أن الإقلاع عن الإدمان يحتاج أموالًا كثيرة، ونحن ليس لدينا أى أموال.
أما عن الوسيلة التى كان يجلب بها تلك المواد المخدرة، فأكد أنه كان يعمل سائق توك توك، ومن خلال عمله، كان يشترى بالأموال التى يعمل بها «هيروين»، ونظرًا لأن سعر تذكرة الهيروين غالٍ، فلم يكن يتبقى معى أى أموال أعيل بها أسرتى، حيث إننى متزوج ولدى طفلان، وبالتالى دخلت فى مشكلة كبيرة، حيث لاحظ والدى الذى أعيش معه فى منزله، أنه لم يعد لدىَّ أموال بالرغم من أننى أعمل على توك توك، وعندما علم بحقيقة إدمانى لذلك المخدر، فقام بحبسى داخل الشقة حتى لا أخرج مرة أخرى إلى الشارع لتناول المخدر السام.
وأشار إلى أنه فى الوقت الراهن يجلس فى الشقة مع والده وأسرته، ووالده هو من يتولى أمر إعالة الأسرة حيث إن محاولتى الإقلاع عن التعاطى كبدتنى العديد من الخسائر، والتى أولها أننى لم يعد فى جيبى أى نقود، ووالدى هو من يعولنى أنا وزوجتى وأولادى، كما أننى أبكى بالدموع كلما رأيت أطفالى الصغار حولى، وأنا أقف فى مكانى لا أستطيع حتى الخروج من أجل العمل حتى أعولهم.
وأكد أنه نادم لسلوكه ذلك الطريق، مؤكدًا أنه حاول خلال الفترة الماضية الإقلاع، ولكنه كان يجد صعوبات كبيرة فى ذلك، ومن ضمن المحاولات قيام والده بإدخاله إلى إحدى المصحات العلاجية، والتى كلفتهم حوالى ٣٠٠٠ جنيه فى شهر واحد، ونظرًا للتكلفة الكبيرة، فلم يستطع إكمال الرحلة العلاجية داخل تلك المصحة العلاجية، ما جعله يتوقف.
وأوضح أنه منذ حوالى عام أقلع عن إدمان ذلك المخدر لمدة شهر، حيث كان موجودًا داخل المنزل تحت عناية والدة، وبعدها خرج إلى الشارع ما تسبب فى عودته مرة أخرى إلى الإدمان، وأصبحت حالته أكثر سوءًا وعاد مرة أخرى إلى الإدمان بصورة كبيرة، وبعدها أدخله والده تلك المصحة العلاجية التى كلفتهم ٣٠٠٠ جنيه، ونظرًا للتكلفة العلاجية الكبيرة خرجوا من المستشفى، وبعد خروجه منها عاد أيضًا إلى الإدمان مرة أخرى، وفى النهاية اضطر والده إلى حبسه داخل المنزل حتى يكف عن الإدمان.
أما والد الشاب، فأكد أنه بعد أن علم أن نجله مدمن هيروين حاول بكل طاقته إقناعه بالإقلاع، ولكن دون جدوى، حيث إنه فى كل مرة تقف الظروف المادية حائًلا أمام الاستمرار فى علاجه، مشيرًا إلى أن نجله أصبح الآن بدون عمل، حيث لا يستطيع أن يتركه ينزل الشارع مرة أخرى حتى لا يعود مرة أخرى إلى طريق الإدمان.
وأكد أنه يحلم بتلك اللحظة التى يرى فيها نجله قد أقلع نهائيًا عن الإدمان، مطالبًا بدخول نجله إلى مصحة علاجية، حتى يتم علاجه من إدمان مخدر الهيروين، وقال: «أعمل «ترزى» فى أحد المحلات، وأتكفل بأسرتى وأسرة نجلى حتى يتم علاجه، وبرغم أننى أمنعه من الخروج من المنزل حتى لا يعود مرة أخرى إلى الإدمان، فإن وجوده فى المنزل لا يقدم أى شىء فى حالته، لأن العلاج من الإدمان يحتاج مستشفى أو مصحة وليس المكوث فى المنزل.
والدى حبسنى فى البيت عشان أبطل وفشلت.. ودخلت مصحة ولم أستكمل علاجى بسبب ارتفاع نفقات العلاج.