الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"نيويورك تايمز": إيران حولت سوريا لساحة مواجهة مع إسرائيل.. ودخول طائرة من طهران لـ"تل أبيب" ينذر بحرب في الشرق الأوسط

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نشرت صحيفة «نيويورك تايمز»، الأمريكية، تقريرًا يكشف عمق التدخل الإيرانى فى الحرب السورية، وكشفت عن البنى التحتية، التى تؤسسها طهران، لتحويل سوريا إلى ساحة مواجهات مع إسرائيل.
وتشير الصحيفة، إلى أن واقعة دخول الطائرة بدون طيار الإيرانية إلى المجال الجوى الإسرائيلى هذا الشهر، عمقت المخاوف حول، ما إذا كانت حرب كارثية جديدة تختمر فى الشرق الأوسط، بسبب ما نتج عنها من سلسلة سريعة من الضربات والضربات المضادة.
فالانفجار السريع للعنف، والذى انتهى بسرعة، بعد أن أدى إلى تدمير الطائرة بدون طيار، وإسقاط الطائرة الإسرائيلية بعد قصفها لمواقع فى سوريا، لفت الانتباه جديدًا، إلى ما أسمته الصحيفة «بعمق إيران فى سوريا»، والذى يعيد رسم الخارطة الاستراتيجية للمنطقة.
حيث قامت إيران، بنشر مستشارين تكتيكيين تابعين لـ«الحرس الثورى الإسلامى»، فى القواعد العسكرية فى جميع أنحاء سوريا، كما أن قياداتهم، تظهر بانتظام فى الخطوط الأمامية لقيادة المعارك، بالإضافة إلى بناء ودعم شبكة من الميليشيات القوية، والتى تضم آلافًا من المقاتلين المدربين فى سوريا، كما أدخلت إيران، تكنولوجيا جديدة إلى القتال، مثل الطائرات بدون طيار، وتقنيات التجسس على الأعداء، بالإضافة إلى احتمال قيامها بهجمات جوية.
وتشير الصحيفة إلى أن كلًا من المسئولين الإسرائيليين وأعدائهم، يرون أن أى نزاع جديد، بين إسرائيل وإيران، أو أى من حلفائها، من المحتمل أن يؤدى إلى حشد شبكة إيران الواسعة من الوكلاء المتشددين لها فى بلدان عديدة، والتى تشير إليهم إيران على أنهم «محور المقاومة».
ودخلت إيران وحلفاؤها لأول مرة فى سوريا؛ للدفاع عن حكم بشار الأسد ضد الثوار فى عام ٢٠١١، بعد أن بدأت قوات الثورة بالتراجع، بحسب وصف الصحيفة، وانحسار الخطر، الذى يهدد حكم الأسد، عملت إيران وحلفاؤها على تحويل تركيزهم إلى إقامة «بنى تحتية»، تهدد إسرائيل، حيث تواصل إيران تدريب وتجهيز المقاتلين، وتعزيز العلاقات مع الحلفاء فى العراق، ولبنان على أمل إقامة جبهة موحدة فى حالة نشوب حرب جديدة.
وبحسب الصحيفة، فإن محللين ومسئولين، يرون ذلك أنه الهدف الأساسى لاستراتيجية إيران، ليس فقط الاعتماد على المعدات العسكرية التقليدية أو السيطرة على الأراضى، والتى يمكن لإسرائيل أن تقصفها بسهولة، بل بناء علاقات مع القوات المحلية، التى تشترك بأهدافها مع إيران، وتستفيد كذلك من خبرتها وتمويلها.
ومكن هذا النهج، إيران، من تعزيز قوتها فى العالم العربى، مع تقليل التهديد، التى تواجهه قواتها وأراضيها، كما خلق مشكلة لعدة دول، مثل «الولايات المتحدة، وإسرائيل، والمملكة العربية السعودية»، والتى تخشى من النفوذ الإيرانى المتزايد، وتكافح من أجل التوصل إلى سبل لإيقافه.
الحرب الشمالية الأولى
وتشير «نيويورك تايمز»، إلى أن البعض فى إسرائيل، بدأ بالإشارة إلى احتمال اندلاع «الحرب الشمالية الأولى»، مما يعنى أن إسرائيل سوف تضطر للقتال عبر الحدود اللبنانية والسورية، كما يقول الكثير من الإسرائيليين: إن الخطر ليس فقط من الميليشيات المدعومة من إيران، بل أيضا من الجهود الإيرانية فى تزويد «حزب الله»، القوة الإيرانية الخارجية ذات الخبرة، بأسلحة متقدمة، عالية الدقة، قادرة على ضرب أهداف حساسة فى البنية التحتية الإسرائيلية.
ووفقًا للمسئولين الإسرائيليين، فإن إيران وحلفاءها يسعون إلى إقامة ممر أرضى من إيران إلى البحر المتوسط، عبر العراق وسوريا ولبنان، لتسهيل نقل هذه الأسلحة، ولبناء معامل تحت الأرض تقوم بتصنيعها فى لبنان وسوريا.
وتشير الصحيفة، إلى قيام إسرائيل بقصف قوافل فى سوريا، تعتقد أنها تحمل أسلحة متقدمة لـ«حزب الله»، إلا أن طبيعة الحزب السرية، تجعل من الصعب تحديد الأسلحة، التى حصل عليها، وما إذا كانت مصانع الأسلحة هذه قادرة على العمل.
وهذه الأسلحة، إلى جانب القذائف الثقيلة، والتى تقدر بأكثر من ١٠٠ ألف قذيفة وصاروخ، بدون قدرات استهداف عالية الدقة، وتقول إسرائيل، إن «حزب الله»، يمتلكها بالفعل، والتى يمكنها أن تطغى على الدفاعات الإسرائيلية.
وأثارت التحركات الإيرانية فى المنطقة قلق الولايات المتحدة، حيث قال الجنرال هربرت مكماستر، مستشار الرئيس الأمريكى لشئون الأمن القومى، فى ميونخ: «ما يثير القلق بشكل خاص، هي شبكة الوكلاء هذه، التى تكتسب المزيد والمزيد من القدرة، فيما تزرع إيران المزيد والمزيد من الأسلحة المدمرة فى هذه الشبكات»، وأضاف «حان الوقت الآن فى اعتقادى للتحرك ضد إيران».
إغواء الميليشيات
بين هؤلاء المقاتلين، حوالى ٦٠٠٠ مقاتل من «حزب الله»، أما معظم أفراد الميليشيات المتبقية، فيأتى من أفغانستان والعراق ولبنان وباكستان وأماكن أخرى، وتم إغواؤهم بالمال؛ للمشاركة بالقتال فى سوريا، وكذلك بسبب تأثرهم بالمذهب الشيعى، حسب ما تراه الصحيفة، التى تضيف، أن معظمهم يرى الحرب فى سوريا من الناحية الدينية، كجهاد ضد أعداء دينهم.
وقال على الفونة، الباحث فى المجلس الأطلسى، والذى يتابع تقارير ذات صلة بمقاتلى الميليشيات الأجنبية، الذين قتلوا فى سوريا: إن عدد الوفيات المبلغ عنها بين صفوف هذه الميليشيات انخفض إلى حد كبير، والسبب برأيه يرجع إلى أن الذين يقاتلون من أجل الأسد أصبحت لهم اليد العليا فى الحرب، وبدلا من مغادرة البلاد، فقد تحولت أنظارهم نحو إسرائيل.
وأكد «الفونة»، أن إيران أدركت أنه من الممكن فعلا الحفاظ على جبهة ضد إسرائيل، حيث لا توجد حرب ولا سلام أيضًا، وضمن البحث، الذى قام به «الفونة»، فقد حدد وجود ثلاث قواعد إيرانية رئيسية تشرف على العمليات فى أجزاء كبيرة من سوريا، واحدة بالقرب من حلب فى الشمال، واثنتين فى جنوب العاصمة دمشق، فضلا عن سبع قواعد تكتيكية أصغر بالقرب من الخطوط الأمامية النشطة، حيث تتواجد إيران ووكلاؤها.
وتورد الصحيفة، القلق الإسرائيلى من فكرة وجود دائم لإيران فى سوريا، حيث تخشى إسرائيل من مواجهة تهديد لها فى سوريا على غرار، ما يشكله «حزب الله»، فى لبنان، وبحسب المحللين القريبين من إيران ووكلائها، فإن هذا هو الهدف الإيرانى بالضبط.
وتشير الصحيفة، إلى زيارة قيادات من الميليشيات العراقية إلى الحدود اللبنانية- الإسرائيلية، بصحبة قيادات من «حزب الله»، حيث اعتبر أعضاء هذه الميليشيات أن الزيارات تضمنت وضع خطط؛ لكيفية تعاونهم فى نزاع مستقبلى ضد إسرائيل.