الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ظهور"تنتوش" في ذكرى "17 فبراير" يكشف علاقة القاعدة بـ"إخوان ليبيا".. حامل "رسائل" بن لادن دخل طرابلس مع بعثة منتخب الكرة في ديسمبر 2000

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

كشف نشطاء ليبيون عن ظهور قيادى بتنظيم القاعدة مطلوب دوليًا - فى احتفالات الذكرى السابعة لـ«١٧ فبراير» بالعاصمة الليبية طرابلس- مرتبط بجماعة الإخوان فى ليبيا، وله علاقة بزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، كما كان مسئولا بالجماعة الليبية المقاتلة.

وتداول النشطاء الليبيون صورا لعضو تنظيم القاعدة المطلوب دوليا «إبراهيم على محمد أبوبكر تنتوش»، فى فعاليات طرابلس بالذكرى السابعة لـ «١٧ فبراير» عن طريق صور عشوائية للحضور نشرتها بالصدفة اللجنة العليا المشكلة بالخصوص لتنظيم الاحتفال (كرنفال ليبيا للسلام) عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك.

«تنتوش» من مدينة العزيزية بليبيا ولد فى ٢ فبراير ١٩٦٦ ومتزوج من سيدة جزائرية.

وكان تنتوش المكنى (عبدالمحسن الليبى وأبوعبدالرحمن ومحمد جاسم) وغيرها من الأسماء الحركية، والمطلوب للشرطة الدولية (الإنتربول) بناءً على مذكرة إحالة من مجلس الأمن، تغيب منذ أربع سنوات، وراجت أنباء عن مقتله وفراره مجددًا من البلاد، ليعود إلى الظهور برفقة سيدة حاملًا طفلًا على كتفيه، وذكرت مصادر ليبية أنه يعمل حاليًا مسئول التوزيع بهيئة دعم وتنشيط الصحافة!

- الإخوان والمنتخب الليبي حول كيفية الدخول إلى ليبيا، اقترن اسم تنتوش على الصعيد المحلى بعد تاريخ عودته باسم عبدالرزاق العرادى العضو المؤسس فى حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين الليبية.

وكشفت اتهامات رئيس الحكومة الليبية المؤقتة السابق على زيدان، فى إبريل ٢٠١٤، لأعضاء من حزب العدالة والبناء «الذراع السياسية لجماعة الإخوان فى ليبيا» بأنهم وراء تسهيل دخول أحد العناصر المشاركة فى الحراك العنيف إلى ليبيا، فى إشارة إلى إبراهيم أبوبكر تنتوش القيادى السابق فى تنظيم القاعدة بأفغانستان.

وقال زيدان، فى تصريح لقناة «ليبيا الأحرار»: «إن أعضاء فى حزب العدالة والبناء، الجناح السياسى لجماعة الإخوان المسلمين فى ليبيا، رافقوا البعثة الرسمية إلى جنوب أفريقيا لحضور المباراة النهائية للمنتخب الليبى لكرة القدم فى بطولة أفريقيا للمحليين، وأنهم اصطحبوا خلال رحلة عودتهم إلى ليبيا شخصًا لا علاقة له بالبعثة، وأن هذا الشخص الذى أتوا به من جنوب أفريقيا يشارك فى أعمال العنف حاليا».

مقرب من بن لادن

ويعد « أبوبكر تنتوش» حامل رسائل أسامة بن لادن، ويرتبط اسمه بلجنة المساعدة الأفغانية، وجمعية إحياء التراث الإسلامي، والجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية، حيث كان تنتوش مديرا لمكتب جمعية إحياء التراث الإسلامى فى بيشاور بباكستان، وشغل أيضا منصب مدير لجنة المساعدة الأفغانية بالمدينة التى وفّر فيها تسهيلات لابن لادن ومرافقيه، ونقل أموالا ورسائل من وإلى زعيم تنظيم القاعدة آنذاك.

وتشير وثائق ومذكرات مجلس الأمن إلى أن تنتوش كان مرتبطًا بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن فى بيشاور وكان ينقل أموالًا ورسائل منه، فيما تشير وثائق أرشيفية صادرة من جهاز الأمن الداخلى الليبى السابق إلى أنه وإضافة لانتسابه للتنظيم كان كذلك من مسئولى الجناح الاقتصادى للجماعة الليبية المقاتلة.

فى ٢٠ ديسمبر ٢٠٠٠، أصدرت هيئة محلفين كبرى فى الدائرة الجنوبية فى نيويورك، بالولايات المتحدة، لائحة اتهام ضد تنتوش وأربعة أشخاص آخرين مشتبه بهم. ووجهت إلى المتهمين الخمسة تهمة التآمر، بقيادة تنظيم القاعدة التابع لأسامة بن لادن، لقتل مواطنين من الولايات المتحدة والإنخراط فى أعمال غير مشروعة أخرى. واتُّهم تنتوش، بوجه خاص، بسبب تورطه فى عمليتى تفجير سفارتى الولايات المتحدة فى دار السلام ونيروبى فى السابع من أغسطس ٢٠٠١، وفى العام ذاته فرّ صحبة أسرته من باكستان إلى أيران ثم إلى ماليزيا التى قضى بها فترة من الزمن، حيث حصل على جواز سفر أفريقى مزوّر، ثم تعرّض للاعتقال فى حملة أمنية تلت عملية تفجير فندق الماريون بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا، وفى نوفمبر ٢٠٠٣ تم ترحيله إلى جنوب أفريقيا، وفى جوهانسبورج تقدم بطلب لجوء سياسى ما جعل السلطات المحلية تشتبه فى أمره وتعتقله بعد أن اكتشفت أن جواز سفره كان مزورا.

وحين علمت السلطات الليبية فى عهد معمر القذافى، بنبأ اعتقاله، حتى وجهت إلى سلطات جنوب أفريقيا طلبا بتسلّمه بسبب تورطه فى قضية سطو مسلح على منشأة للذهب والمعادن الثمينة فى مدينة غريان العام ١٩٨٥ وكذلك بسبب علاقاته بالجماعة الليبية المقاتلة، غير أن سلطات جنوب أفريقيا امتنعت عن تسليمه نظرا لأنها تمنع الإعدام فى بلادها ورأت أن حياته قد تكون مهددة فى ليبيا، وبعد احتجازه لمدة عشرة أعوام، تدخلت السلطات الليبية الجديدة لدى سلطات جنوب أفريقيا لإطلاق سراحه، وهو ما تم فعلا، حيث عاد يوم ٣ فبراير ٢٠١٤ إلى طرابلس على متن طائرة كان مخصصة لنقل المنتخب الليبى لكرة القدم. أدرجت الأمم المتحدة إسم إبراهيم أبوبكر تنتوش، فى القائمة الموحدة للمنظمات والأشخاص المرتبطين بتنظيم القاعدة فى ١١ أكتوبر ٢٠٠٢ عملا بأحكام الفقرة ٨ (ج) من القرار ١٣٣٣ للعام ٢٠٠٠ كشخص مرتبط بتنظيم القاعدة أو أسامة بن لادن أو حركة طالبان «بسبب المشاركة فى أعمال أو أنشطة يقوم بها بن لادن أو القاعدة أو جمعية إحياء التراث الإسلامى أو التخطيط لهذه الأعمال أو الأنشطة أو تيسير القيام بها والإعداد لها أو ارتكابها،أو المشاركة فى ذلك معهما أو باسمهما أو بالنيابة عنهما أو دعما لهما» أو «توريد أسلحة وما يتصل بها من معدات إليهما أو بيعها لهما أو نقلها إليهما».

وفى ١٠ يوليو ٢٠١٥، سنت لجنة مجلس الأمن المنشأة عملا بالقرارين ١٢٦٧ (١٩٩٩) و١٩٨٩ (٢٠١١) بشأن العقوبات المفروضة على تنظيم القاعدة تعديلات محددة على حالة تنتوش بموجب الفقرة ١ من قرار مجلس الأمن ٢١٦١ (٢٠١٤) المعتمد بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة واقتصرت التعديلات على تغيير لمكان إقامته من جنوب أفريقيا إلى طرابلس بعد عودته لها، فيما يأتى اسمه محتلًا المرتبة ٥٧ على قائمة ما زالت سارية للمطلوبين لدى مجلس الأمن بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة والمرتبطين بقيادته وعمليات تمويله.

قيادة معسكر ٢٧

وفى ٢٠١٤، ذكرت تقارير إعلامية ليبية، أن إبراهيم أبوبكر تنتوش، سيطر على معسكر ٢٧ غربى طرابلس، الذى عرف بهذه الاسم نتيجة وجوده على النقطة الكليومترية ٢٧ انطلاقا من طرابلس فى اتجاه الزاوية، ويخضع لقيادته.

ومعسكر ٢٧ كان مقرا للواء ٣٢ معزّز بقيادة خميس القذافى، ثم سيطر عليه فيما بعد المسلحون.

وأوضحت تقارير ليبية، إلى أن آخر ظهور علنى سُجل لتنتوش كان عبر لقاء بالأقمار الصناعية أجرته معه قناة ليبيا لكل الأحرار فى مقرها السابق بالدوحة من مسكنه السابق بمنطقة صياد القريبة من جنزور ولقاء آخر عبر قناة النبأ ظهر فيه بعد الاتهامات التى تلت عودته وقد بدا فى ذلك اللقاء الذى دافع فيه عن نفسه فى مواجهة التهم الموجهة له محليًا، حليق الوجه يرتدى ملابس مدنية وهو عكس المظهر الذى ظهر فى احتفالات الذكرى السابعة لـ«١٧ فبراير».