الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"البوابة نيوز" ترصد معاناة المواطنين في استخراج البطاقات.. "مكاتب التموين" ترفع شعار "السيستم واقع" والموظفون: روحوا لـ"مصيلحي" في الوزارة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يعانى كثير من المواطنين، خاصة محدودى الدخل، من بطء وعدم القدرة على استخراج «بدل فاقد» بطاقات التموين والتالف منها، مع العلم أن السلع التموينية ورغيف الخبز هما أهم دعم للأسر محدودة الدخل، حيث تخصص الدولة ميزانية تبلغ ٨٠ مليار جنيه سنويًا.

وعلى الرغم من تصريحات وزير التموين الدكتور على المصيلحى، التى تؤكد أن المواطن هو محور الخدمة التى تعمل الوزارة على تقديمها، وأن مستوى هذه الخدمة هو المؤشر الحقيقى لنجاح الشركات من عدمه، لكن التصريحات فى وادٍ والواقع فى وادٍ آخر.

«البوابة نيوز» رصدت فى جولة معاناة المواطنين ومحدودى الدخل والسيدات المعيلات والأرامل، اللاتى لا يستطعن الحصول على رغيف الخبز إلا من خلال التموين.


البداية كانت فى مكتب تموين الساحل فى منطقة شبرا بالقاهرة، وبمجرد اقترابك من المكتب، تجد ورقه معلقة على الباب تحمل كلمات «السيستم واقع من يوم ٢٨/١١/٢٠١٧ وما زال غير فعال»، وعندما تستفسر عن الأزمة وكيف يحصل المواطنون على مستحقاتهم التموينية، يرد عم جميل مسئول المكتب، قائلًا: «روح اشتكى فى الوزارة»، فيما ردت الموظفة المساعدة لمدير المكتب التى رفضت قول اسمها: «روحى للمصيلحى أنا ماليش دعوة الكمبيوتر مش شغال».

أحد المواطنين يوجه حديثه لعم جميل: «لو مش هتعملوا بطاقات التموين، أخبرونا بذلك، حتى لا أضطر أن آتى كل يوم خميس، أنا منذ شهر يوليو الماضى، وأنا أتردد على المكتب وكتبت ١٠٠ شكوى، وكل مرة تقولوا السيستم واقع».

يرد عم جميل مسئول المكتب: «أنا لو معايا عربية هاخدك ونروح نشتكى فى الوزارة».

وسرعان ما تدخلت أصوات المواطنين من شكاوى وصراخ ودعاء(حسبنا الله ونعم الوكيل) ورغم محاولة عم جميل للتخلص من الزحام وصرف المواطنين تارة وتهدئتهم بوعود كاذبة، تارة أخرى، إلا أنه فشل ولم يجد سوى غلق الباب الحديد للمكتب ومغادرة المكان قائلا: «رايح أحاول أحل المشكلة وأصلح السيستم».

وقالت إحدى السيدات: «أنا باجى من القناطر لشبرا كل يوم حد وخميس وبقالى على هذا الحال أكثر من سنة ولا عارفة أجدد البطاقة ولا عارفة أعمل بدل تالف، وكل ما أجى يقولوا السيستم واقع، لما نموت هيصدروا البطاقات».

وتقول «عزة»، ربة منزل تعول أسرة من ٨ أبناء: «أنا جددت بطاقتى وقبضت التموين على ولادى الـ٨ أول شهر، والشهر الثانى لاقيت واحد بس والـ٧ مش محسوبين ومش عارفه أخد حقوقهم».

وقال محمد أحمد على المعاش: «طالما مش عارفين يستخدموا الكمبيوتر ما تلغوه وخلينا زى الأول، كنا فى رحمة بدل البهدلة اللى إحنا فيها».

وفى مكتب تموين جنوب القاهرة فى منطقة السيدة زينب، قاطعت إحدى السيدات مسئول التموين بالمكتب، قائلة: «أنا أسرتى تتكون من ٩ أفراد، ولا أستطيع أن أشترى رغيف خبز بـ ٥٠ قرشًا خارج البطاقة التموينية كل يوم، وعندما أذهب لتجديد البطاقة يقولوا السيستم واقع».

وتتابع السيدة: «الغريب أننى إن فشلت فى تجديدها سأدفع غرامة ٥٠٠ جنيه ولا أستطيع تحملها، أجيب منين جوعونا والواحد مش لاقى يأكل».

لم تكن هذه هى المشكلة الوحيدة فى مكاتب تموين جنوب القاهرة، حيث قالت صابرة سيدة ستينية أرملة تعول أسرة من ٥ أفراد: «كل اللى بتمناه من ربنا يعملولى بطاقه عشان لقمة العيش، مش عايزة غير بـ ٧٥ قرش عيش كل يوم».

وبينما كانت تتابع السيدة صابرة حديثها باكيه أتى اثنان من أمناء شرطة قسم الساحل مقاطعين لجولتنا رافضين ما نقوم به، فما كان من صابرة، إلا تقبيل يد أمين الشرطة وهى تردد: «أبوس إيدكم سيبهم يوصلوا صوتنا محدش حاسس بينا، وأنتم قاعدين فى مكاتبكم وإحنا تعبنا».

يذكر أن الدكتور على المصيلحى وزير التموين، أكد فى تصريحات صحفية وجود أخطاء منذ وضع بطاقة التموين والرقم السرى لها فى مظروف واحد وإرسالها للمديرية تمهيدًا لتسليمهما للمواطن.

وأضاف «المصيلحى»، أنه اعتبارًا من أول العام الحالى سيتم تطبيق نظام جديد يربط المكتب التموينى مع المديرية والوزارة ومركز معلومات الإنتاج الحربى بعد العمل على قاعدة بيانات البطاقات المنقاة، وتغيير دورة عمل البطاقات بالكامل، للحد من السرقة فى بطاقات التموين داخل تلك الدائرة المغلقة.

وبحث الدكتور المصيلحى مع الشركات المسئولة عن بطاقات التموين، ضرورة تقديم مذكرة بالخطوات التنفيذية خلال ٤٨ ساعة، حتى يتخذ قرارًا بتجديد عقود الشركات الثلاث من عدمه.

وشدد وزير التموين، على أنه من أول يناير الماضى سيحصل المواطن على بطاقته التموينية خلال ١٥ يومًا، كما وجه حديثه للمواطنين قائلًا: «لازم بطاقتك تطلع خلال الشهر نفسه وإلا هديك ما يثبت إنك تصرف تموينك دون البطاقة إذا زاد عن شهر وتستطيع الصرف بدون بطاقة، لأن أنا اللى مأخره»، مشيرًا إلى أنه تم الاتفاق على ضمان البطاقة التموينية لمدة سنة، وإذا تلفت قبل تلك المدة لن يتحمل المواطن أى شىء تمامًا.