يمثل جمهور أندية دوري الدرجة الثانية "المظاليم" حالة خاصة من الجنون والعشق، والولاء والانتماء إلى الفرق، التي تمثل محافظاتهم بدوري القسم الثاني والثالث، دون إنتظار مصلحة من مسئول أو الهتاف لمدرب مقابل الحصول على المال أو تكوينات كيانات جماهيرية للضغط على إدارات الأندية واللاعبين.
ويعتمد جمهور فرق المظاليم علي الجهود الذاتية لحضور المباريات، التي تقام خارج محافظاتهم التي يسافرون لها علي أسطح القطارات أو التجمع على الدرجات البخارية.
ويمثل الراحل خالد الأسمر، مشجع فريق بنها حالة خاصة من العشق لفريقه حتي الموت، حيث كان يهرب من غرفة العناية المركزة بمستشفى بنها الجامعي التي كان يرقد فيها، لحضور تدريبات ومباريات فريقه رغم تحذير الأطباء له من خطورة ذلك علي حالته الصحية التي تدهورت، قبل أن يكتب أخر سطور نهاية عشقه الجنوني لفريق بنها بحضور مباراة طوخ في القسم الثالث بالموسم الحالي من المدرجات وسط الجماهير، وهو في حالة إعياء شديد ليتوفي بعدها بساعات، تاركا شعار خالد تردده جماهير بنها في المباريات "يالا يا بنهاوية شدو حيلكو شوية.. بنهاوي يا ولا"، وهو الهتاف الذي لم يتمكن من قوله خلال مباراة طوخ الأخيرة لسوء حالته الصحية.
في الوقت نفسه يعد أكرم النفراوي، مشجع فريق غزل المحلة، إحدى حلقات التضحية في مسلسل جنون جماهير المظاليم، والذي أصيب بجلطة في المخ تركت لديه شلل تام عن الحركة والكلام، ومع ذلك يصر علي حضور تدريبات ومباريات الفريق في المجموعة الثالثة بحري بالدوري الممتاز ب علي كرسي متحرك، ومعه وسائل العلاج والتغذية عن طريق خرطوم متصل بالأنف، دون أن يقدم له أي مسؤل بالنادي دعم مالي يساعده في العلاج، رغم أنه كان يقوم بتصوير الفريق خلال المباريات وتجميع الجماهير علي نفقته الخاصة قبل الإصابة.
ويعتمد يسري رحومة، مشجع فريق دمنهور، علي مساعدة الجمهور واللاعبين للتحرك لحضور المباريات والتدريب لعدم قدرته علي الحركة لإصابته بعدة جلطات في جسمه ومعاناته من السمنة المفرطة، التي لم تمنعه من مؤازرة فريقه الذي عشق ألوانه منذ الصغر، وأفني عمره في تشجيعه رافضا الزواج وبناء أسرة مثل كل المشجعين.
ويقوم عبدالرازق عرابي مشجع فريقي الألومنيوم وسكر نجع حمادي، بشراء ديك علي حسابه الخاص وذبحه قبل كل لقاء لفريقه في مباريات المجموعة الأولي بالدوري الممتاز "ب" لفك النحس، وتحقيق الفوز علي الفرق المنافسة في مبادرة منه إعتاد عليها رغم مناشدته أكثر من مرة للتغاضي عن ذلك بشكل تدريجي.
ويحرص محمود إسماعيل، مشجع فريق منتخب السويس، علي حضور كل مباريات الفرق الرياضية بالنادي الأزرق علي كرسي متحرك لحالته الصحية، حيث يعاني من شلل نصفي لم يمنعه من السفر خلف الفريق في كل مبارياته الخارجية، مما جعله أيقونة اللاعبين والأجهزة الفنية ومسؤلي النادي الذي يحلم بتشجيعه أمام الأندية الكبري في دوري الأضواء والشهرة.
