الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"البوابة نيوز" تقتحم أخطر أوكار بيع الكيف في الجيزة.. حشيش واستروكس ومنشطات "على عينك يا تاجر".. "المطبعة النرش" أشهر شوارع البيع.. والمعلم يقود 7 صبيان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«على عينك يا تاجر».. حقيقة مأساوية تعيشها محافظة الجيزة على مرأى ومسمع من المارة وأصحاب المنازل في عدة مناطق بالمحافظة، بعد انتشار تجارة المخدرات في بعض المناطق بالمحافظة، خاصة في منطقة «صفط اللبن».
خاضت «البوابة نيوز» مغامرة صحفية داخل تلك الدواليب عقب شكاوى واستغاثات الأهالي من انتشار تلك الظاهرة التي تتسبب في العديد من الجرائم، وتحديدًا في شارع عبدالعزيز النرش وشارع المطبعة، لتكشف قيام تلك الدواليب، والتي يبلغ عددها أكثر من ٩ دواليب ببيع السموم.
«محتاج إيه يا بيه»، تلك الكلمات تتردد على مسامعك فور وصولك إلى المنطقة، «هيروين أو أستروكس أو حشيش أو بانجو»، كل هذا في نفس التوقيت الذي تعمل فيه الأجهزة الأمنية، على الحد من انتشار تجارة وترويج المخدرات، خاصة في الأماكن الشعبية، عن طريق الحملات المتكررة على تلك المناطق.

دواليب المخدرات
الدواليب بها كل ما يحتاجه رواد الكيف، وكل دولاب مختص ببيع نوع من هذه الأنواع، يدير الدولاب «المعلم» ومعه ٧ أشخاص، بينهم مراقب «ناضورجى» والبائع والباقون مختصون بجلب الزبون، ويقف الباقي داخل تلك الحارة، ويكون معهم المواد المخدرة التي يبيعونها للزبائن، ويضعون تلك المواد أسفل أبواب المحلات والعمارات حال قدوم رجال المباحث للقبض عليهم، كما يضعونها في جيوبهم في حالة كانت الكميات التي معهم ضئيلة.
مواعيد العمل
يمارسون عملهم مثلهم مثل عمال اليومية، ملتزمون بالحضور إلى العمل يوميًا، لأنهم يجدون من وراء تلك التجارة أموالًا كثيرة، فلم لا يستمرون في ممارسة النشاط، في الوقت الذي يجني فيه أقل عامل في ذلك الدولاب حوالى ٢٠٠ جنيه يوميًا من وراء بيع السموم للمواطنين؟!
يأتى أول العاملين حوالي الساعة ١٢ ظهرًا، ويكون معه كميات بسيطة من تلك المواد المخدرة، ثم بعد ذلك يأتي بقية أفراد الدولاب بعد الساعة ٤ عصرًا حتى يكتمل عددهم بعد الساعة ٧ مساءً، ليبدأ العمل بصورة نشطة للغاية داخل الدولاب، حيث يوزعون أنفسهم لجذب الزبائن وبيع المخدرات لهم.
أفراد تلك الدواليب يجيدون التعامل مع رجال الأمن، ففي حالة شعورهم بقدوم قوات الأمن، يقومون على الفور بتقسيم أنفسهم إلى مجموعات ويتفرقون داخل الحارات الضيقة، أما المواد المخدرة التي معهم، فإنهم يستطيعون التخلص منها بسهولة، حيث يضعونها أسفل أبواب العمارات والمنازل أو في «البلاعات»، ثم يفرون هاربين، وبالتالي فلا يمكن لأحد أن يتوقع أماكن تواجدهم.

أسعار المخدرات
أما عن أسعار المخدرات فهي متفاوتة حسب كل منطقة بداخل تلك الدواليب، فمثلًا، سعر تذكرة الهيروين يبدأ من ٣٠٠ إلى ٤٠٠ جنيه، كما أن سعر الحشيش داخل الدولاب من ١٠٠ جنيه إلى ٢٠٠ جنيه، حسب الحجم الذي تريده، كما أن أحجام قطع الحشيش مختلفة، وتسمى « فرش».
أما مخدر الأستروكس فإن سعره يبدأ من ٢٥ جنيها للكيس الواحد منها، وهناك كميات كبيرة تباع للزبائن من ذلك المخدر نظرًا للطلب الكبير عليه.
مقهى السم
لم يقتصر وجود تجار السموم على ناصية الحارات والشوارع الضيقة فقط، بل إن النشاط اتسع ليشمل المقاهي الموجودة في تلك المنطقة، وساعد وجود زبائن بصورة يومية على تلك المقاهي هؤلاء التجار في الترويج لبضاعتهم وبيعها بصورة سريعة، وبذلك تجدهم دومًا يجلسون على أحد المقاهي الموجودة في شارع عبد العزيز النرش، وأحد الشوارع المتفرعة من شارع عبد العزيز النرش، وكذلك شارع المطبعة.
وبمجرد جلوس الزبون على ذلك المقهى، يقتربون منه، ويسألونه عما إذا كان يريد مخدرات «أستروكس، هيروين، حشيش، بانجو»، ويستمرون في الإلحاح على الزبائن لشراء المخدرات، وفي بعض الأحيان يكون هؤلاء التجار وبالباعة معروفين في المنطقة لدى الكثيرين ممن يترددون على شراء المخدرات بصورة مستمرة، فأصبح التعامل بشكل دائم بينهم دون الحاجة إلى التعريف أو الإلحاح، فالزبون هو من يأتي بنفسه إلى تلك الدواليب الموجودة بالحارات والشوارع الضيقة، أو الباعة الموجودين على تلك المقاهي.

شارع المطبعة
بمجرد دخولك إلى شارع المطبعة، ستجد على بعد أمتار من دخول الشارع مجموعة من الشباب الذين يقفون على ناصية الحارات المتفرعة من تلك الشوارع يمينًا ويسارًا، ينادون على الزبائن هنا وهناك، مرددين «حشيش.. أستروكس.. منشطات.. يا باشا»، فإذا ما وجدوا أحدًا ما يريد شراء أي من تلك الأنواع أخذوه داخل الدولاب الموجود بتلك الحارة، حيث يوجد المعلم ومعه كل تلك الأنواع من المواد المخدرة، وحسب الاتفاق بين المعلم وبين الزبون بالسعر المتفق عليه يقوم ببيع المطلوب له، ثم يخرج مع الزبون أحد الأشخاص إلى الخارج لتوصيله إلى أول الشارع.
مخاوف الأهالي
وقال أحد المواطنين، إن وجود تلك الدواليب في منطقة صفط اللبن، وبالتحديد في شارع عبدالعزيز النرش وشارع المطبعة، سبب لنا العديد من المشكلات، والتي كان أبرزها، أن الأهالي أصبحوا يخشون على فتياتهم من النزول إلى الشارع بمفردهن لقضاء الحوائج وشراء الاحتياجات اللازمة للمنازل، خوفًا من تعرضهن للأذى من قِبل هؤلاء الأشخاص.
وأضاف، أنه من شدة خوف الأهالي من تلك الدواليب، فإنه من بعد الساعة الثامنة مساءً، لا ترى أحدا يمشي في الشوارع بصورة طبيعية، فأصبحت الشوارع فارغة ولا يوجد الكثيرون بها، كما أن أصحاب المحلات أصبحوا متضررين، نظرًا لوقوف بعض الأشخاص ممن يقومون ببيع تلك المواد المخدرة أمام تلك المحلات.
كما أكد أحد المواطنين أن انتشار تلك التجارة في المنطقة، سبب خسارة كبيرة لدى الكثيرين فبعض أصحاب تلك المحلات أغلقوها وتركوا تلك المحلات، ولا يفتحونها إلا بين الحين والآخر، نظرًا لما أصابهم من حالة من اليأس الشديد نتيجة لوقوف هؤلاء التجار وباعة السموم أمام تلك المحلات، وعند مناقشتهم حتى يبعدوا عن تلك المحلات نظرًا للضرر الكبير الذى لحق بها، فإنهم يصرون على التواجد وتنفيذ ما يريدون ضاربين بحريتنا عرض الحائط.