تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
فى كل منعطف من منعطفات الحياة، تمضى حياته، وبعض ذكرياته، يلف على جسده ثوبه الملطخ بالذكريات، الأيام لا تحصى من اﻷلم.
على صينية الشاى التى يقدمها تتجمع فوقها أحزانه وشغفه للعودة لخريفه الثانى من عمره، ذكرها واسمها كالصديد الذى ينزف ويعيد الجرح، بعدما صلب الموت فرحته، ليخرجوا من أمامه الجثة التى صارت تلازم حياته.
على مضض استقبل سؤالى فأخذه ببسمة ساخرة مجيبا: أنا لست متزوجا، رغم بلوغى الـ٤٥ عاما. يبدو عليه أنه يحمل سرا أثقل كاهله، جلست أمامه متصنعا الوقار ومنتظرا أن يكشف السر فقال محمد بلهجته القروية البسيطة: «أنا حبيت مرة ومفيش غيرها يا أستاذ، أنا زى ما شايل صنية الشاى قدامك شايل هموم قد الجبل على كتفى، حبيت بنت عمى وأنا فى سن صغيرة، وخطبتها، وكنت بستعد للجواز، بس الموت كان أسرع منى ومنها، فضلت مستنى لحد النهاردة إنها ترجع فى يوم بس مرجعتش من ٢٥ سنة وعايش على إنها ترجع.