واحد من المتشبسين بالأمل حتى وإن عاندته الظروف وقست عليه الحياة، فمن ظهر أب يمسك الفأس ولد وفى أسرة بسيطة بين أشقائه الثلاثة نشأ كوتد صغير فى الأرض وكأنه أحد أعمدة خيمة العائلة منذ أن كان ابن السابعة.
كبر السيد زكريا ذاك الولد الصغير وصار فى الصف الأول الثانوى يقطع الأرض هنا وهناك مفعم بالحيوية، إلا أنه على غفلة وقبل موعد امتحاناته بأسبوع سقط من الدور الخامس، وبعد نقله إلى المستشفى كان تشخيص الطبيب قطع كامل فى النخاع الشوكى، وفى عام ٢٠١٥ تم إجراء عملية بتر لقدمه اليسرى بسبب «قرح الفراش» التى أصابته من عدم الحركة.
يتابع «أيوب» هذا الزمان: «بعد تلك العملية بعامين أى فى عام ٢٠١٧ تم إجراء عملية اخرى لى كانت بتر لقدمى اليمنى والسبب أيضا كان قرح الفراش، من هنا زادت صلتى وتمسكى بالله مع كل العمليات التى أجريت لى ولم أيأس يوما من رحمة الله، خاصة أن أهلى وأصحابى لم يتركونى يوما من الأيام أو يملوا مما أصابنى بل كانوا ظهرى وسندى لمواجهة ما ابتليت به».
وذات يوم جلست مع نفسى أفكر فى حالتى وجائتنى فكرة الاستعانة بكرسى متحرك حتى لا استسلم إلى النوم فى الفراش وبت أخرج بالكرسى المتحرك وشعرت بعزيمه وإرادة قوية جدا، وحولت فكرة الجلوس على الكرسى من عجز إلى اعتباره وسيلة مواصلات فقط تساعدنى على التنقل من مكان إلى آخر، وبت أعيش حياتى وأتحدى الظروف.
واختتم الشاب الثلاثينى حديثه: «أنا لن أنسى فضل أمى وأبى وأصدقائى، الذين تحملوا معى، وأعمل جاهدا على أن يحج والديا بيت الله الحرام».
