الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عبدالمنعم أبوالفتوح.. بشهادة أسرته

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لو أن مؤرخا أو باحثا أراد أن يكتب عبارة تلخص مسيرة جماعة الإخوان الإرهابية منذ نشأتها على يد الإرهابى الأكبر حسن البنا وحتى اليوم فلن يجد أوفى بالهدف من مقولة: الكذب فريضتهم والتدليس فضيلتهم.. فهذا التنظيم يتنفس كذبا ويتوضأ بالأكاذيب ويغتسل بالتدليس. 
يستحيل أن تتوقف عند أى فترة أو لحظة فى تاريخ هذا التنظيم الدموى وتجدها خالية من الكذب والتدليس لا فرق فى هذا بين مرشد أو أصغر عضو فى الجماعة.
هذا الأمر استشفته مبكرا بصيرة الراحل أحمد السكرى أحد المؤسسين لهذا التنظيم، الذى كتب مقالا مدويا بعد ترك الجماعة ووصف فيه حسن البنا بـ«الشيخ الكذاب». 
ولعل أحدث أكاذيب هذا التنظيم الإرهابى ما قالته أسرة الإخوانى المتهم عبد المنعم أبوالفتوح عقب إلقاء القبض عليه مؤخرا، وأيضا ما قاله الإرهابى أبوالفتوح نفسه فى لقاءاته الإعلامية مع قنوات الجزيرة وقناة العربى القطرية والـ «bbc». 
ونبدأ مع بيان أسرة الإرهابى الذى صدر يوم الجمعة ١٥ فبراير، ليرد على- ما أسموه- مغالطات وافتراءات بيان الداخلية، ولكنك عندما تقرأ ردهم لن تجده إلا مغالطات وافتراءات ونذالة. 
بل هذا البيان هو تأكيد وتوثيق لما قالته الداخلية من أن أبو الفتوح التقى بالفعل قيادات إخوانية مؤخرا والدليل على ذلك ما يلى:
أولا: استخدم البيان كل الكلمات والعبارات النافية لأى علاقة بين أبوالفتوح وتنظيم الإخوان الإرهابى منذ ٢٠٠٩ وحتى الآن معتبرا أن وصف أبوالفتوح بالإخوانى هو استمرار لسياسة التضليل فنقرأ بالنص: انفصل الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح رسميًا عن كافة أدواره التنظيمية بجماعة الإخوان منذ عام ٢٠٠٩، عام خروجه من مكتب الإرشاد وإعلان انفصاله عن أى عمل تنظيمى يخص الجماعة، وهو ما تأكّد لاحقًا بعد قرار فصله من الجماعة رسميًا مطلع عام ٢٠١١، ثم كان بعدها ما هو معروف من خلافه السياسى مع الإخوان منذ ترشحه ضد مرشحهم د. محمد مرسى ونهاية بإعلانه مشاركة حزبه فى مظاهرات ٣٠ يونيو الداعية لانتخابات مبكرة، لذلك فإننا لا نجد فى وصفه بالقيادى الإخوانى سوى تعبير عن استمرار سياسة التضليل. كما لم يقم الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح بعقد أى لقاءات مع أى قيادة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين؛ لا فى العاصمة البريطانية فى زيارته الأخيرة، ولا فى غيرها، وأن كل الأنشطة والمشاركات السياسية التى يقوم بها الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح خارج البلاد مُعلَنة، وكلها تقع فى إطار نشاطه كأحد الرموز السياسية المصرية التى تنال احترام المجتمع الدولي».. جميل لكن البيان نفسه الذى ينفى تماما أى لقاء بين أبوالفتوح وأى قيادة تابعة للإخوان فى زيارته الأخيرة للندن قال، إن أبوالفتوح سافر للعاصمة البريطانية من أجل المشاركة فى ندوة سياسية تحت عنوان «فصل الدعوى عن الحزبي»، نظمها مركز دراسة الحضارات العالمية».. وهنا يظهر الكذب المفضوح لأن المؤتمر الذى يعقد ليناقش فصل الدعوى عن الحزبى هو مؤتمر إخوانى ويخص تنظيم الإخوان الإرهابى فقط. فالجميع يعلم أنه منذ بداية الألفية الثالثة ثار نقاش داخل التنظيم الدولى للإخوان حول فصل الدعوة عن ممارسة السياسة، ومن ثم فهذه مشكلة إخوانية لا يناقشها إلا تنظيم الإخوان،
بل البيان نفسه يقول بوضوح إن أبوالفتوح طالب الإخوان فى الندوة بفصل الدعوى عن السياسى، حيث يقول بيان أسرة الإرهابى نصا: الندوة التى حضرها الدكتور شملت حضورًا من توجهات سياسية مختلفة، وشمل حديثه فيها تكراره آراءه المعلنة منذ عام ٢٠٠٧ فى مختلف اللقاءات الإعلامية حول أهمية فصل الدعوى عن السياسي، وحول مطالبته جماعة الإخوان المسلمين بأن تبتعد عن العمل السياسى وتعود للمسار الدعوى الذى تأسست من أجله فى بدايات القرن الماضى».. والسؤال من هى الجهة التى توجد فى لندن ويطلب أبوالفتوح من خلالها أن يفصل الإخوان بين السياسى والدعوى؟ هل مثلا يمكن تصور أن هذه المطالبة كانت موجهة لحزب العمال البريطانى أو لحزب المحافظين؟ 
البيان إذاً كاشف وفاضح وموثق للقاء أبو الفتوح الإرهابى مع قيادات التنظيم الدولى للإخوان.. ثم هل يصدق عاقل أن التنظيم الدولى للإخوان يعقد ندوة عن مستقبل الإخوان ثم يدعو أبوالفتوح على أساس أنه سياسى انقطعت علاقته بالإخوان كما يكذب البيان؟ ولماذا مثلا لم توجه الدعوة لأى معارض مصرى ينطبق عليه وصف الشخصية العامة؟!
ثانيا: الكذبة الثانية التى تجدها فى كلام أسرة الإرهابى وهى زعمهم بأن هذه الندوة نظمها الدكتور كمال الهلباوي، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان فى حين أن الهلباوى أصدر بيانا دافع فيه عن أبوالفتوح، وقال إنه عندما حضر إلى لندن وعلم بمرضه- أى مرض الهلباوى- زاره فى المستشفى واطمأن على صحته.. يعنى الرجل لم ينظم مؤتمرا ولم يدع أحدا لأنه كان مريضا!!! لكن الإخوانى إذا لم يكذب مات.
ثالثا: فى حواره مع الجزيرة ردد أبوالفتوح مجموعة من الأكاذيب والافتراءات التى تليق به ويليق بها، فمثلا قال، إنه يطالب الإخوان بالاقتداء بحسن البنا مؤسس الجماعة فى العودة إلى الدعوة وترك العمل السياسي..وقائل هذا الكلام إما كذوب أو جاهل، لأن البنا الذى يستند إليه طُلب منه ترك العمل السياسى وأن تكون الجماعة دعوية تربوية فقط ورفض.. تحديدا فى ثلاثينيات القرن الماضى كتب الكاتب الإسلامى الكبير الراحل أحمد أمين فى مجلة «الثقافة»، مقالة رد فيها على طلب البنا بالانضمام للجماعة بالدعوة إلى تحول الإخوان إلى جماعة تربوية تهتم بمكارم الأخلاق وتبتعد عن ممارسة السياسة، لكن حسن البنا رفض. وفى مذكرات المفكر الإسلامى الراحل د. إبراهيم مدكور الصادرة عن دار الهلال قال مدكور، إنه طلب من البنا ترك العمل السياسى والالتزام بالدعوة الدينية والقيم الأخلاقية وأيضا لم يستجب مؤسس التنظيم لهذا الكلام.
رابعا: تلبست أبوالفتوح- فى حواره مع الجزيرة- حالة من البطولة الزائفة فقال، إنه لا يخشى أن يلقى القبض عليه كما لم يخش من القبض عليه أيام نظام مبارك.. ومضى الإخوانى الكذوب فى أوهامه فقال: أنا أعرف أن قيمتى عند هذا النظام ونظام مبارك لا تساوى طلقة بربع جنيه!!!
ما كل هذا الانحطاط!!! يبدو أن أبوالفتوح نسى أو تناسى قصته مع نظام مبارك، فعندما حكم عليه مع بقية أعضاء التنظيم الإرهابى كان أبوالفتوح الوحيد الذى نقل حبسه إلى قصر العينى بحجة أن حالته الصحية متردية ثم كان هو المعارض الوحيد الذى أعطاه نظام مبارك إفراجا صحيا، لذلك ذهبت بعض التحليلات السياسية إلى أنه كان على علاقة بأجهزة مبارك، بل شك «الإخوان» وقتها فى ولائه هو وعصام العريان، وتم استبعادهما من عضوية مكتب الإرشاد، إلى أن تدخل يوسف القرضاوى وقُبل العريان فى مكتب الإرشاد ولم يسمح لأبوالفتوح.
أطالب جهات التحقيق المختصة أن تضيف بيان أسرة أبوالفتوح إلى أدلة الاتهام لأنه توثيق لعلاقة المتهم بتنظيم «الإخوان» الإرهابى.
من حق أبوالفتوح وأسرته مثل بقية الإخوان أن يكذبوا ويدلسوا لكن عليهم دائما أن يتذكروا مقولة: الكدب ملهوش رجلين.