الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"سرقات الآثار عرض مستمر".. المنيا تتصدر عمليات التهريب في الصعيد.. وخبراء يطالبون بتغليظ العقوبات وتنمية الوعي.. والفراغ الأمني وراء تزايد "النهب"

سرقات الآثار
سرقات الآثار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حوادث سرقة الآثار، أصبحت أمرًا معتادًا بصورة مثيرة للتساؤلات فمؤخرًا ومنذ بداية العام ظهرت العديد من محاولات سرقة الآثار المصرية القديمة آخرها واقعة ضبط عامل بحوزته 100 تمثال أثري قديم بمحافظة المنيا، كما نجحت الأجهزة الأمنية في ضبط قرابة 653 قطعة أثرية بينهم 4 تماثيل و22 ألفًا و400 دولار أمريكي بحوزة عصابة متخصصة في سرقة الآثار مكونة من 4 أفراد وهذا منذ أسابيع قليلة.
وهو ما تكرر في محافظة سوهاج التي ضبط بها شقيقين بحوزتهما تمثالًا فرعونيًا أثريًا و50 عملة برونزية عليها رسومات وكتابات ونقوش و3 مسرجة وأواني من فخارية وتكرر الأمر داخل محافظة أسيوط التي ضبط بها عامل بحوزته 6 تماثيل و11 عملة معدنية يشتبه فى أثريتها. 
قال الدكتور يوسف خليفة، رئيس قطاع الآثار المصرية السابق، إن فكرة الحفر والتنقيب عن الآثار أصبحت هوس للجميع يلجأ إليه كل من يرغب في الثراء السريع لاسيما في المناطق الأثرية التي قد يوجد بها آثار مصرية قديمة، وقد وصل الأمر بالنسبة لبعض الحالات في أن من يبحث عن تلك الآثار يهدم بيته لكي يصل إلى الآثار وهو ما يعد مؤشر خطير وقضية بحاجة إلى وجود رد فعل يتناسب مع خطورتها.
وأضاف أنه خلال توليه قطاع الآثار المصرية تمكن من تغليظ العقوبات الخاصة بالتنقيب غير الشرعي عن الآثار في المنازل لكي تكون العقوبة جناية وليس جنحة ولكن برغم هذا فمازال هناك حاجة إلى تغليظ العقوبات لكي يتم منع تلك الانتهاكات التي تقع.
وأضاف أن هناك شق آخر يتعلق بتنمية الوعي عند المواطنين لاسيما الذين يقطنون في مناطق يوجد بها آثار مصرية قديمة لكي يكون لديهم معرفة بأهمية الآثار وكيف أنها تميز مصر عن غيرها من البلاد وكيف أنه يجب الحفاظ عليها، مشيرًا إلى أن الأمر لا علاقة له بنقص تأمين الآثار لأن من يبحث عن تلك الآثار يبحث عنها داخل منزله ويحفر لكي يجدها ومن المستحيل مراقبة كل شخص يبحث عن الآثار داخل منزله، لافتًا إلى أنه خلال فترة الانفلات الأمني التي شهدتها البلاد عقب ثورة 25 يناير ارتفعت وتيرة محاولا يتم الحصول على الآثار والاتجار بها من خلال تهريبها عبر الموانئ والمطارات المختلفة، وهي تعد حقًّا من الملكية الفكرية والتراثية والثقافية المصرية ويحق لنا المطالبة بها.
ومن جانبه قال الدكتور مختار الكسباني، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة، أنه لا يوجد أي بلد في العالم لا يوجد تهريب آثار أو سرقة لديها فسرقة الآثار لها مافيا يقودها مجرمين حول العالم لافتًا إلى أن سرقات الآثار في مصر ارتبطت خلال الفترة الماضية بغياب الأمن والاستقرار وهو ما أدى إلى ارتفاع وتيرة تهريب الآثار للخارج خلال الفترة الماضية.
ولفت إلى أن هناك مخازن أثرية كثيرة في مصر منها ما هو مؤمن بشكل كاف ومنها ما يوجد في مناطق غير صالحة لتخزين الآثار فتكون بيئة خصبة لعصابات تهريب الآثار في بعض الأحيان، وباستثناء تلك المخازن فإن هناك رقابة محكمة على الآثار مستشهدًا بسرقة متحف آثار ملوي الذي تم السيطرة على الموقف هناك وإعادة المسروقات في فترة قصيرة جدًا.
وأضاف: حاليًا يتم عمل مخازن مؤهلة ومرتبة ترتيبا علميا لاستقبال الآثار داخلها فالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط على سبيل المثال يوجد به مخزن يستوعب جميع آثار مصر الموجودة داخل المخازن وهو ما يشير إلى وجود جهود للاهتمام بالأثار المصرية القديمة.