رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

تعرف على سيرة المتنيح القمص يوسف خليل

القمص يوسف خليل
القمص يوسف خليل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ولد القمص يوسف خليل، بقرية الشيخ نجيم التابعة لبلدة طوه محافظة المنيا فى 15-3 -1920 من أسرة متدينة متواضعة باسم (فهمى خليل أيوب)، تلقى علومه بمدارس الأقباط الكبرى بالمنيا عام 1930 وكان من أوائل فرقته وحصل على الشهادة الابتدائية عام 1934 والشهادة الثانوية القسم الأدبى عام 1938.
التحق بالكلية فى عام 1938 وظل سنوات الدراسة موضع حب وتقدير جميع مدرسيه وعلى رأسهم الأستاذ الارشيدياكون حبيب جرجس الذى تنبأ له بمستقبل باهر فى الخدمة وحصل على البكالوريوس عام 1942 وكان من أوائل دفعته.
وكان يصطحب الطلبة كل أحد إلى كنيسة الأمير تادرس بالمنيا لحضور القداس وكان يشرف عليهم وبعدها يتوجه إلى بلده دمشير، وكان يحب اجتماعات الشباب وإخراج وتمثيل الروايات الدينية.
ونظرا لخدمته ونشاطه فى المنيا فقد طلب شعبها من الأنبا ساويرس المتنيح رسامته كاهنا ولكن الأنبا ساويرس أجابهم قائلا: "هو خدم بنجاح فى المنيا وله ثمرة طيبة أريد أن يزاول هذا النشاط بملوى وهو ابني" ثم استدعاه وباركه.. بعد ذلك أرسله الأنبا ساويرس إلى ملوى وما إن تسلم الخدمة فى كنيسة السيدة العذراء وبدأ نشاطه حتى أحبه الشباب وبعد وقت وجيز طلب الشعب من الأسقف سيامته كاهنا على الكنيسة وعملوا التزكية الاجتماعية.
وفى يوم الأحد 22 فبراير 1952 وفى مستهل الصوم الأربعينى المقدس تمت سيامته باسم (القس يوسف خليل).
وكانت للمتنيح القمص يوسف خليل حمية الروح فى الخدمة بكل نشاط وفرح وكان يبذل جهدا كبيرا يتناسب مع شيخوخته وكان يقوم بخدمات دارية كثيرة منها العلاقات العامة وصندوق رعاية الكهنة وبيت المكرسات وكان يشترك مع نيافة الأنبا ديمتريوس فى القداسات الإلهية، فلقد كانت له علاقات طيبه جدا مع الإخوة المسلمين فقد كان يتمتع بمحبة الجميع وحسن لقاء لجميع الناس، وكانت الابتسامة لا تفارق وجهه للدلالة على المحبة والمودة والوحدة الوطنية.
لقد فضّل أبونا أن يرسم على كنيسة السيدة العذراء وذلك رغم تواضعها فى ذلك الوقت ولكنه رغم صعوبة الخدمة فى ذلك الوقت وكثرة العثرات والتقاليد الموروثة والمفاهيم الخاطئة فى ملوى إلا أنه بفضل خدمة المسئولين عن الكنيسة فى ملوى ومنهم قدس أبونا يوسف استجاب الرب ونمت الخدمة، وكان لقدس أبونا بعض البصمات الواضحة ليس فقط داخل أسوار الكنيسة بل كان مصلحا اجتماعيا يعمل كل ما يراه صالحا لخدمة المجتمع وقد سبق عصره فى كثير من الإنجازات، فقد اهتم كثيرا بخدمة الفقراء وأعطاهم الكثير من وقته وجهده سواء كان ذلك من كسوة أو مرتبات أو تعليم ورعاية، كذلك مساعدة الطلبة غير القادرين الوافدين من القرى إلى المدينة، واهتم بمكتب الخدمة ووضع نظاما خاصا وكان يوصى بزيادة كمية اللحوم التى توزع فى الأعياد وكان كثيرا ما يدفع رسوم الأكاليل للفقراء ويساهم فى تشييع جنازاتهم.
بدا أبونا يوسف فى عمل اجتماع للشابات، ولم يكن معروفا من قبل فكان كأنه إكليركية صغيرة يدرس فيها ( الكتاب المقدس – تاريخ الكنيسة – العقائد – الطقوس الألحان الكنسية) وكان فى ذلك الوقت مئات من الشابات، وكان قدس أبونا يقيم امتحانا فيما تمت دراسته، وكان يأخذ منهن خادمات وذلك رغم عدم معرفة خدمة الشابات كخادمات فى ذلك الوقت فأقام منهن خادمات لخدمة بنات المرحلة الابتدائية ثم جميع المراحل، إلى جانب العمل فى المدينة انطلق ليعمل فى القرية فقد كان مبدأ أبونا إن الخدمة الكاملة ليست خدمة الأطفال فقط وإنما خدمة المذبح المنتقل للقرى المحرومة من الكنائس لذلك كان يدرب خادم القرية على كل شيء فى الخدمة مثل عمل القربان مع الكاهن وغيرها وكانت كنيسة السيدة العذراء تقوم بكل تكاليف دون ملك وتدبير المكان والإمكانيات.
ساهم القمص يوسف خليل فى بناء كثير من كنائس القرى منها كنيسة العذراء بنواى وقد قامت هذه الكنيسة على أكتاف كنيسة العذراء بملوى مدة عشر سنوات، كذلك ساهم فى بناء كنيسة العذراء بالملكية الغربية والقديسة دميانه بفورتنيه وكنيسة مار جرجس بعذبة ملك.
وتم افتتاح بيت المكرسات فى يوليو 1979 ومنذ افتتاحه تولى أبونا كمسئول مالى وإدارى وكان دائما يقضى معهن جلسات روحية فى أبوة ومحبة، بل كان من أكثر المؤيدين والمشجعين لفكرة التكريس، وقد جعله الرب ليكون عزاء للمكرسات فى نياحة أبيهن نيافة الأنبا بيمن، حيث واجتهن الكثير من المشاكل التى كان يمكن التعرض لها فى هذه الفترة بالذات.
وتوفى القمص يوسف خليل بعد فترة جهاد طويلة ومرض لم يدم طويلا.