الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"البغدادي" حائر بين استقطابات "القاعدة" والاستخبارات الأمريكية.. "الجارديان": التنظيم شن حملة تجنيد في الجزائر وليبيا وتونس أغسطس الماضي

البغدادى
"البغدادى"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حذر قيادى سابق فى «داعش» من سعى التنظيم لإعادة إنتاج نفسه، بعد الخسائر التى تلقاها فى سوريا والعراق خلال الأشهر الأخيرة.
وتحدث «أبو صقر» الذى كان يلقب بـ«أمير الشرطة» فى مدينة الرقة السورية، إلى «سكاى نيوز» السبت الماضى، من الحدود السورية التركية، عن الفترة التى قضاها تحت إمرة التنظيم.

وأشار إلى أنه أرغم على الانضمام إلى «داعش»، حيث كان الأمر «خارجا عن إرادته»، وأكد أنه كان يفعل ما بوسعه لوقف المحاكمات التى يجريها التنظيم وتنتهي بإصدار ثم تنفيذ الأحكام. وقال إنه ساعد على تحرير عدد كبير ممن صدرت بحقهم أحكام، من أصحاب المخالفات البسيطة. ولمح إلى أن ليبيا هى الوجهة الجديدة لتنظيم «داعش»، مؤكدا أيضا على أن هذا البلد أصبح الآن بوابة مسلحى التنظيم إلى أوروبا.
وكشف «أبو صقر» عن بعض تفاصيل معركة الرقة التى قادتها قوات سوريا الديمقراطية لطرد مسلحى «داعش» من المدينة العام الماضي، قائلا إن كل قيادات التنظيم أمروا بالمغادرة قبل بدء المعركة، فيما تم استبدالهم بمقاتلين أجانب.
وأوضح أنه تمكن، فى خضم المعركة، من الفرار من الرقة مع عائلته، بمساعدة بعض من ساعدهم فى السابق. وأوضح « أن احتفال قوات سوريا الديمقراطية بتحرير المدينة فى أكتوبر الماضى «كان سابقا لأوانه»، لأنه فى هذا الوقت لم تكن المعركة الحقيقية انتهت، حيث بقى بعض مسلحى التنظيم فى المدينة، بينما فر آخرون إلى أماكن أخرى.
وحول مصير داعش نشرت صحيفة الجارديان تقريرا السبت، كشفت فيه عن تكتيك جديد لتنظيم القاعدة فى توسعه وتمدده عالميا، حيث شرع فى استقطاب وتجنيد مقاتلى تنظيم داعش على خلفية الخسائر التى منى بها فى سوريا والعراق. 
وأشارت الصحيفة إلى أن القاعدة بدأ بحملة التجنيد هذه فى أغسطس الماضى من تونس والجزائر وليبيا.
وحسب تقرير نشرته قناة «الآن» فإن مصادر أمنية تونسية كشفت أن مقتل متشدد جزائرى بارز على يد القوات الخاصة بعد وقت قليل من تسلُّلِه إلى تونس، أثار مخاوف من سعى تنظيم القاعدة إلى إعادة تجميع صفوفه فى تونس، مستغلًا الانتكاسات الكبيرة التى منى بها منافسه تنظيم داعش.
وفى الشهر الماضي، قتلت القوات الخاصة التونسية بلال القبي، المساعد الكبير لعبدالملك درودكال، المعروف باسم أبومصعب عبدالودود، زعيم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب، فى منطقة جبلية على الحدود مع الجزائر.
وقالت مصادر أمنية تونسية إن «القبي» كان فى مهمة لإعادة توحيد مجموعات مقاتلى تتبع للقاعدة فى تونس، وهو ما دفع الجيش إلى التأهب لمزيد من عمليات التسلل المحتملة.
وكانت القاعدة ببلاد المغرب القوة المتشددة المهيمنة في شمال أفريقيا، إذ شن التنظيم هجمات مميتة بارزة عدة حتى عام ٢٠١٣ عندما تمزق مع تحول كثير من مسلحيه إلى داعش بعدما احتل أراضى فى العراق وسوريا وليبيا.

وأصبح داعش وجهة رئيسية للشباب المغرر بهم والعاطلين عن العمل لا سيما من تونس، غير أن جاذبية التنظيم خَبَت، بعد أن فقد كل معاقله فى العراق وسوريا، حيث بدأ المقاتلون يعودون إلى ديارهم.
وقالت مصادر أمنية تونسية إن كل هذه الأسباب دفعت القاعدة ببلاد المغرب إلى السعى لجذب مقاتلين سابقين فى داعش.
وأكدت المصادر أن تنظيم القاعدة يريد الاستفادة من تراجع داعش فى الآونة الأخيرة، من أجل تنظيم صفوفه والعودة للظهور مجددًا، مع سعيه لإعادة هيكلة نفسه، خصوصًا فى الجزائر وليبيا وتونس من خلال تعيين زعماء جدد فى الميدان.
ولم يكن «القبي» المتشدد البارز الوحيد الذى يتم إرساله لإعادة تجميع تنظيم القاعدة فى تونس. وتقول مصادر أمنية تونسية إن حمزة النمر، الجزائرى الذى انضم إلى القاعدة فى ٢٠٠٣، أرسل لقيادة خلية فى تونس، لكنه قتل مع «القبي» فى العملية نفسها.

ويقول مسؤولون إن مئات التونسيين انضموا إلى جماعات متشددة فى الخارج، لكن من غير الواضح عدد مَن عادوا نظرًا لمقتل عدد كبير منهم فى سوريا ومناطق أخرى.
وظلت القاعدة ببلاد المغرب نشطةً فى منطقة الساحل الأفريقى الصحراوية إلى حد بعيد، بما فى ذلك فى مالي، حيث تركزت أنشطتها بعد ظهور داعش فعليًا إلى الشمال فى ليبيا وتونس.
وفى نفس السياق أعلن دان كوتس، مدير الاستخبارات الأمريكية، أن تنظيم داعش لا يزال يمثل تهديدًا برغم الهزائم التى منى بها مؤخرًا فى سوريا والعراق.
وقال كوتس، لقادة عالميين ودبلوماسيين ومسئولى دفاع فى مؤتمر أمنى بميونيخ أمس السبت الماضى، إن إلحاق الهزيمة بالتنظيم المتطرف يشبه «قتل أخطبوط».
وأضاف: «إنه أكثر من مجرد منظمة إرهابية». داعش فقد ٩٥ ٪ من الأراضى التى كان يسيطر عليها، كما ذكر أنه ليس من الواضح حاليًا ما إذا «كنا قد قمنا بما يكفى لمنع داعش من إعادة تأسيس نفسه، أم أننا فقط فى لحظة توقف وهم يعيدون تنظيم صفوفهم» كذلك أشار إلى أن التقييم الحالى هو «أنه سيظل يمثل تهديدًا».
وكانت الولايات المتحدة أعلنت الجمعة الماضية، فرض عقوبات جديدة تستهدف عددا من المجموعات الداعمة لتنظيم داعش فى جميع أنحاء العالم، مدرجة حاليا على اللائحة الأمريكية السوداء لـ «الإرهابيين».
وتستهدف عقوبات وزارة الخزانة ٣ أشخاص و٣ شركات. وأكدت الوزارة فى بيان أن هؤلاء «يساعدون (أنشطة) تنظيم داعش فى جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا».

وأعلن مسئول مكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية فى الوزارة سيجال ماندلكر فى بيان أن «الإدارة مصممة على الانتصار على تنظيم داعش أينما كان، عبر الاقتطاع من مداخيله غير الشرعية،وأضاف: كل شخص أو كيان مستهدف ساهم فى بث الرعب من تنظيم داعش فى منطقته فى العالم».
وهدف العقوبات الأول هو إسكالون أبوبكر الذي تعتبره واشنطن «مساهما أساسيا فى تنظيم داعش وشبكته فى الفلبين منذ يناير ٢٠١٦ على الأقل»، ويتهم بتقديم المال والسلاح والعتاد للتنظيم. كما فرضت العقوبات أيضا على يونس إمرى سكاريا وشركته «بروفيسيونيلر إلكترونيك» ومقرها تركيا ويشتبه أنها قدمت دعما لوجستيا للتنظيم. 
وشملت العقوبات محمد مير على يوفوس، وشركتيه «العيبان ترايدينج» و«المتفق كوميرشل كومباني» فى الصومال بسبب دعم مجموعات تابعة لتنظيم داعش فى هذا البلد الأفريقي. وتقرر تجميد ممتلكات ومصالح هؤلاء الأشخاص والشركات فى الولايات المتحدة ومنع الرعايا الأمريكيين من القيام بأى معاملات معهم.