الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

كتاب جديد يرصد تأسيس محمد علي للجيش المصري

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"لم يكن جيشا بالمعنى الدقيق للكلمة بل كانت القوات – مع التحفظ - مؤلفة من عناصر غير وطنية بالكلية ولا تنتمى لتراب مصر، وتميل بطبيعتها الى الشغب والفوضى، فخليط غير متجانس من الاكراد والالبان والشراكسة الذين يطلق عليها لفظة "باشبوزق"، أى الجنود غير النظاميين، ولم تكن لمثل تلك المجموعة المختلطة من الأجناس الغربية عن مصر الشعور القومى الذى يشعر به أبناء البلاد ولم يحملون هم الوطن والغيرة عليه"، هكذا جاءت مقدمة كتاب "الجيش المصري والبري والبحري.. على عهد محمد علي"، للأمير عمر طوسون، والصادر حديثًا عن الهيئة المصرية لقصور الثقافة.
ويواصل "طوسون" في تقديمه للكتاب: "كان تنظيم هذه القوات رهن نتائج الانقلابات السياسية والخيانات المتتالية بين الفئات الحاكمة أو الساعية للحكم والأمر أشبه بقانون الغاب والذى أملته الثورات في الولايات العثمانية والمعارك والاختلافات التي الفتها حياة المماليك أثناء القرن الثامن عشر.
ويضاف إلى تلك القوات جماعات من الأعراب الذين كانوا يهددون الأمن فى بعض الأقاليم، ولم تكن هذه القوات فى مجموعها خاضعة لنظام عام او تدريب ثابت منسق، وإنما كانت أعمالها عبارة عن حرب عصابات للسرقة والتهديد. وعندما أدرك محمد على حكم مصر في مايو 1805، تولى بنفسه تنفيذ سياسة تنموية، بعزيمة حديدية، وبذل في ذلك جهودا جبارة حتى خلف أعمالا ومنشئات يزدان بها تاريخه، فشملت البلاد موجة من النهوض الزراعي والصناعي كفلت لها الرخاء والأموال الطائلة التي أمكن بفضلها الإحتفاظ بقوات عسكرية كبيرة ومتطورة. وليس أدل على ما جنته مصر من ثروة ورخاء بفضل هذه السياسة الحكيمة من قول محمد محمد على للقنصل الفرنسى "ميمو" عندما انذره بتدخل أوربا: "وتخطئ أوربا خطأ آخر باعتقادها أني في حاجة الى مال، وأكبر دليل على عدم صحة هذا الإعتقاد أنني لا أبيع محصول القطن، مع أنه من أهم موارد مصر، وجنودي يقبضون مرتباتهم بأنتظام، وأنى لا أعقد قرضا ما في بلاد ما، ولست مدينا لأحد بشئ". وبذل جهده في إنشاء جيش من الفلاحين أبناء البلد، وقد اتيحت لمحمد علي الفرصة ليشهد الجيوش الأجنبية في قتالها، فقاتل الفرنسيين في معركة الرحمانية، واستطاع أن يشهد نظامها الحديث، وتكتيكاتها وقارن بين هذا وبين الحالة التى عليها الجيش قبل تطويره، فصمم على أن يستبدل جنوده غير النظامية بجيش على النظام العسكرى الحديث متى سمحت الفرصة لذلك، وقد كان يعلم تماما صعوبة هذه المهمة لتغلغل الروح الرجعية في الاهالى ورفضهم لكل جديد وخصوصا إذا جاء على يد الاجانب، أضف الى ذلك أن حالة أهل مصر كانت تدب فيها الفوضى والإهمال منذ عهد طويل تحت حكم الاتراك والمماليك، ولذلك لم ير من الحكمة التعجل فى تنفيذ مشروعة.