الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الكنز".. السياحة العلاجية تنعش الاقتصاد المصري.. خبراء: المُدن الطبية تزيد الحركة الوافدة بنسبة 35%.. ومدينة جديدة بمطروح باستثمارات 350 مليون دولار

حمام موسى
حمام موسى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عُرفت مصر منذ القدم بالتميز في "السياحة العلاجية"، لما تملكه من الآبار والعيون الكبريتية العلاجية النادرة، والرمال الذهبية المتخصصة في شفاء الأمراض، بجانب التربة الطينية الرطبة حول العيون الكبريتية، المعالجة لأمراض العظام والجهاز التنفسي والأمراض الجلدية، والمناخ المعتدل الذي يساهم في اكتمال هرم السياحة العلاجية بمصر. 
وقد احتلت مصر موقعًا مميزًا على خريطة السياحة العلاجية، وأصبحت قبلة لراغبي الاستشفاء من جميع أنحاء العالم، حيث يأتي إليها السائحون للاستمتاع بالمناخ الصحي والعلاج الطبي الطبيعي، من أشهر المناطق التي تشتهر بالسياحة العلاجية في مصر مدينة الغردقة، وتشتهر بالجمع بين العلاج بالمياه البحرية، وطينة الشعب المرجانية، وأشعة الشمس، والرمال الغنية بالعناصر المعدنية وتراب المناجم المتميز، وتحتوي على مراكز للعلاج الطبيعي وعلاج الروماتيزم وأمراض الشيخوخة والشلل الرعاش وغيرهم، ومنطقة سفاجا أيضًا تتصف بالكثير من العوامل تجعلها من أنسب المناطق في العالم لعلاج مرض الصدفية وأمراض الجلد بشكل عام، حيث إنها تحاط بالجبال المرتفعة من جميع جوانبها ما يجعلها حائط صد طبيعي ضد الرياح والعواصف الرملية، ومناخ سفاجا يتميز بالشمس الدافئة وله فوائد عديدة خاصة لمرضى القلب والكبد والكلى والدرن الرئوي وضغط الدم المرتفع والصرع والأمراض العصبية.

"وتتميز "أرض الفيروز"، بالأماكن السياحية المهمة التي تجعلها من أهم الأماكن للسياحة العلاجية في العالم وتحتوي سيناء على الكثير من العيون المائية، أشهرها "حمام فرعون وحمامات موسى"، وبها المياه الكبريتية التي تستخدم في علاج الكثير من الأمراض كالروماتيزم، وأمراض الجهاز الهضمي وحساسية الرئة والأمراض الجلدية، والى الجنوب بمحافظة أسوان، تعد من أروع الوجهات في العالم، كما تتميز بالعديد من مواقع السياحة العلاجية، ويناسب مناخها مرضى الكلى والجهاز التنفسي والروماتيزم، ويوجد بها مراكز للعلاج بالرمال والمياه، حيث يغمر جسم المريض بالروماتيزم في الرمال الساخنة، ومن أشهر المناطق السياحة العلاجية بأسوان هي جزيرة إلفنتين، ومنتجع جزيرة إيزيس، ويشتهر أهل النوبة بطب الأعشاب.
وتتميز حلوان بانخفاض بنسبة الرطوبة لا تتعدى 55%، بالإضافة لعدة عيون معدنية وكبريتية، وتاريخ العلاج بمياه حلوان إلى عهد "الخديوي عباس حلمي الثاني"، حيث تم تشييد العديد من الحمامات نهاية القرن التاسع عشر، للعلاج من العديد من الأمراض كالروماتيزم والأمراض العصبية والنفسية والأمراض وغيرهم، و"سيوة" تتميز بالسياحة العلاجية والشفاء الطبيعي، وتتصف بالهدوء واعتدال المناخ طوال العام، وتشتهر بجبل الدكرور، والذي اكتسب عند أهالي سيوة منذ قديم الأزل أهمية علاجية في أمراض الروماتيزم وآلام المفاصل والشعور العام بالضعف، وتنتشر في واحة سيوة العيون المعدنية التي تستخدم للعلاج الطبيعي من أمراض الصدفية الجلدية، وأمراض الجهاز الهضمي.

ومؤخرًا قد تم توقيع عقود بإنشاء مدينة طبية عالمية بمدينة مرسى مطروح، التي تبلغ استثمارات بـ350 مليون دولار وتقع على مساحة 370 فدانًا، وفقًا لتصريحات الصحفية لمحافظ مطروح علاء أبو زيد، وستضم المدينة عددًا من المستشفيات في جميع التخصصات، بداية من القلب المفتوح، وحتى كل ما يتعلق بالتخسيس والسمنة، وستبدأ بطاقة استيعابية 600 سرير، وستصل إلى 6000 سرير، إضافة إلى العيادات الخارجية، وفقًا للمسئول التنفيذي للمدينة جاري لانج، وقال إنه سيتم إنشاء المدينة بالشراكة بين شركة أمريكية، وأخرى إماراتية، مشيرًا إلى أن الإدارة والإشراف على هذه المستشفيات ستكون أمريكية، وتوقع لانج أن تزيد السياحة العلاجية الوافدة إلى مصر بنسبة 35%. وتابع: "ستذهب نسبة كبيرة من الدول العربية، والذين يذهبون لأمريكا، وتايلاند، وألمانيا للعلاج، إلى مصر، حيث يحصلون على نفس الخدمة الطبية، بنفس الجودة، وبتكلفة أقل 65% من السفر لهذه البلدان"، وأنه لم يتم الإعلان بعد عن تفاصيل الجدول الزمني لإنشاء المدينة.

علق محمد محمد الخبير السياحي، بأن مصر من تحتل مرتبة خاصة بالسياحية في العالم، وبلغ عدد السياح في مصر حوالي 10.78 مليون سائح عام 2006، حيث تحتل مصر المرتبة 57 عالميًا من 132 دولة، لافتًا إلى ازدهار المستقبل والاقتصاد في مصر يرجع الى وأضاف في تصريحات" للبوابة نيوز"، أن الاهتمام بالسياحة بشكل عام والسياحة العلاجية بشكل خاص، فالسائح القادم إلى مصر بحثًا عن المعادن الكبريتية النادرة، والخصائص الطبيعية البيئة التي تنفرد بها مصر.
وأكد أن نسبة السياحة العلاجية تتراوح من 5% إلى 10% من حركة السياحة العالمية، ولابد من العمل على استغلالها وتطويرها على زيادة أعداد السياحة المتوقعة التي تدخر للبلاد حوالي 6 مليارات جنيه، لذا يجب تكاتف كل الجهود من قبل وزارة السياحة والصحة، والعمل على إلقاء الضوء على تلك المناطق والترويج لها عالميًا لجذب السياح من أجل تنمية واستغلال مناطق السياحة العلاجية لزيادة الاستثمار والدخل.

ومن جانبه قال الدكتور مصطفى صبحي أخصائي الأمراض الجلدية، أن مصر لديها أطباء يتمتعون بالكفاءة والتميز في كل التخصصات الطبية، ولكي ينجح مشروع السياحة العلاجية، لابد من التطوير والدعم القومي لكل مؤسسات الدولة، ولنبدأ بالمتاح وهو كثير، لتعود مصر إلى مكانتها منذ فجر التاريخ تحتل خريطة السياحة العلاجية.
وأكد أن المناطق السياحة العلاجية في مصر، والتي تحتوي على الكبريتات والمعادن النادرة، يأتي إليها السياح رغبة في التخلص من الأمراض الجلدية والمستعصية أيضًا، كالصدفية والعلاج الطبيعي أيضًا، بجانب أن المناخ ملائم إلى طرق الاستشفاء فضلا عن استخدام العقاقير.