الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

طقوس أرثوذكسية خاصة لـ«تجنيز» الأساقفة

القس بولس حليم، المتحدث
القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«حليم»: قراءات خاصة رتبتها الكنيسة فى صلوات الجنازة.. ومكان الدفن يحدده الأسقف فى وصيته
«اذكر يارب عبدك أنبا بقطر أسقف الوادى الجديد، كما خدم على مذبحك المقدس بطهارة وعدل وقلب مستقيم، ونيح نفسه فى مواضع الحياة فى الفرح الذى لا يوصف»، بهذه الكلمات اختتم أساقفة أمريكا الصلاة على جثمان أسقف الوادى الجديد، والذى توفى عقب صراع طويل مع مرض الكبد.
طقس صلاة «تجنيز» الأساقفة فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، يختلف عن طقس التجنيز العام، فالراهب الذى صُلى عليه صلاة «الجناز» كجزء من طقس رهبنته فى إشارة لموته عن العالم، منذ دخوله الرهبنة وتركه العالم، ليكون قد انفصل «روحيا» عن العالم وتفرغ لحياة الصلاة والخدمة فى ديره.
وبحسب القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فإن صلوات تجنيز الأسقف تتضمن أجزاء من عدة مزامير، منها المزمور ١١٧،١٣٨، والمزمور ٦٠ و٩٠ والموجودة بالكتاب المقدس.
كما يقرأ، والحديث على لسان المتحدث باسم الكنيسة، جزء من سفر العبرانين وإنجيل القديس لوقا، يعقبها الثلاث أواشى - أحد صلوات الكنيسة - وقانون الإيمان.
وأضاف «حليم» لـ«البوابة»، أن هناك أجزاء من الصلوات خاصة بالأب الأسقف منها: «أنت الآن أيها الصالح محب البشر، جعلت رتبًا لسائر مخلوقاتك التى ترى والتى لا ترى ما فى السموات وما على الأرض وما تحت الأرض، لا سيما يارب كنيستك الشريفة التى وضعتها بأيدى حراس وساهرين ورعاة، لكى يرعوا شعبك ويعظوهم ويفصلوا الكلمة، ويهيئوا لك شعبا وأبناء لوليمتك السمائية». 
واستطرد «حليم» كما يُقال: «نسأل ونتضرع إليك يا محب البشر والمحسن إلينا إقبل إليك بسلام هذه الوديعة الخالصة والنفس الطوباوية، التى لأبينا المحب «البطريرك/المطران/الأسقف» هذا الذى أتى إليك يا الله الحى وإذ هو وكيلك الذى كان على كنيستك المقدسة وبيده كتاب وكالته، أعطه أجرًا سمائيًا ورتبة حسنة، ليكون مشاركًا للذين سبقوه، الذين هم الرعاة المعلمون الذين فصلوا كلمة الحق باستقامة وأضاءوا على كنيستك بالضياء الحقيقى، الذى لمعرفتك الحقيقية، الذين هديتهم إلى ميناء الحياه الأبدية».
ولفت «حليم» إلى أن الكتاب المقدس يعلمنا أن موت الجسد ليس النهاية، فنقرأ فى الكتاب المقدس: «لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم»، مشيرًا إلى أن هناك طقسًا لصلوات التجنيز مستخدمًا طوال العام، وهناك الطقس المخصص لأسبوع الآلام، إلى جانب الطقس الخاص بصلوات الثالث وصلوات الأربعين والتذكارات، كما يدفن الأب الأسقف فى المدافن الخاصة بالأساقفة، والموجودة بديره الذى خرج منه، أو إيبارشيته بحسب الوصية، التى يتركها الأسقف قبيل موته.
طقس الرهبنة
يقضى «الأخ» - كما يطلق عليه فى الكنيسة - الجديد طالب الرهبنة، فترة الاختبار التى قد تستمر عدة شهور تقل أو تزيد حسب استعداده، وتقدمه فى حياة الاتضاع والطاعة والبساطة والنشاط فى الخدمة فى هذه الفترة قبيل رسامته راهب.
«نريد أن نرهبن الأخ»، بهذه الكلمات يبدأ أسقف الدير طقس سيامة الراهب، بعد اجتيازه فترة اختباره واستعداداته ومقدرته وقوة عزيمته، وإذا كان يستطيع أن يعيش فى هذه الحياة عمره كله أم لا.
وقبيل السيامهة يظل «الأخ» ساهرًا فى الكنيسة، لا يخرج منها إلا لأمر ضرورى جدًا يظل ساهرًا إلى الصباح وحوله الآباء الرهبان، حتى يأتى أب الدير لإتمام طقس الرهبنة، ويتم إجراء طقس الرهبنة عادة أمام مقصورة أجساد القديسين، وفيه ينام الأخ على ظهره على الأرض أمام أجساد القديسين، ويضع يديه على صدره مثل نوم الميت تمامًا ثم يغطى بستر كبير كما يغطى الميت، وهو فى نعشه.
ويفسر آباء الكنيسة ذلك بأن الرهبنة فى جوهرها هى موت عن العالم وقراءات طقس الرهبنة، تشبه إلى حد كبير قراءات طقس الصلاة على الأموات بما فيها من ألحان حزينة مؤثرة.
وبعد الانتهاء من صلوات السيامة، يقوم الأخ من نومه فيأخذ أب الدير مقصًا، ويقص شعر رأسه خمسة صلبان بالرشومات المعروفة، كما يفعل النذير عند وفاء نذره. 
وبعد انتهاء الصلوات، يحضر القداس، ويتناول من الأسرار المقدسة، وبعد القداس تعمل له زفة إلى قصر الضيافة، وتدق أجراس الدير فرحًا وتهليلًا، وفى القصر يقدم له الرهبان التهنئة والدعوات.