الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تزايد جرائم الانتحار يدق ناقوس الخطر.. أكثر من 20 حالة أبرزهم شباب.. وخبراء الاجتماع: الحل بيد الأسرة والمؤسسات الدينية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع بدء عام 2018، ارتفعت حالات الانتحار بشكل مخيف، بعد أن انتهز عدد من الشباب غياب الوازع الديني عن قلوبهم، لإهدار حياتهم، لأسباب متفرقة.. وخلال السطور التالية ترصد "البوابة نيوز" أبرز حالات الانتحار التي شهدها العام الحالي:- 



"أزمة نفسية"
شهدت منطقة الوراق نهاية مأساوية لطالبة تدعي "أصالة.م"، 15 سنة، بعد أن أقدمت على الانتحار وإلقاء نفسها من الدور الرابع بسبب مرورها بأزمة نفسية نتيجة انفصال والديها.
وفي محافظة الجيزة لم تقتصر وقائع الانتحار على المواطنين المدنيين فحسب بل شهدتها أيضًا البدلة الميري، حيث قام ضابط شرطة يدعى "م.ر"، بمباحث قسم الدقي بالانتحار بعد أن أطلق الرصاص على رأسه من سلاحه الميري داخل سيارته، بسبب مروره بحالة اكتئاب حادة كان يعاني منها في الفترة الأخيرة.
كما أقدم فلاح، بالعقد الرابع من العمر، بمدينة كوم حمادة بمحافظة البحيرة، يدعى "حامد.ا.ب"، 34 سنة، على الانتحار، بتناول حبوب حفظ الغلال، لمروره بأزمة نفسية
"مشاكل العمل"
وفي محافظة المنيا قام مأزون شرعي يدعى "ح"، يبلغ من العمر 50 سنة، بإطلاق النيران على رأسه من سلاحه الخاص، وذلك بعد مروره بعده مشاكل في مجال عمله أصابته بأزمة نفسية ليلقي فى النهاية مصيره منتحرًا.
نتائج الامتحانات 
كما اتشحت قرية إيتاي البارود بمحافظة البحيرة بالسواد حزنًا على 3 طلاب بعد أن تناولوا أقراص مبيد حشري لحفظ الغلال بسبب رسوبهم في امتحانات نصف العام للشهادة الإعدادية.
وتبين أن الطالبة "هاجر.ع"،14 سنة، طالبة بالصف الثالث الإعدادي، مقيمة قرية العيون دائرة المركز، مصابة بادعاء تناول مادة سامة، وتُوفيت عقب وصولها للمستشفى.
وبسؤال عمها "السعيد.ش.ر"، 62 سنة، بالمعاش، ومقيم بذات الناحية، أقر بتناول نجلة شقيقه قرص مبيد حشري "خاص بتخزين الغلال"، لمرورها بحالة نفسية سيئة، بسبب رسوبها في امتحانات نصف العام الدراسي، ولم يتهم أحدًا بالتسبب في ذلك.
كما تبين أن "هويدا.م"، مصابة بتسمم فسفوري إثر تناول حبوب حفظ الغلال لمرورها بحالة سيئة لحصولها على مجموع ضعيف بامتحانات نصف العام للشهادة الإعدادية وتم تحويلها لمركز السموم بطنطا وتوفيت.
كما تبين أن "محمد.ا.ا"، طالب بمعهد القراءات مقيم بقرية الحوتة، مصاب بتسمم فسفوري لتناول قرص مبيد حشري خاص بتخزين الغلال لمروره بأزمة نفسية وتوفي فور وصوله المستشفى العام.
كما شهدت الساعات الأولى من العام الجارٍ أول واقعة انتحار بسبب الامتحانات حيث أقدم طالب يدعى "أحمد.ج"، بالفرقة الثالثة بكلية الهندسة، بمنطقة المطرية على الانتحار بتناول كمية كبيرة من الحبوب الطبية المنشطة لخوفه من الامتحانات بعد رسوبه عدة سنوات
"الحب القاتل"
"من الحب ما قتل".. تلك الجملة كان بطلها شاب يدعي "رمضان.ش"، 19 سنة، مقيم عزبة صالح التابعة لمركز الدلنجات بمحافظة البحيرة، حيث قام الشاب بالتخلص من حياته نتيجة فسخ خطوبته من ابنة عمته، عن طريق شنق نفسه بشال بأعلى سقف منزله.
وفي محافظة الفيوم أقدم مراهق على الانتحار يبلغ من العمر16 عامًا بتناوله مادة سامة، وذلك عندما علم بترك حبيبته له، وسفرها إلى منزل أهلها بمحافظة الفيوم.
وأشارت التحريات إلى أن المتوفى كانت تربطه علاقة عاطفية بسيدة متزوجة تبلغ من العمر ٢٤ عامًا، وقبل أيام من ارتكاب الواقعة، علم المتوفى أن عشيقته تركته وعادت لمنزل أهلها بالفيوم، فحاول الاتصال بها وأقنعها بالعودة لكنها لم تستجب، فانتحر مستخدمًا سم فئران.
"خلافات أسرية"
أما الخلافات الأسرية فكانت سببًا في انتحار بعض المواطنين حيث تسبب زوج في انتحار زوجته "ف.أ"، 25عامًا، بمحافظة الشرقية، بعد أن فقدت جميع قواها في التغلب على المشاكل الزوجية بين زوجها، فقامت بإلقاء نفسها من أعلى سطح المنزل.
كما أقدمت ربة منزل تدعى "ا.ص"، ربة منزل، مقيمة في مركز تلا، بمحافظة المنوفية، على الانتخار بتناول "حبوب حفظ غلة" لخلافات زوجية.
وبسبب المشاكل الأسرية أيضًا بين "سمعان.يونان"، البالغ من العمر 20 سنة، ووالده بقرية الفشن ببني سويف، اضطر إلى التخلص من حياته عن طريق تناول مبيد حشري، وذلك بعد أن اشتدت الخلافات بين الأول والثاني بسبب رفض الأب جلوس نجله بالمنزل بدون عمل وطرده حتى يقوم بالبحث عن عمل، فما كان من الإبن إلا أنه أقدم على الانتحار.
"ضائقة مالية"
وتلخصت حالات الانتحار في بعض المحافظات في الأزمات المالية، حيث شهدت منطقة دار السلام بمحافظة القاهرة واقعة انتحار شاب يدعي "عماد.ق"، البالغ من العمر 34 سنة، فبعد أن تعسرت أحواله المادية ووجد أنه غير قادر على تلبية احتياجات منزله وزوجته المريضة فقام بالانتحار عن طريق شنق نفسه وتعليق "جنش" داخل حجرته، حتى يتخلص من تلك الأعباء.
كما أقدم ترزي في محافظة المنوفية يدعى "ن.م"، على تناول مبيد حشري "قرص لحفظ الغلة"، ليصاب بحالة تسمم ويلقى مصيره منتحرًا في الحال وذلك بسبب ذات السبب السالف ذكره.
محاولات حواء تتجاوز آدم 
ويقول الدكتور سعيد عبد العظيم، أستاذ الطب النفسي، بقصر العيني بجامعة القاهرة، إن محاولات الانتحار تعتبر أكثر بنسبة 90% من حالات الانتحار التي تنفذ بالفعل على أرض الواقع.
وأضاف "عبد العظيم"، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الأسباب التي تؤدى للانتحار بين الشباب تكون أكثرها نتيجة الفشل في العلاقات العاطفية، أما في السن المبكر فإن الانتحار يكون نتيجة المرض.
وأشار دكتور الطب النفسي، إلى أن السيدات عرضة أكثر فى محاولاتهن للانتحار عن الرجال وكثيرًا ما تنتهي بالفشل، حيث تكون الهدف من تلك المحاولات هى "صرخة نداء"، وتسليط الضوء عليهن وعلى مشاكلهن.
وتابع: أن الفتيات تلجأن إلى الأساليب غير العنيفة في الانتحار مثل تناول العقاقير، أما الرجال فيلجأون إلى الأساليب العنيفة كالشنق وإطلاق الرصاص على الرأس لذلك نجد أن أكثر تلك المحاولات تنتهى بالموت في الحال.
وأكد سعيد عبد العظيم، أن 25% من حالات الانتحار تكون بسبب الاكتئاب الموسمي، بالإضافة إلى الأمراض النفسية كالاكتئاب والقلق الحاد.
روشتة علاج
وعن الحد من تلك الظاهرة تقول الدكتور سامية خضر صالح، دكتور علم الاجتماع، إن أكثر العوامل التي تدفع للانتحار هي "الوحدة".
وأضافت "صالح"، فى حديثها لـ"البوابة نيوز"، أن الأسرة لها دور في التربية الصحيحة لأبنائهم، بالحث على خطورة الانتحار، مشيرة إلى أن دور الأسرة لم يقتصر على ذلك فحسب بل بعدم استخدام العنف مع أطفالهم حتى لا يولدوا داخلهم شعور بالتخلص من حياتهم.
وحثت على دور الأزهر الشريف في بث الوازع الديني فى قلوب الشباب، للتفرقة بين الحلال والحرام.