رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"قوص".. مدينة مصرية صدَّرت العلم والإتيكيت لأوروبا

القديسة فيرينا
القديسة فيرينا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«ليس فى وادى النيل بلد أوفى أخبارا من قوص فى المراجع بعد القاهرة والإسكندرية» مقولة للكاتب محمود عباس العقاد يصف فيها مدينة قوص التى تقع بمحافظة قنا.
مدينة روعة فى الجمال ما زالت تحمل فى طابع مبانيها وعراقة أهلها رائحة وعبق التاريخ العظيم لبلد كان فى يوم من الأيام عاصمة للصعيد ومر عليه جميع الحضارات التى عاصرتها مصر منذ فجر التاريخ. 
وعاش بها الكثير والكثير من العلماء أمثال قاضى قضاة مصر على ابن دقيق العيد الأنصاري، والقاضى محمود أبوالخير، إمام المسجد العمري، وكذلك الشاعر والأديب الكبير بهاء الدين زهير، والعديد من العلماء، ما دعا المؤرخين لإطلاق اسم «مدينة العلم والعلماء» عليها.
قديما كانت محط الأنظار للرحالة والمؤرخين والحجاج والتجار من اليمن والهند والحبشة وهى بلد اكتسب التجارة وصارت طابعا له إلى الآن حيث تحفل قوص بالعديد من الأسواق الكبيرة.
صدرت قوص إلى أوروبا فن الإتيكيت من خلال القديسة «فيرينا» التى عاشت فى قوص خلال فترة حكم الإمبراطور الرومانى الوثنى الذى كان يضطهد المسيحيين ويقتلهم.
انتقلت فيرينا إلى أوروبا من خلال بعثة طبية بعثها الإمبراطور الروماني، وعاشت بين سويسرا وألمانيا تعالج المرضى وتعلم الناس الاهتمام بالنظافة الشخصية والعناية بنظام الأكل والمظهر العام وتوفيت عام ٣٤٤ ميلادية وأطلق اسمها على ٧٠ كنيسة فى سويسرا و٣٠ كنيسة فى ألمانيا وفى عام ١٩٨٦ تم إحضار بعض مقتنيات القديسة فيرينا وسلمت إلى الكنيسة الأرثوذكسية وفى عام ١٩٩٤ أطلق البابا شنودة الثالث اسمها على كنيسة بمنطقة العباسية فى القاهرة حملت اسم «القديس موريس والقديسة فيرينا» ويتم الاحتفال سنويا بذكراها فى الرابع عشر من شهر سبتمبر.
ذكرت قوص فى اللغة الفرعونية القديمة باسم «قيسيت» ومعناها السوق وفى اليونانية عرفت بأنها بلد «أبوللون» رب الفنون ووجد بها العديد من الآثار الفرعونية والقبطية والإسلامية
وفى العصر الحديث شهدت نهضة صناعية كبرى حيث مصنع السكر والتكرير وأيضا مصنع لب الورق.
ومن أهم الزراعات فى قوص زراعة قصب السكر والقمح والبقوليات والذرة، ويعيش فى قوص العديد من العائلات والقبائل العربية العريقة النسب والأصول وأيضا عائلات قبطية عريقة ويتعايش الجميع فى جو من الألفة والمحبة والتسامح.