الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

صلاح سالم.. صاحب النظارة السوداء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم الأحد، 18 فبراير، الذكرى الـ 56 على رحيل صلاح سالم، أحد أعضاء حركة الضباط الأحرار، والذي عُرف بـ "صاحب النضارة السوداء".
حفر اسمه داخل تنظيم الضباط الأحرار، على الرغم من الخلافات التي كان يختلقها معهم، وبشكل خاص مع «أنور السادات»، إذ كانوا يصفونه بـ«الشرس»، وقد سجل مع أصدقائه من الضباط الأحرار تاريخًا جديدًا في حياة مصر السياسية، وخُلِّد اسمه في أحد الشوارع الرئيسية بالقاهرة. 
ولد صلاح مصطفى سالم 25 سبتمبر عام 1920، في مدينة سنكات شرق السودان، حيث كان والده موظفًا هناك، وأمضى فيها طفولته الأولى، وتلقى الدروس الأولى في كتاتيبه.
تلقى تعليمه الابتدائي في مدارس القاهرة، عقب عودة والده من السودان، وحصل على البكالوريا، وتخرج في الكلية الحربية عام 1940، وهو ابن الثامنة عشرة، وتخرج في كلية أركان الحرب في 1948، ليشارك مع الفدائيين تحت قيادة الشهيد أحمد عبدالعزيز في حرب فلسطين.
حارب في فلسطين، وهناك تعرف على جمال عبدالناصر أثناء حصار كتيبته في الفالوجة، وانضم إلى الضباط الأحرار، وكان عضوًا في اللجنة التنفيذية لـ«مجلس قيادة الثورة»، وعندما اندلعت ثورة 23 يوليو 1952 كان موجودًا في العريش، مكلفًا بالسيطرة على القوات هناك.
تولى صلاح سالم وزارة الإرشاد القومي، في الفترة من 18 يونيو 1953 إلى 7 أكتوبر 1958، وعهد إليه بملف السودان منذ بداية الثورة، للدخول في مفاوضات مع الإنجليز الذين كانوا يسيطرون على السودان، وتم التوصل معهم إلى اتفاق 12 فبراير‏1953، الذي يقضي بتحديد فترة انتقالية يتوافر فيها للسودان الحكم الذاتي، وتأليف جمعية تأسيسية عن طريق الانتخاب، تختار إما ارتباط السودان بمصر على أي صورة‏ أو الاستقلال التام والانفصال.
وراهن صلاح سالم على اختيار السودان الارتباط بمصر وسافر إلى السودان وكان أول مسئول مصري يصل الي جنوب السودان ويقلدهم في عاداتهم العادات السودانية التي أشهرها الرقص شبه عار‏،‏ إلا أن صلاح سالم لم ينجح في مهمته فقد اختار السودانيون الاستقلال أي الانفصال عن مصر‏.‏ ونتيجة لذلك قدم صلاح سالم استقالته في‏31‏ أغسطس‏1955‏ من منصب وزير الإرشاد‏(‏ الاعلام حاليا‏)‏ الذي كان يشغله‏،‏ لكنه عاد بعد فترة قصيرة إلى منصبه الوزاري الذي استقال منه‏.
رافق جمال عبدالناصر أثناء مشاركته في مؤتمر باندونج بإندونسيا في إبريل 1955، والذي تأسست فيه حركة عدم الانحياز، والتقطت صورة تجمعه بـ«عبد الناصر» ورئيس وزراء الهند جواهر نهرو.
عمل بالصحافة مشرفًا على صحيفتي «الشعب» و«الجمهورية»، وتولى رئاسة مجلس إدارة دار التحرير للنشر والطباعة، كما تولى رئاسة تحرير «الجمهورية» عام 1959.
وعندما أمم جمال عبدالناصر قناة السويس، كان صلاح سالم الوحيد من بين ضباط الثورة الذي عارض موقف جمال عبدالناصر بعد التأميم خوفا من موقف الدول الكبرى ضد مصر، وكان رأيه أن يضحي عبدالناصر ويقدم استقالته لإنقاذ مصر مما يمكن أن تواجهه‏.‏
وحمل عبدالناصر لصلاح موقفه هذا رغم عدوله عنه بعد ذلك‏،‏ وفي أول تعديل وزاري خرج صلاح سالم من وزارة الإرشاد وتولي رئاسة تحرير جريدة الجمهورية وهي الصحيفة التي أصدرتها الثورة.
تُوفى صلاح سالم في سن صغيرة، وكان أول عضو من بين أعضاء مجلس قيادة الثورة، يُتوفى، وقد شيع جثمانه في جنازة مهيبة، تقدمها جمال عبدالناصر، وجميع زملائه، والوزراء،‏ بدأت من جامع شركس بجوار وزارة الأوقاف، إلى ميدان إبراهيم باشا‏.‏
وفي ذلك الوقت، كان عبداللطيف بغدادي، ينفذ أحد أعماله الإنشائية العظيمة، وأشهرها، طريق الكورنيش، والطريق الجديد، الذي استقطع جزءًا من المقطم، وامتد في أرض صحراوية، أصبحت بعد ذلك مدينة نصر‏،‏ وكان من حظ صلاح سالم أن الطريق كان جاهزًا عند وفاته، فأُطلق اسم صلاح سالم على هذا الطريق الطويل.