الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"داعش" يفقد سوريا والعراق.. ويتمدد في الدول المجاورة.. تقارير استخبارية: مقاتلو التنظيم دفعوا آلاف الدولارات للمهربين لإجلائهم خارج الحدود إلى تركيا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم الهزائم التى لاحقت «داعش»، عقب طرده من الموصل من قبل القوات العراقية، ومن الرقة السورية فى يناير الماضى، غير أن مسئولين غربيين يؤكدون أن التنظيم ما زال «نشطًا»، وقادرًا على العودة مجددا، بل تمددت أنشطته الإرهابية لدول لم تتعرض من قبل لهجمات داعشية.

أوضح وزير الخارجية الأمريكى، ريكس تيلرسون، أن انتهاء العمليات القتالية الرئيسية ضد تنظيم «داعش» لا يعنى أن الولايات المتحدة وحلفاءها ألحقوا هزيمة دائمة بالتنظيم، وأضاف، خلال اجتماع للتحالف الدولى، أن واشنطن قررت تقديم مساعدات إضافية قيمتها ٢٠٠ مليون دولار لتحقيق الاستقرار فى المناطق المحررة بسوريا.
وأشار إلى أن هزيمة «المتشددين» الذين خسروا كل الأراضى التى كانت خاضعة لهم فى العراق وعلى وشك الهزيمة فى سوريا، يحاولون كسب أراض فى دول أخرى ينشطون بها، مؤكدًا: «يجب ألا يُسمح للتاريخ بتكرار نفسه فى أماكن أخرى».
العامل الأهم الذى ينذر بعودة ظهور «داعش» هو تغيير القيادة، فقد أكد مسئولون أمريكيون تحدثوا لـ «سى إن إن»، فى ١٢ فبراير الماضى، أن أبا بكر البغدادى، زعيم التنظيم، تعرض لإصابة من جراء غارة جوية، فى مايو الماضى، منعته من ممارسة مهامه خمسة أشهر، ما اضطره إلى التنازل عن مهامه إلى إدارة (لم تحددها) تعمل على إعادة تنظيم تحركات «داعش».
وبحسب تصريحات المسئولين، الذين طلبوا من «سى إن إن» عدم ذكر هوياتهم، فإن التقييم الدقيق لوكالات الاستخبارات الأمريكية يشير إلى أن «البغدادى»، الذي يعتبر المطلوب الأول على مستوى العالم، كان فى منطقة مجاورة لمدينة الرقة السورية عندما استهدفه صاروخ.

وما يؤكد هذه الفرضية وفق مراقبين، هو ما أعلنه وزير الخارجية الإيطالى أنجيلينو ألفانو، الثلاثاء الماضى، من أن التنظيم عاد للعمل «كمنظمة إرهابية عابرة للحدود»، مضيفًا: «بعد هزيمته العسكرية عاد تنظيم داعش الإرهابى إلى العمل كمنظمة إرهابية عابرة للحدود، ولهذا علينا العمل لوقف قدرات تمويلها الذاتى؛ لأن فى ذلك خطرًا على أمننا».
كما أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، استنادًا إلى تقارير استخباراتية، أن كثيرًا من مقاتلى التنظيم فروا من سوريا باتجاه جبهات أخرى، على حد وصف تلك التقارير، وأن بعضهم استقر قرب دمشق، بعد أن تسللوا من مواقع القتال، ما يعنى «أن الحديث عن هزيمة التنظيم ما زال أمرًا مبكرًا».
وحسب تلك التقارير، فإن المقاتلين فروا من مواقع القتال إلى الجنوب والغرب من خلال خطوط جيش النظام، إذ تمكنوا من التسلل، مشيرة إلى أن «الكثير منهم بانتظار الأوامر التى يمكن أن تأتيهم من قادتهم عبر رسائل مشفرة».
وتؤكد التقارير الاستخبارية، أن مقاتلى التنظيم دفعوا آلاف الدولارات للمهربين من أجل إجلائهم خارج الحدود إلى تركيا، ومن هناك انطلق الكثير منهم فى رحلة العودة إلى أوطانهم، خاصة إلى أوروبا.
سبب آخر قد يكون كفيلًا بظهور «داعش» من جديد، هو جذوره الفكرية التى غرسها طيلة السنوات الـ٣ الماضية، وتركت أثرًا سيئًا على نفوس أهالى تلك المناطق وعقولهم، ولا سيما الأطفال منهم.

وحول هذا الموضوع يقول أستاذ علم النفس، أحمد الدورى، فى حديث لمراسل «الخليج أون لاين» فى العراق: إن «تنظيم داعش كقوة عسكرية انتهى فى العراق؛ لكن جذوره الفكرية والعقائدية لا تزال موجودة فى المناطق التى خضعت لسيطرته».
سبب ثالث، يعزز مخاوف ظهور التنظيم من جديد على أراضٍ جديدة هو عودة مقاتلى «داعش» الذين يحملون جنسيات أوروبية إلى بلادهم، وبلغ عددهم- بحسب وكالة الأنباء الألمانية- نحو خمسة آلاف مقاتل.
وفى بريطانيا أكدت الأجهزة الأمنية والاستخبارية، أنها تتابع تحركات هؤلاء العناصر، فى وقت تسعى فيه إلى إيجاد الصيغ المناسبة لإعادة اندماجهم فى المجتمع.
وتبنى تنظيم «داعش» هجمات أسقطت قتلى فى دول أوروبية عديدة، وسط مخاوف من أن يشن العائدون من التنظيم هجمات فى الدول الأوروبية التى انطلقوا منها إلى الشرق الأوسط.