الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

انتشار الأحضان والقبلات بين الشباب والفتيات بالطريق العام.. خبراء علم نفس: انعدام الأخلاق والتفكك الأسري وراء الظاهرة.. وقانوني: فعل خادش للحياء يجب معاقبة مرتكبه

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تكررت في الفترة الأخيرة وقائع الحب والغرام في الأماكن العامة، حيث إنه منذ أشهر قليلة، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لأحد طلاب كلية الحقوق جامعة طنطا، فاجأ زميلته التي طلب يدها للزواج في حرم الجامعة وسط زملائهما، ثم اختتم المشهد باحتضانها، واتفق الطالب مع زملائه على مفاجأتها وأحضروا "بالونات"، ورسموا قلبًا على الأرض بالورود، و"بانر" كُتِبَ عليه باللغة الإنجليزية "تتجوزيني"، وفور وصولها احتضنها وسط تصفيق زملائهما، واتخذت الجامعة قرارات حاسمة تجاه هذه الواقعة، حيث اعتبرتها انتهاك لحرمة الجامعة وتشويه لصورتها.
كما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لطالب وطالبة يتبادلان القبلات ويعبر لها عن حبه بطريقة غير لائقة، وحدث ذلك أمام مدرسة السلام الثانوية، وقام الطالب بتقبيل الطالبة ثم حملها أمام الجميع وسط الشارع.



وقال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، رئيس لجنة الصحة النفسية بالمجلس المصري لحقوق الإنسان، وأستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن الأسس التي تُبنى عليها ثقافات أبنائنا ليست موجودة أو بالمعني الأصح لم يعد هناك أي إهتمام بها، وانعدام الأخلاق أصبح هو الأساس الذي تبنى عليه ثقافات الشباب، وطرقهم في التعامل مع الظروف التي يمرون بها، فتجد أن أي طالب أو طالبة يتعرضون لأي ضغوط يقومون بعمل أي شيء دون النظر إلى عواقبه أو عن صحته من عدم صحته، وحدث انهيار واضح في ثقافة المجتمع، وزاد هذا مع انحراف القيم وعدم الاهتمام بالمبادئ.
وأكد "فرويز" أن العامل الإعلامي له أثر كبير في تغيير سلوك وطريقة الشباب في التعامل مع الحياة، حيث إن الشباب أصبحوا يقتبسون من الأفلام والمسلسلات التي تُعرض على التلفزيون، ويقلدونها بدون تفكير أو وعي، وهناك 3 عوامل رئيسية مؤثرة وهي انخفاض الصورة الأخلاقية في المجتمع، وانخفاض الصورة الدينية، وانخفاض الصورة الاجتماعية.



وأوضحت "منال زكريا" أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، أن غياب الوعى الثقافى والتقليد الأعمى نتيجة تدني المستويات الفكرية والثقافية وراء انتشار مثل هذه الظواهر التى تدق ناقوس خطر على المجتمع بكل عاداته وتقاليده، ناهيك عن التفكك الأسرى وغياب الرقابة أو بمعنى أخر فقدان التواصل داخل الأسرة المصرية نتيجة الأوضاع والظروف القاسية ساهمت فى التفكك.
وأشارت إلى أنه لابد من عودة دور الأسرة المصرية والمتابعة والجيدة للأبناء وتبني الإعلام مضامين ورسائل إعلامية تحفز القيم والأخلاق.



ومن الناحية القانونية يقول المستشار هيثم الجندي الخبير القانوني، أن تبادل القبلات في الطريق العامل يعتبر فعلا فاضحا، ولكن ما هو الشيء الذي يدفع الطالب لتقبيل الطالبة وحملها وسط زملائه وأمام مدرسة، حيث إن هذا الأمر يعتبر أمرًا مخلا بالحياء، ومع ذلك فإن يشترط لتوافر جريمة الفعل الفاضح المخل بالحياء وقوع فعل مادى يخدش فى المرء حياء العين أو الأذن.
وأكمل "الجندي": هذا الفعل يعتبر خادشًا للحياء ولا يتوافق مع القيم والعادات السوية للمصريين، ومع ذلك فإنه لا سبيل للحد من هذه الظواهر غير التقليدية سوى التقويم وتربية الأولاد علي المبادئ والقيم السامية، كما أنه يجب أن يتعلم الشباب أن هناك أمورًا لا تصح ولا يمكن التغافل عنها سواء من قبل الأهالي أومن قِبل الدولة، كما أنه يجب أن تكون إدارات المدارس والجامعات صارمة في هذه الأمور.