"ضربنا بالخرطوم وربطنا بالحبال لمدة يومين لحد ما بنتى ماتت".. هكذا بدأت "هبة.م.ي" 32 سنة، ربة منزل، الإدلاء بأقوالها أمام نيابة مركز بلقاس بالدقهلية، حول تعدِّي زوجها عليها بالضرب وتعذيبها لمدة يومين متتاليين داخل شقة سكنية بمدينة جمصة، حتى لفظت نجلتها أنفاسها الأخيرة بعد شكّه فى سلوكهما واتهامه لهما بالعمل فى الدعارة.
وقالت الزوجة، أمام رئيس نيابة بلقاس: إن عددًا من السائقين حرّضوا زوجي على ابنتي، وأوهموه بأنها تعمل في الدعارة، رغم أن ابنتي تبلغ من العمر 14 عامًا، وقالوا له: إن هناك العديد من الفيديوهات الإباحية، يتم تداولها لابنتي على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع الخليعة، وحينما أخبرني طلبتُ منه أن يعرض عليّ فيديو واحدًا من تلك الفيديوهات، فلم يجبني إلى طلبي، لكنهم ظلوا يحرضونه ضدّي وضدّها.
وأضافت الزوجة أن المتهم بدأ يتهمها بتسيير نجلتها للعمل في الدعارة، وبدأ يصفني بأوصاف نابية، وخرج من المنزل، ثم عاد فجأة، وقام بتكبيلي أنا وابنتي بالأحبال داخل غرفة نوم، وظل يضربنا بخرطوم "أنبوبة"، وقام بضربنا بشدة، وكنا نصرخ من شدة الألم ولم يسمعنا أحد.
وأوضحت الزوجة أن المتهم قام بربطهما بالحِبال والتعدّي عليهما والاعتداء جنسيًّا على نجلتها، وهما مقيدان بالحِبال أمامه، وظل يمارس ضدنا أبشع أنواع التعذيب والضرب، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، ولمّا تأكد أنها ماتت هرب وترك باب الشقة مفتوحًا، ولمّا سمع الجيران دخلوا وفكوا وثاقنا، واتصلوا بالشرطة.
في المقابل نفى الزوج الاتهامات الموجّهة له أمام النيابة العامة، وقال: إن الطفلة لها تاريخ طويل من الدعارة، وهناك العديد من الفيديوهات الجنسية المتداولة لها، وأنه لم يقم بالاعتداء جنسيًّا عليها، أو ضربهما، مشيرًا إلى أنه قام بتقييدهما؛ لمنعهما من مزاولة الدعارة، وتلطيخ سُمعته- على حد قوله.
كانت نيابة بلقاس قد بدأت، اليوم السبت، تحقيقاتها حول واقعة مقتل طفلة على يد زوج والدتها، وأمرت بحبس المتهم "وليد.س.ا" 35 سنة، سائق توكتوك، 4 أيام على ذمة التحقيقات، وطلب تحريات المباحث، واستخراج جثة المتوفاة وتشريحها بوساطة الطب الشرعي؛ للتأكد من ممارستها الجنس قبل ذلك، والتأكد من اعتداء زوج الأم على الطفلة جنسيًّا، للتحقق من صحة ادعاء الزوجة من عدمه.
يُذكر أن اللواء أيمن الملاح، مدير أمن الدقهلية، تلقّى إخطارًا من العميد أحمد خيري، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ للعميد أكرم علام، مأمور قسم جمصة، بالعثور على جثة لفتاة في عقار بمنطقة الصفا بجمصة، وكذا والدتها فى حالة إعياء شديدة.
وانتقل ضباط مباحث جمصة، برئاسة الرائد دكتور أحمد الشوري رئيس المباحث، إلى مكان البلاغ، وبالفحص تبيَّن أن الجثة لفتاة تُدعى "شروق. و. ا" طالبة بالصف الأول الإعدادي ومقيمة بجمصة، كما وجدت والدتها وتُدعى "هبة. م. ي" 32 عامًا، ربة منزل ومقيمة بقرية ديسط بمركز طلخا ولها محل سكن آخر مع زوجها بمدينة جمصة وعليها آثار تعذيب وفى حالة إعياء شديد.
وبسؤال الزوجة أكدت أن الجانى هو زوجها ويدعي "وليد. س. ا" 35 عامًا، سائق توكتوك ومقيم بلقاس، وله محل سكن آخر بجمصة، قام بربطها هي وابنتها لمدة يومين واستمر فى تعذيبهما بالضرب بخرطوم "أنبوبة غاز" حتى لفظت ابنتها أنفاسها وفرّ هاربًا، وبتقنين الإجراءات تم ضبطه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وبإرشاده تم ضبط الأداة المستخدمة فى الجريمة.
