الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

‎اعرف بلدك.. تعرف على تاريخ مراكب الشمس

مراكب الشمس
مراكب الشمس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تُعتبر مصر من أهم وأجمل البلاد سياحيًا ولذلك وضعت على قائمة أفضل المدن بالنسبة للسائح.
‎وتعرض "البوابة لايت"، فقرة "اعرف بلدك"، التي تتابع فيها أفضل الأماكن في مصر وفي كل محافظة لتشجيع السياحة الداخلية والخارجية.
مراكب الشمس:
تاريخ مراكب الشمس:
- في عام 1954 عند قاعدة الهرم الأكبر بالجيزة بمصر اكتشف عالم الآثار المصري كمال الملاخ، حفرتين مسقوفتين عند قاعدة هرم خوفو الجنوبية، عُثر في قاع إحداهما على سفينة مفككة متقنة النحت من خشب الأرز، كان عدد أجزاء المركب 1224 قطعة، لا ينقص منها أي جزء، من ضمنها خمسة أزواج من المجاديف واثنين من زعانف التوجيه ومقصورة.
- أعيد تركيب مركب الشمس الأولى فبلغ طولها 42 مترًا، وسُميت بمركب الشمس وسُميت أيضا سفينة خوفو، ومعروف أن السفن الجنائزية كانت تستخدم في مصر القديمة للذهاب لاستعادة الحياة من الأماكن المقدسة سفن روح الألهة، وتروي أسطورة رع بأنه يكون طفلا عن شروقه (خبري)، ثم رجلا كاملا ظهرا (رع)، قم عجوزا في المساء (أتوم)؛ يركب مركبين - حسب عقيدة الفراعنة - وهي مراكب رع الذي هو قرص الشمس يعبر بها النهار حيث يعلو في السماء، ثم يختفي عن الأنظار وقت الغروب ويبدأ رحلة البحر السماوي خلال الليل.
- أوحت رحلة الشمس اليومية في السماء إلى الأساطير التي أدمجت رع في الشمس، حيث تصف النصوص شروق الشمس على الشاطئ الشرقي البعيد حيث تحييه فرقة من القردة بمجرد ظهوره فوق المياه، فإذا ما أوقظت هذه الحيوانات ترقص طربا لظهور الشمس فكانت القردة أيضا مقدسة لدى قدماء المصريين، بعد ذلك يركب رع سفينته النهارية التي تبحر به عبر السماء حتى المساء. ثم ينتقل من سفينته النهارية إلى سفينة الليل التي تبحر به في العالم السفلي ، قبل شروقه مره آخرى في يوم جديد .ونسجت أساطير وقصص حول رحلة الشمس و مراكب الشمس كان كما في عقيدة المصريين القدماء . وانتشرت عبادة الشمس على الأخص في شمال مصر في عهد الفرعون خوفو؛ وبدأ الملوك الفراعنة في تسمية أنفسهم بابن رع منذ عصر خفرع، عصر بناة الأهرام وظلت هذه القرابة الشمسية في الألقاب الملكية حتى نهاية التاريخ المصري الفرعوني، وفي هليوبوليس كان المقر الرئيسي لعبادة رع حيث كان يرأس التاسوع المقدس باسم أتوم، وترأس رع مجموعة الألهة الرسمية في شمال البلاد خلال الأسرة الخامسة، أما في الجنوب فكانت تغلب عبادة آمون ومع الوقت تم توحيدهما في عبادة رع، وعندما تربع أمنحوتب الرابع خلال الأسرة الثامنة عشرة عرش مصر فكر في أن يكون قرص الشمس هو الإله الأوحد وسماه آتون وترك عبادة آمون – رع، وغير اسمه الشخصي إلى إخناتون ودعى لعبادة أتون ؛ وبنى مدينة أخيتاتون ليبتعد عن كهنة أمون الموجودين في طيبة ، ورمز لإلهه آتون بقرص الشمس داعيا للتوحيد.
اكتشاف مراكب الشمس:
عثر في محيط الهرم الأكبر 7 حفرات تحوي بعضها مراكب، خمسة منها تتبع هرم خوفو واثنان يتبعان أهرام الملكات . وقد وجدت حفرتي مراكب الشمس جنوب هرم خوفو في حالة جيدة ومغلقة .
حفرات المراكب الجنوبية:
اكتشفت الحفرتان الجنوبيتان من عالم الآثار المصري كمال الملاخ في عام 1954، وأخرجت من الحفرة الشرقية أجزاء مركب شمس وأعيد تركيبها من خبراء مصريين ، في عملية استمرت نحو 10 سنوات، وأما الحفرة الثانية فقد فحصت في عام 1987 . وتبين أنها تحوي أجزاء مركب شمس كاملة مفككة، ومن المزمع تركيبها في المستقبل أيضا. مركب الشمس الأولي معروضة في متحف مركب الشمس بجانب الهرم ويمكن للزوار مشاهدتها.
الحفرة الشرقية طولية موازية للهرم من ناحية الجنوب وتبعد عنه 17 متر. يبلغ طولها 31 متر وعمقها 4و5 متر. وكانت تسد الحفرة من اعلى قطع من الحجر عرضية تستند على جانبي الحفرة الشمالي والجنوبي ، وكانت الفتحات بينها مسدودة بملاط يغلق الحفرة تماما. عدد القطع الحجرية المستخدمة في سد الحفرة يبلغ 41 قطعة كبيرة مختلفة المقاييس ؛ يبلغ مقاييسها في المتوسط4.5 متر طولا و 0.85 متر عرضا و1.8 متر ارتفاعا، وتزن كل منها ما بين 15 إلى 20 طنًا. 
وجدت على أحجار الإغلاق كتابات هيروغليفية عديدة من العمال المصريين القدماء؛ من ضمنها أسماء مجموعات العمال التي كانت مسئولة عن نقل تلك الأحجار، وكذلك 10 من الخراطيش تحمل اسم الفرعون خفرع الذي حكم بعد خوفو وتاريخ وضع المراكب "السنة 11 للتعداد"، يستنتج الباحث "فرنر" من ذلك أن بعض أجزاء مجمع الهرم قد تمت بعد وفاة خوفو، ولكن باحث آخر ويدعى "هاس" فيعتقد أن التاريخ المسجل على الأحجار ينتمي إلى عهد خوفو. وعلى ذلك فيكون التسجيل على حجارة الإغلاق قد تم في عهد خوفو، وبما أن خوفو قد حكم مصر مدة "13 من أعوام التعداد (للماشية)" فتكون تلك الحجارة قد جهزت في عهده وخزنت، حتى جاء وقت موته ودفنه. كذلك لا يستند التوقيت على الحجارة مع فترة حكم خفرع إذ أنه حكم مصر لمدة "8 من أعوام التعداد" ( كان تعداد الماشية يتم في مصر القديمة عادة كل سنتين ، وبناءا على ذلك فتكون فترة حكم خوفو 21 سنة على الأقل. علاوة على ذلك ، لو كان وضع مراكب الشمس في عهد خفرع لكان ذلك متاخرا جدا عن الطقوس الجنائزية التي أجريت لدفن خوفو.
كانت مركب الشمس مفككة في 1224 قطعة ووضعت في الحفرة في 13 طبقة، وهي عبارة عن مركب ملكي ذو مجاديف مصنوعة من خشب الأرز من لبنان ، وتتكون المركب من عشة وخمسة أزواج من المجاديف واثنين من زعانف التوجيه وسقالة للرسو على الشاطئ.
يصل طول المركب إلى نحو 42.3 متر وأقصى عرضه 5.6 متر، ويشابه في شكله شكل مركب البردي . وقد استغرق إعادة تركيبه نحو 10 سنوات؛ ووضع في متحفه للعرض في عام 1982 بجانب الهرم.
وتبين خدوش على المركب أنه كان يستخدم في عهد الملك.. ولكن عالم الآثار المصري يعتقد بأن المركب لم ينزل إلى الماء . وتوجد أثار وبقايا لاخشاب في موقع الهرم تدل على ان مركب الشمس قد تم صناعته في ذلك الموقع.
في عام 1987 بينت كاميرات صغيرة أدخلت في الحفرة الثانية أن مركبا اخرا موجود ومفكك، يعتقد عالم الآثار الألماني "هاس" أنها لمركب شراعي، وبعد عدة سنوات من التجهيزات بدأت في عام 2009 مجموعة من الباحثين اليابانيين من جامعة واسيدا، طوكيو، وبالتعاون من مصلحة الأثار المصرية فحص محتويات الحفرة الثانية، وبدأ استخراج أجزاء المركب من الحفرة الثانية في يونيو 2013.